'خيانة' أهدرت فوز المعارضة برئاسة بلدية اسطنبول

حزب الشعب الجمهوري يندد بقرار إعادة الانتخابات في كبرى مدن تركيا ويصفه بالدكتاتورية الصريحة.

اسطنبول - وصف رئيس بلدية اسطنبول أكرم إمام أوغلو بـ"الخيانة" القرار الذي أصدرته اللجنة العليا للانتخابات الإثنين وقضت فيه بإبطال فوزه في الانتخابات التي جرت قبل خمسة أسابيع بعد قبولها طعناً تقدّم به منافسه مرشّح حزب العدالة والتنمية الحاكم.
وقال إمام أوغلو إنّ "أولئك الذين يتّخذون قرارات في هذا البلد ربّما وقعوا في الخيانة. ولكنّنا لن نستسلم أبداً، احتفظوا بالأمل".
وكان المجلس الأعلى للانتخابات في تركيا قرر الاثنين إلغاء نتائج الانتخابات البلدية في مدينة اسطنبول التي ألحقت هزيمة مؤلمة بالرئيس طيب أردوغان وذلك استجابة لمطالب حزب العدالة والتنمية بإعادة التصويت في قرار أضر بالليرة ودفع المعارضة لاتهام الحكومة بأنها "ديكتاتورية".
وقرر المجلس إجراء انتخابات جديدة في اسطنبول يوم 23 يونيو/حزيران. وقال مندوب حزب العدالة والتنمية في المجلس رجب أوزيل إن القرار استند على وثائق غير موقعة عن النتائج من الانتخابات التي أجريت في 31 مارس/آذار وعلى حقيقة أن بعض المسؤولين عن صناديق الاقتراع لم يكونوا من موظفي الحكومة.
ووصف حزب الشعب الجمهوري، أقوى أحزاب المعارضة الذي فاز في التصويت الأصلي برئاسة بلدية اسطنبول كبرى مدن البلاد بفارق ضئيل، قرار الاثنين بأنه "دكتاتورية صريحة".
وقال أونورسال أديغوزيل نائب رئيس حزب الشعب على تويتر "من غير المشروع الانتصار على حزب العدالة والتنمية".

من غير المشروع الانتصار على حزب العدالة والتنمية

وأضاف "هذا النظام الذي يلغي إرادة الشعب ويتجاهل القانون، ليس ديمقراطيا ولا شرعيا. هذه دكتاتورية صريحة".
وقالت كاتي بيري مقررة الشؤون التركية في البرلمان الأوروبي إن القرار "يضرب مصداقية انتقال السلطة بشكل ديمقراطي عبر الانتخابات" في البلاد.
وأفاد شهود أن بعض الناس كانوا يقرعون القدور احتجاجا على الحكم في عدد من أحياء اسطنبول.
وتعهد مرشحا الحزب الحاكم وحزب الشعب الجمهوري بخوض المنافسة مرة أخرى في الانتخابات الجديدة. وكان بن علي يلدريم مرشح الحزب الحاكم قد خسر أمام أكرم إمام أوغلو مرشح حزب الشعب.
وكانت الهزيمة خسارة صادمة لإردوغان، الذي تولى رئاسة بلدية المدينة في التسعينيات ونظم حملة كبيرة قبل التصويت، وهي أول اختبار انتخابي له منذ الأزمة الحادة للعملة العام الماضي التي دفعت الاقتصاد إلى الركود.
وخسر حزب اردوغان العدالة والتنمية أيضاً في العاصمة أنقرة، في صفعة تعود خاصة الى الضائقة الاقتصادية التي تهز البلاد إثر حصول انكماش هو الأول في عشر سنوات وملامسة التضخم لنسبة 20% وتراجع قيمة العملة.
وأثّر الغموض الذي كان يحيط بنتائج الانتخابات في اسطنبول على أسعار الليرة التركية التي راكمت خسائر في الأيام الأخيرة وتخطت الإثنين عتبة 6 ليرات للدولار الواحد.
وكان الرئيس التركي رفض منذ البداية القبول بالخسارة في اسطنبول التي يحكمها الإسلاميون منذ 25 عاماً، وندد بحصول "انتهاكات واسعة النطاق". ويتهم العدالة والتنمية مسؤولين في مكاتب اقتراع بالتقليل من أصوات حصل عليها مرشحه.