داعش يباغت القوات السورية بهجوم دموي في البادية

هجمات تنظيم الدولة الإسلامية الذي كثف مؤخرا وتيرة اعتداءاته في شرق سوريا، تثير مخاوف من احتفاظه بقدرات قتالية عالية وبقدراته أيضا على اختراق تحصينات الجيش السوري وحلفائه من المقاتلين الشيعة.
داعش يقتل 7 من القوات السورية في أحدث هجوم
اشتباكات بين القوات السورية ومقاتلي تنظيم داعش
البادية السورية باتت ملاذا لمقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية

بيروت - قتل سبعة عناصر على الأقل من قوات النظام السوري الأربعاء في هجوم شنه عناصر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في شرق سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ومنذ إعلان القضاء على دولة الخلافة المزعومة في مارس/اذار 2019 وخسارته كل مناطق سيطرته، انكفأ تنظيم الدولة الإسلامية إلى البادية الممتدة بين محافظتي حمص (وسط) ودير الزور (شرق) عند الحدود مع العراق، حيث يتحصن مقاتلوه في مناطق جبلية.

وأفاد المرصد بأن "عناصر تنظيم الدولة الإسلامية شنوا خلال الساعات الماضية هجوما واسعا على قوات النظام والمجموعات الموالية لها في بادية دير الزور وصولا إلى الحدود الإدارية مع محافظة الرقة" المحاذية.

ودارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين إثر الهجوم، ما أسفر عن مقتل سبعة عناصر من قوات النظام وخمسة مقاتلين من التنظيم المتطرف.

ومع ازدياد هجمات التنظيم في الآونة الأخيرة ضد قوات النظام، تحولت البادية مسرحا لاشتباكات ترافقها غارات روسية، دعما للقوات السورية الحكومية وتستهدف مواقع مقاتلي التنظيم المتطرف.

ووثق المرصد منذ مارس/اذار 2019 مقتل أكثر من 1500 عنصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها فضلا عن أكثر من 970 عنصرا من التنظيم المتطرف جراء الهجمات والمعارك في البادية.

ووجه التنظيم المتطرف منذ فبراير/شباط الماضي عدة ضربات موجعة لقوات النظام السوري وحلفائه من الميليشيات الشيعية.  

وعاد التنظيم فجأة بعمليات مكثفة ومباغتة رغم تعرض معاقله في البادية السورية لغارات روسية وسورية، في تطور مثير من حيث توقيته وعجز النظام السوري وحليفته روسيا عن صدّ تلك الاعتداءات.

وباتت هجمات داعش الذي كثف مؤخرا وتيرة اعتداءاته في شرق سوريا، تثير مخاوف من احتفاظه بقدرات قتالية عالية وبقدراته أيضا على اختراق تحصينات الجيش السوري وحلفائه من المقاتلين الشيعة رغم إعلان هزيمته في سوريا في 2019 وفي العراق في 2017.

ويقول محللون إن تكثيف التنظيم لهجماته يعكس صعوبة في القضاء نهائيا على خلاياه التي تنشط في البادية السورية المترامية امتدادا من شرق محافظتي حماة وحمص (وسط) وصولا إلى أقصى شرق محافظة دير الزور (شرق).

وقدّرت لجنة مجلس الأمن الدولي العاملة بشأن تنظيم الدولة الإسلامية ومجموعات جهادية أخرى في تقرير الشهر الحالي أن لدى التنظيم المتطرف عشرة آلاف مقاتل "ناشطين" في سوريا والعراق.

وقالت إنه على رغم أنّ تواجد غالبية هؤلاء في العراق، إلا أن "الضغط الذي تمارسه قوات الأمن العراقية يجعل تنفيذ عمليات تنظيم الدولة الإسلامية (على أراضيها) أكثر صعوبة" مقارنة مع سوريا.

وتوفّر البادية السورية في محافظة دير الزور ملاذا آمنا لمقاتلي التنظيم الذين أقاموا "علاقات مع شبكات تهريب تنشط عبر الحدود العراقية".

وفي مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، يستهدف التنظيم المتطرف، غالبا عبر عبوات ناسفة أو اغتيالات بالرصاص، مقاتلين من تلك القوات أو مدنيين يعملون لصالح الإدارة الذاتية الكردية.