داعش يتبنى تفجيرين انتحاريين في تونس

ثلاث عمليات إرهابية منفصلة في يوم واحد إثنتان منها في العاصمة تونس تسفر عن جرح 9 أشخاص ومقتل أمني.
الإرهاب يطلّ مجددا براسه في تونس
الاعتداءات الإرهابية تستبق الانتخابات الرئاسية والتشريعية في تونس
الهجمات الإرهابية تأتي بعد فترة طويلة من الاتقرار الأمني

القاهرة/تونس - أعلن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) مسؤوليته عن تفجيرين انتحاريين استهدفا الشرطة في العاصمة التونسية اليوم الخميس، بحسب وكالة أعماق المنصة الإعلامية للتنظيم المتطرف ومركز سايت الأميركي المتخصّص برصد المواقع الإسلامية المتشددة.

وتقول تونس إنه لا وجود على أراضيها للتنظيم الإرهابي بالمعنى الهيكلي والتنظيمي للجماعة المتطرفة التي انحسر نفوذها في معاقلها الرئيسية بسوريا والعراق، موضحة أن هناك مجموعة من الأفراد موالية للتنظيم وتتحصن بالجبال.

واستهدف تفجير انتحاري الخميس سيارة للشرطة في شارع رئيسي بالعاصمة تونس ما أسفر عن إصابة 4 أشخاص بجروح ووفاة رجل أمن متأثرا بجروح.

وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية سفيان الزعق "أقدم شخص على تفجير نفسه بالقرب من دورية أمنية بشارع شارل ديغول في العاصمة عند الساعة 10,50 (9,50 ت غ) ما أسفر عن إصابة ثلاثة مدنيين وشرطيين اثنين". وأعلنت الوزراة لاحقا أن أحد الأمنيين المصابين قد فارق الحياة.

وتم التفجير الانتحاري في تقاطع شارع فرنسا ونهج شارل ديغول التجاري وسط العاصمة تونس على بعد نحو 150 مترا من السفارة الفرنسية وبالقرب من وزارة الداخلية.

وطوقت سيارات الشرطة مكان الانفجار الذي بدت فيه أشلاء الإرهابي واضحة على قارعة الطريق فيما نقلت سيارات الإسعاف المصابين إلى المستشفيات.

وأعلنت وزارة الداخلية التونسية الخميس أن شخصا أقدم على تفجير نفسه قبالة الباب الخلفي لإدارة الشرطة العدلية بمنطقة القرجاني في العاصمة.
ووفق بيان صادر عنها قالت الوزارة، إن العملية أسفرت عن أربع إصابات متفاوتة الخطورة في صفوف أعوان الأمن، تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.

جاء ذلك بعد ساعات من هجوم مسلح فاشل استهداف محطة الإرسال التلفزيوني، بجبل عرباطة في ولاية قفصة، جنوبي تونس، من قبل مجموعة مسلحة دون تسجيل أية أضرار بشرية أو مادية.

وبحسب بيان لوزارة الدفاع التونسية فإن الهجوم جرى في حدود الساعة الثالثة و30 دقيقة بتوقيت تونس (2:30 بتوقيت غرينيتش) فجر الخميس .
وأكّد البيان أنّ "التشكيلات العسكرية الموجودة على عين المكان والمؤمنة لمحطة الإرسال العسكري، تدخلت في الحين بردّ فعل فوري مما أجبر هذه المجموعة على الفرار بعمق الجبل".
ولا تزال العملية العسكرية متواصلة لتقفي آثار المجموعة المسلحة، وفق ما ورد بنص البيان.
وتعيش تونس منذ مايو/ أيار 2011، أعمالا إرهابية تصاعدت منذ 2013، راح ضحيتها عشرات الأمنيين والعسكريين والسياح الأجانب.
لكن السلطات التونسية تؤكد أنها حققت نجاحات أمنية مهمة، مشددة على ضرورة مواصلة الحذر واليقظة إزاء خطر المجموعات الإرهابية.

وتأتي الهجمات الإرهابية الأخيرة في ظل توتر سياسي يخيم على تونس بعد الأنباء المتداولة حول إمكانية تأجيل الانتخابات.

وقتل 21 شخصا عام 2015 خلال احتجاز رهائن في متحف باردو الوطني في العاصمة التونسية، وقتل مسلح 38 شخصا في منتجع ساحلي. وفي العام التالي حاول المتشددون السيطرة على بلدة بن قردان قرب الحدود مع ليبيا.

ولم تقع هجمات بهذا الحجم منذ ذلك الحين، لكن الاقتصاد لا يزال مضطربا ويساور السلطات القلق من المتشددين الذين يحتمون في ليبيا.

وطالما كانت الهجمات الإرهابية التي استهدفت تونس متركزة بالجبال، خاصة المرتفعات الغربية التي عرفت بـ "وكر تتحصن فيه الجماعات الإرهابية".

وشهدت تونس منذ الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي في 2011 انتقالا ديمقراطيا للسلطة وأجرت انتخابات حرة وضمنت الحقوق الأساسية في دستور جديد. لكن الاضطرابات وهجمات المتشددين أبعدت السياح والمستثمرين مما زاد من حدة أزمة اقتصادية ناجمة عن عجز مزمن في الميزانية.

وتتحوف تونس من عودة نحو ثلاثة آلاف تونسي انضموا إلى تنظيم الدولة الإسلامية وغيرها من الجماعات المتشددة في العراق وسوريا وليبيا بينما زاد الغضب والاستياء من البطالة في السنوات القليلة الماضية.