خُمس الرجال يعانون من اكتئاب ما بعد الولادة

نتائج دراسة أميركية جديدة تقدم دليلا على الحاجة إلى المزيد من البرامج الموجهة للرجال للمساعدة في علاج أعراض الاكتئاب ومساعدة الآباء الجدد على التكيف.
ثلث الأمهات يعانين من اكتئاب ما بعد الولادة
اكتئاب ما بعد الولادة هو حالة يعاني فيها الشخص من أعراض الاكتئاب بعد ولادة طفل
النساء اللواتي يعانين من هذه الحالة معرضات لخطر الإصابة بالاكتئاب مدى الحياة

لندن - أوضحت دراسة أميركية جديدة أنه في حين أن اكتئاب ما بعد الولادة هو ظاهرة معروفة لدى النساء، إلا أن الرجال معرضون لخطر الإصابة بهذه الحالة أيضا.
ونظر باحثون في مستشفى الأطفال في شيكاغو إلى آباء وأمهات الأطفال الخدج في وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة.
ووجدوا أنه في حين تم تحديد إصابة ثلث الأمهات الجديدات بهذه الحالة، فإن ما يقرب من خمس الرجال يعانون منها أيضا.
ويقول الفريق وفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية إن النتائج تقدم دليلا على الحاجة إلى المزيد من البرامج الموجهة إما للرجال فقط أو لكلا الجنسين للمساعدة في علاج أعراض الاكتئاب ومساعدة الآباء الجدد على التكيف.
ويفيد المؤلف الرئيسي للبحث الدكتور كريغ غارفيلد: "تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى الحاجة إلى زيادة الاهتمام بالصحة العقلية للآباء الجدد، أثناء إقامة أطفالهم في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة وبعد الخروج من المستشفى".
ويضيف: "هذا أمر بالغ الأهمية، ليس فقط من أجل رفاهية الآباء الجدد ولكن أيضا من أجل النمو الأمثل لأطفالهم".
واكتئاب ما بعد الولادة هو حالة يعاني فيها الشخص من أعراض الاكتئاب بعد ولادة طفل، عادة بسبب الانخفاض الكبير في مستويات الهرمون. 
والنساء اللواتي يعانين من هذه الحالة معرضات لخطر الإصابة بالاكتئاب مدى الحياة، لكن الدراسات الحديثة أشارت إلى أن الرجال يعانون أيضا من هذه الحالة.

الأطفال الذين يعاني آباؤهم من هذه الحالة هم أيضا أكثر عرضة للإصابة بضعف النمو المعرفي والعاطفي واللغوي

وللتوصل إلى هذه النتيجة، فحص الفريق 431 من والدي الأطفال الخدج في المستشفى أربع مرات لكل منهم باستخدام مقياس ادنبره للاكتئاب بعد الولادة.
وأظهرت النتائج أن 33 في المائة من الأمهات الجدد تم تشخيصهن بالحالة وكذلك 17 في المائة من الآباء. 
ووجد الباحثون أيضا أن درجات الاكتئاب الأساسية للآباء من المرجح أن تظل كما هي نسبيا في كل نقطة من الفحص، في حين أنها غالبا ما تنخفض بمقدار عشرة أضعاف بالنسبة للأم عند إحضار الطفل إلى المنزل.
ويلاحظ الفريق أن الآباء الذين لديهم اكتئاب ما بعد الولادة هم أقل عرضة للمشاركة في الأنشطة في وقت مبكر من حياة الطفل التي تساعد على نموه مثل القراءة أو التحدث إليه في سن مبكرة.
والأطفال الذين يعاني آباؤهم من هذه الحالة هم أيضا أكثر عرضة للإصابة بضعف النمو المعرفي والعاطفي واللغوي.
ويقول غارفيلد: "إن الاختلاف غير المتوقع الذي وجدناه في مسار أعراض الاكتئاب بين الأمهات والآباء بعد إحضار طفلهم المبتسر إلى المنزل يؤكد أهمية الوصول إلى الآباء، الذين قد لا يدركون حتى أنهم بحاجة إلى المساعدة، ووتثقيف الأسرة بشكل استباقي حول الأعراض المحتملة وتقديم دعم الصحة العقلية خلال هذا الوقت العصيب".
ويمكن أن تؤدي الولادات المبكرة أو ولادة أكثر من طفل في وقت واحد (توأمان وثلاثة توائم وما إلى ذلك) إلى زيادة احتمالية إصابة المرأة بهذه الحالة.
ومن المحتمل أن يعاني أربعة بالمائة من الآباء الجدد من هذه الحالة، خاصة الآباء الأصغر سنا، أو الآباء الذين أصيبوا بالفعل بالاكتئاب في مرحلة ما قبل ولادة الطفل.