دار الشعر بمراكش تحيي ليلة استثنائية في قصر الباهية
مراكش (المغرب) - جاء رواد وجمهور دار الشعر بمراكش، الثلاثاء، بالعشرات إلى فضاء قصر الباهية التاريخي، لحضور حفل اختتام الدورة الخامسة عشرة للمعرض الجهوي للكتاب، وضمن برنامج "نوافذ شعرية" والذي أحيت فعالياته بتنسيق مع المديرية الجهوية للثقافة جهة مراكش أسفي.
أمسية شعرية ضمت أصوات وتجارب وأجيال القصيدة المغربية الحديثة، محمد عزيز الحصيني، وإدريس الملياني (توجا معا مناصفة بجائزة المغرب للكتاب/صنف الشعر في دورتها الأخيرة)، والشاعرة والفنانة نعيمة فنو، والشاعرة والقاصة دامي عمر، والشاعر نوفل السعيدي.
وأحيت الحفل الفني لنوافذ الفنانة منال محمد، بمعية الفنان عزالدين الدياني وعازف آلة الكمان الفنان ياسين الرازي. أما ضمن فقرة تكريمات، فقد احتفت دار الشعر بمراكش بفرقة أصيل للموسيقى، هذه الفرقة الموسيقية الرائدة والتي يقود مسيرتها الفنان عزالدين دياني، اعترافا بمسيرتها الفنية وعطاءاتها في مجال التكوين والتأطير والإنتاج الفني.
ليلة استثنائية، شهدت حضورا لافتا لرواد الدار حيث اعتلى الشعر أفق اللامتوقع، في مزيج بين الشعر والموسيقى وأريج المكان. وشكلت هذه البرمجة الختامية تتويجا للبرنامج الشعري والثقافي، والذي سهرت على تقديمه دار الشعر بمراكش، سواء بفضاء رواقها في المعرض أو بخيمة الندوات، على امتداد أسبوع كامل من الفعاليات بفضاء ساحة مسجد الكتبيين.
وشهدت أمسية نوافذ شعرية قراءات شعرية، لعل سمتها الأساسية هو هذا التعدد للرؤى وأنماط الكتابة الإبداعية، إذ حرص الشاعر إدريس الملياني، أحد رواد الشعر المغربي، أن يفتتح ديوان نوافذ شعرية بقصيدة "كلمات سعيدة المنبهي الأخيرة" ليعبر بعدها للخراب. أما الشاعرة دامي عمر فاختارت من ديوانها الشعري فيض من تجربتها، نصوص قصيرة في تعريفات التسميات، وكعادتها تحلق الشاعرة في "دهاليز اللغة" بحثا عن وميض وألق القصيدة. وأهدى الشاعر محمد عزيز الحصيني نصوصا شعرية جديدة للحضور، حيث حرص كعادته على حفرياته ورؤاه.
الشاعر الحصيني من رواد حساسيات الثماننيين، والذي فتح نوافذ على القصائد بحثا عن اللامرئي.. ولازال إلى اليوم يتربص بكتابة الصمت.. باحثا في أفقية اللغة وعمودية الأسلوب.
وفتحت الشاعرة والفنانة نعيمة فنو، جزء من شذرياتها على أبواب التعريفات من فن الهايكو إلى كتابة تمارس تكثيفها الخاص. الشاعرة فنو وهي تخوض اليوم رحلة سردية جديدة، ظلت وفية لقصيدتها القصيرة بمسيم الومضة.
واختتم الشاعر نوفل السعيدي، أحد إشراقات مدينة موكادور والقصيدة العمودية الجديدة اليوم في المغرب، ديوان نوافذ شعرية، بقصيدتين مدخل خصص للحب والثاني ترفض فيه الذات أن تكبر.
لقد حرصت دار الشعر بمراكش، من خلال برنامجها الشعري والثقافي، أن تقدم هذا الغنى لأنماط الكتابة الإبداعية في المغرب، عبر استضافة أصوات شعرية وتجارب وحساسيات مختلفة.
فقرة نوافذ شعرية، وهي البرمجة الشعرية والثقافية التي أطلقتها دار الشعر بمراكش منذ ثمان سنوات، هي لحظة أساسية للاقتراب والإنصات لراهن الشعر المغربي، من خلال أصواته وتجاربه الشعرية، كما تقدم ملمحا أساسيا لراهنية الشعر المغربي اليوم، على ضوء التحولات التي يشهدها السنوات الأخيرة.