داعش على وشك الهزيمة في شرق سوريا

فرنسا تؤكد على خلاف واشنطن أن الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا لم تنته بعد وأن الأولوية لا تزال القضاء على داعش.

سوريا الديمقراطية تقول إن داعش يعيش لحظاته الأخيرة في سوريا
هزيمة داعش في شرق سوريا ستكتب نهاية دولة "الخلافة"
فرنسا تسلم بوجود الأسد في السلطة إذا ترشح وانتخبه السوريون

القامشلي (سوريا) - قال مسؤول في قوات سوريا الديمقراطية اليوم الأحد إن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية "يعيشون لحظاتهم الأخيرة" في آخر جيب لهم في سوريا قرب الحدود العراقية حيث تشن القوات المدعومة من الولايات المتحدة هجماتها على التنظيم.

وهزيمة المتشددين في هذا الجيب ستكتب كلمة النهاية لوجود الدولة الإسلامية على الضفة الشرقية لنهر الفرات.

وقال متحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة "قوات سوريا الديمقراطية تحرز تقدما كبيرا، لكن القتال ما زال مستمرا".

وطردت قوات سوريا الديمقراطية وهي تحالف من فصائل تقودها وحدات حماية الشعب الكردية، الدولة الإسلامية من مناطق في شمال وشرق سوريا بدعم من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة خلال السنوات الأربع الماضية.

وقال مصطفى بالي رئيس المكتب الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية "ازدادت وتيرة الهجمات في آخر يومين. بعض قواتنا اتخذت تدابير خاصة في المناطق التي يتواجد فيها داعش (الدولة الإسلامية) حتى لا يتمكنوا من الهروب من ممرات آمنة لينظموا أنفسهم مرة أخرى وتمت السيطرة على الحدود العراقية ومحاصرة داعش".

وأضاف "يعيشون اللحظات الأخيرة ويدركون أن هذه المعركة هي حملة القضاء عليهم".

وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الشهر الماضي سحب قوات بلاده من سوريا، قائلا إن مهمة هزيمة الدولة الإسلامية أُنجزت ولم تعد هناك حاجة لوجود القوات.

ومنذ ذلك الحين صدرت رسائل متباينة من مسؤولين أميركيين. وأعلن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يوم الجمعة أنه بدأ الانسحاب لكن مسؤولين ذكروا لاحقا أنه بدأ فقط سحب العتاد لا الجنود.

وقال الكولونيل شون ريان المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة "قوات سوريا الديمقراطية تحرز تقدما كبيرا وتواصل تحرير المزيد من الأراضي التي كانت تحت سيطرة الدولة الإسلامية، لكن القتال ما زال مستمرا".

وأضاف "الهزيمة النهائية للدولة الإسلامية لا تزال هي المهمة المنشودة، وهم ما زالوا يشكلون تهديدا فعليا للاستقرار بهذه المنطقة على المدى الطويل ولذلك فإن الأمر لم ينته بعد".

وأضفى القرار الأميركي بالانسحاب المزيد من الغموض على الصراع السوري المستمر منذ نحو ثمانية أعوام، وأدى إلى سلسلة من الاتصالات بشأن كيفية ملء الفراغ الأمني في أعقاب انسحاب القوات الأميركية من المناطق التي تتمركز بها في شمال وشرق سوريا.

فمن ناحية، تسعى تركيا لشن حملة ضد القوات الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة ومن ناحية أخرى يرى الجيش السوري المدعوم من روسيا وإيران في ذلك فرصة لاستعادة مساحة ضخمة من الأراضي.

وأشار مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون الأسبوع الماضي إلى أن حماية الأكراد حلفاء واشنطن ستكون شرطا مسبقا للانسحاب الأميركي وهو ما دفع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لوصف تعليقاته بأنها "خطأ فادح".

وقال بالي "يجب علينا كمكونات شمال سوريا والتحالف الدولي مناقشة مشروع وخطة ما بعد القضاء على داعش، وأخذ تدابير لمنع قدرة داعش على تنظيم نفسه والعودة من جديد".

وأكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الأحد في عمان أن الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا "لم تنته بعد" وأن أولوية بلاده لا تزال "القضاء" على التنظيم المتطرف.

وقال الوزير الفرنسي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني أيمن الصفدي متناولا النزاع في سوريا، إن "الحرب لم تنته بعد، هناك حربان متقاطعتان: حرب ضد داعش لم تنته بعد، وأولئك الذين يعتبرون أن داعش قد قضي عليه هم على خطأ، وحرب أهلية داخلية، وأحيانا يكون هناك ترابط بين الحربين".

وأضاف أن "الأولوية لا تزال القضاء على داعش. إن السعي إلى تحقيق استقرار دائم في الشرق الأوسط يتطلب مواجهة أي ظهور للإرهاب في المنطقة".

وبعدما سيطر على أراض واسعة في سوريا في العام 2014، تعرض تنظيم الدولة الإسلامية للعديد من الانتكاسات في العامين الماضيين نتيجة الهجمات التي نفذها الجيش السوري وحلفاؤه وكذلك قوات سوريا الديمقراطية وهي تحالف كردي عربي مدعوم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

ولا يزال التنظيم يحتفظ بوجود في شرق سوريا وبعض الجيوب في الصحراء.

وقال لودريان "سنواصل التزامنا بلا كلل من أجل التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية في إطار قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2254 وهو الوحيد القابل للتطبيق للأزمة التي ابتليت بها البلاد منذ ما يقارب ثماني سنوات، كما أن هذا الحل السياسي هو السبيل الوحيد لضمان عودة اللاجئين السوريين بشكل آمن وطوعي ومستدام".

ورأى أن "شروط عملية السلام تنطوي على عملية انتخابية تتم بطريقة شفافة. وإذا كان الرئيس بشار الأسد مرشحا، فسيكون مرشحا. يجب على السوريين أن يقرروا مستقبلهم".

وتابع "لكنهم لا يستطيعون القيام بذلك إلا في إطار عملية سلام مصادق عليها من قبل الجميع وعملية انتخابية تقوم على إصلاح الدستور الحالي".

وقال أيضا "هذا هو السيناريو وبعد ذلك سيصوت السوريون وما نأمله هو أن يقوم جميع السوريين بالتصويت، سواء كانوا نازحين أو لاجئين سيعنيهم اختيار ممثلين لهم، الأمر متروك للسوريين ليقرروا مستقبلهم".

من جانبه، أكد الصفدي أن "أولوية المملكة هي التوصل لحل سياسي يضمن وحدة سوريا واستقلالها ويعيد لها أمنها واستقرارها ودورها الرئيسي في المنطقة".

وأضاف "أولويتنا هي إنهاء الأزمة وعودة الأوضاع إلى طبيعتها في سوريا ليعود الأمن وتتبلور الظروف التي تسمح للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى بلدهم، فالأردن يتحمل عبء تلبية احتياجات 1.3 مليون سوري شقيق ونشجع عودة هؤلاء الأشقاء إلى وطنهم بأسرع وقت ممكن".