داعش يأخذ المدنيين في شرق سوريا بجريرته

المرصد السوري لحقوق الإنسان يعلن مقتل 24 شخصا بينهم 13 مدنيا في قصف صاروخي شنه التحالف الدولي على جيب يسيطر عليه تنظيم الدولة الإسلامية.

غارات التحالف الدولي على داعش لا تستثني مدنيين
الخناق يزداد ضيقا على داعش في آخر جيب له بشرق سوريا

بيروت - أسفر قصف صاروخي للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، استهدف آخر جيب لتنظيم الدولة الإسلامية في شرق سوريا، عن مقتل 42 شخصا بينهم 13 مدنيا، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت.

ويدعم التحالف الدولي قوات سوريا الديمقراطية التي تشن منذ سبتمبر/أيلول 2018 هجوما بريا ضد الجهاديين في هذا الجيب الأخير الواقع في محافظة ديرالزور غير البعيدة من الحدود العراقية.

وذكر المرصد أن قصفا صاروخيا للتحالف الدولي استهدف في وقت متأخر الجمعة منازل في أراض زراعية قرب بلدة الباغوز ما أسفر عن مقتل 42 شخصا بينهم 13 مدنيا.

وبين القتلى سبعة سوريين من تنظيم الدولة الإسلامية بينهم ثلاثة أطفال من نفس العائلة، بالإضافة إلى ستة عراقيين غير مقاتلين، بحسب المرصد.

وأنكر التحالف الدولي في أكثر من مناسبة سقوط قتلى مدنيين في غاراته على معاقل التنظيم المتشدد في سوريا والعراق، معترفا فقط ببعض الحوادث لكنه أكد أنه يتفادى استهداف المدنيين في عملياته.

وقال رامي عبدالرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ويراقب عبر شبكة واسعة من المراقبين تطورات الوضع في سوريا أن "الجهاديين يستخدمون هذه المنطقة لشن هجماتهم المضادة".

ورغم الهجمات المضادة التي شنّها التنظيم المتطرف الذي يوشك على فقدان آخر معاقله في شرق سوريا، أحرزت قوات سوريا الديمقراطية تقدما سريعا في الأسابيع الأخيرة وتمكّنت من السيطرة على القسم الأكبر من أخر جيوب داعش في المنطقة.

وفشل التنظيم الخميس في استعادة بلدة الباغوز في هجوم مضاد ما أدى إلى مقتل نحو 50 مقاتلا من الجانبين وفرار آلاف الأشخاص، معظمهم من النساء والأطفال، نحو الأراضي التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية خلال الأيام الأخيرة، وفقا للمرصد.

وبعدما كان التنظيم في العام 2014 يسيطر على مساحات شاسعة في سوريا والعراق المجاور، أعلن إقامة "الخلافة الإسلامية" عليها، تقلص نفوذه تباعا ليقتصر وجوده حاليا على البادية السورية المترامية الممتدة من وسط البلاد حتى الحدود العراقية.

وتشكل المعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية مؤشرا إلى طبيعة النزاع المعقد في سوريا الذي تسبب منذ اندلاعه في العام 2011 بمقتل أكثر من 360 ألف شخص وألحق دمارا هائلا بالبني التحتية وأدى إلى نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.