داعش يباغت قوات الأسد بهجوم دموي آخر في البادية

المرصد السوري يؤكد مقتل ثمانية عناصر على الأقل من الجيش السوري والموالين له في أحدث هجوم لتنظيم الدولة الإسلامية الذي كثف في الفترة الأخيرة من هجماته على قوات النظام في البادية السورية.
انهيار دولة الخلافة المزعومة لم ينه خطر داعش
تنظيم الدولة الإسلامية يحاول تثبيت أقدامه في البادية السورية بهجمات دموية
القوات السورية تتعرض منذ أشهر لحرب استنزاف في البادية

بيروت - قتل ثمانية عناصر من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين له الاثنين في أحدث هجوم جديد لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في شرق البلاد، في تطور يؤكد وجاهة التحذيرات الدولية وتلك التي أطلقتها مراكز تتابع أخبار الجماعات الجهادية، من أن انهيار دولة الخلافة المزعومة، لا يعني نهاية داعش أو انحسار خطره وأنه تحول من تنظيم هيكلي إلى جماعات تتحرك على طريقة حرب العصابات.

ويُصعّد التنظيم المتطرف في الآونة الأخيرة من وتيرة هجماته على قوات النظام، ما يعكس وفق محللين صعوبة القضاء نهائيا على خلاياه التي تنشط في البادية السورية الممتدة من شرق محافظة حمص (وسط) وصولا إلى أقصى شرق محافظة دير الزور (شرق).

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تنظيم الدولة الإسلامية شن هجوما جديدا على مواقع لقوات النظام و'لواء القدس' الفلسطيني الموالي له في جنوب محافظة دير الزور.

وأسفر الهجوم عن مقتل خمسة عناصر من قوات النظام وثلاثة من لواء القدس على الأقل، فضلا عن إصابة أكثر من عشرة آخرين بجروح.

ورغم الخسائر الفادحة التي تكبّدها خصوصا مع إعلان قوات سوريا الديمقراطية، ائتلاف فصائل كردية وعربية تدعمه واشنطن في مارس/آذار 2019 القضاء عليه، يواصل التنظيم المتطرف خوض حرب استنزاف ضد الجيش السوري والمقاتلين الموالين له من جهة والقوات الكردية من جهة ثانية.

وينطلق التنظيم في هجماته على قوات النظام تحديدا من نقاط تحصّنه في منطقة البادية رغم الغارات الروسية التي تستهدف مواقعه بين الحين والآخر دعما للقوات الحكومية.

والسبت، قُتل سبعة مقاتلين موالين للنظام في هجوم للتنظيم في دير الزور. كما قتل في الرابع من الشهر الحالي، 15 شخصا على الأقل، غالبيتهم من قوات النظام والمقاتلين الموالين لها، في كمين استهدف حافلات عسكرية في بادية حماة في وسط البلاد.

ولا يزال مصير نحو 15 عنصرا من قوات النظام كانوا يستقلون يوم الجمعة الماضي حافلة تعرضت لهجوم مباغت من التنظيم في ريف حماة الشرقي، مجهولا. وتم لاحقا العثور على الحافلة محترقة، من دون أن يتضح مصير العناصر، وفق المرصد.

ولم ينشر الإعلام الرسمي السوري أي معلومات عن هذه الحادثة حتى لا تتأثر معنويات القوات السورية المسلحة التي تخوض حرب استنزاف ضد الجماعات المتطرفة ومن ضمنها تنظيم داعش.

وفي نهاية الشهر الماضي، تبنّى التنظيم هجوما على حافلة في دير الزور، أودى بحياة 39 عنصرا على الأقل من القوّات السورية النظامية، بينهم ثمانية ضباط، بحسب المرصد.

ومع ازدياد وتيرة هجمات داعش، تحولت البادية السورية إلى مسرح لاشتباكات خصوصا بين الجهاديين وقوات النظام المدعومة من الطيران الحربي الروسي.

ووثق المرصد منذ مارس/آذار من العام 2019، مقتل نحو ألف ومئتي عنصر من قوات النظام السوري فضلا عن أكثر من 630 جهاديا جراء تلك المعارك.

وتكاد تكون البادية السورية أكثر الجبهات تعقيد في المعارك التي تخوضها القوات السورية وحلفاؤها من الميليشيات الإيرانية ومن مقاتلي حزب الله اللبناني، حيث باتت تشكل تحديا أمنيا بعد أن نجح الجيش السوري في استعادة السيطرة على العديد من المناطق التي كانت خاضعة لفصائل معارضة معتدلة ومتشددة.

وتبقى جبهة ادلب أيضا من الجبهات التي يسعى النظام السوري بدعم عسكري روسي، لاستعادتها، إلا أن تداخل عدة أطراف أبطأ كثيرا تحركات القوات النظامية السورية تجنبا للدخول في حرب مباشرة مع القوات التركية التي تحتل أجزاء واسعة من شمال وشرق سوريا وحيث توجد أيضا فصائل عربية كردية متحالفة في ائتلاف قوات سوريا الديمقراطية والتي تكابد للحفاظ على بعض ما تبقى من نطاق سيطرتها بعد عمليات عسكرية تركية دموية.

وتسير تركيا التي تدعم فصائل سورية مسلحة (من ضمنها فصائل متطرفة) وروسيا التي تدعم قوات النظام السوري، دوريات مشتركة في شمال سوريا.

وأعلنت الحكومة السورية مرارا أن قوات الجيش عازمة على استعادة السيطرة على كل الأراضي السورية بالتفاوض أو بالقوة.

وتؤجل دمشق خوض حرب مع القوات الكردية التي أقامت منطقة إدارة حكم ذاتي وتتجنب في الوقت ذاته الدخول في مواجهة مع القوات التركية وحلفائها من الفصائل المسلحة، وذلك للتركيز على تطهير مناطق بعينها لاتزال خارج نطاق سيطرتها أو تشكل مصدر خطر متنام على قواتها مثل البادية السورية.

وأسفر النزاع في سوريا منذ اندلاعه في العام 2011، عن أكثر من 387 ألف قتيل وأدى إلى استنزاف البنى التحتية والاقتصاد، عدا عن تشريد أكثر من ستة ملايين سوري داخل البلاد، وتهجير 5.5 ملايين خارجها، وفق الأمم المتحدة.