داعش يدعو أنصاره للصمود مع استسلام مئات من عناصره

بقايا من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في آخر جيب لهم بشرق سوريا، يقرّون باشتداد الحصار عليهم وبشحّ الغذاء والمياه تحت قصف مستمر من قوات سوريا الديمقراطية وقوات التحالف الدولي.

استسلام جماعي للمئات من عناصر داعش في الباغوز
مسلحو داعش يتمسكون بالقتال حتى الموت في شرق سوريا
معركة الباغوز ترسم نهاية دولة الخلافة المزعومة
الإحباط يخيم على بقايا داعش في الباغوز

بيروت - دعا تنظيم الدولة الإسلامية في شريط مصور ليل الاثنين أنصاره العالقين داخل بلدة الباغوز في شرق سوريا إلى "الثبات"، في مواجهة الحصار والقصف الذي يتعرضون له، فيما أعلنت قوات سوريا الديمقراطية التي تخوض آخر معاركها ضد التنظيم المتطرف أن المئات من عناصر داعش استسلموا بشكل جماعي.

ونشر الفيديو على حسابات جهادية على تطبيق تلغرام ومدته 14 دقيقة وتناوب فيه أربعة أشخاص على الكلام، مؤكدين أنهم موجودون في الباغوز. وتضمن الشريط صورا لخيم وغرف من الطين وشاحنات تشبه إلى حد بعيد الصور التي نشرت خلال توغل قوات سوريا الديمقراطية في آخر جيب خاضع لسيطرة داعش.

ويقول المتحدث الأول الذي ظهر في الشريط المصور دون أن يعرّف عن نفسه "إن قُتلنا وإن أُبدنا عن بكرة أبينا، فهذا نصر والثبات هو أن تبقى على ما يحبه الله".

ويرد في نهاية التسجيل تاريخ رجب 1440 بالتأريخ الهجري وهو الشهر الذي بدأ في الثامن من مارس/آذار. وقد التقطت بعض الصور بتقنية طائرة تصوير.

مسلحو قوات سوريا الديمقراطية
قوات سوريا الديمقراطية تضيّق الخناق على آخره على تنظيم داعش في الباغوز

وتحاصر قوات سوريا الديمقراطية منذ أسابيع وبدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية، بقايا التنظيم المتطرف داخل جيب في الباغوز. وعلى وقع العمليات العسكرية، خرج عشرات الآلاف من النساء والأطفال والرجال من البقعة المحاصرة، بينهم عدد من مقاتلي التنظيم، لكن على دفعات.

ومنذ يومين، تدك مدفعية قوات سوريا الديمقراطية وطائرات التحالف الجيب المحاصر.

ومما يقوله المتحدث في الفيديو والذي يبدو في الثلاثينات من عمره وقد جلس قربه طفل ورجلان آخران وضعا كوفية على رأسيهما وهما يتناولان الحساء "إذا كان عندنا آلاف الكيلومترات ولم يبق إلا بعض الكيلومترات، فيقال خسرنا"، لكن "المقياس عند الله يختلف".

وأضاف "هؤلاء الكفرة والمرتدون قطعوا علينا الطرق وفي هذا الحصار الخانق، يأتينا رزقنا ولله الحمد كل يوم بيومه"، مؤكدا أن "النصر قريب والحرب سجال ولم تنته المعارك".

وفي تأكيد لولاء مقاتلي التنظيم لزعيمه، يقول "أقولها إغاظة للكفار والمرتدين لا يوجد حاكم مسلم على وجه هذه الأرض إلا الشيخ أبوالبكر البغدادي حفظه الله".

وتظهر في مقطع من الفيديو حافلة صغيرة تابعة لجهاز الحسبة (شرطة التنظيم) وهي تسير في طريق ترابي تجمّع على جانبيه عشرات الرجال إضافة إلى أطفال ونساء منقبات ويدعو أحد ركابها عبر مذياع الناس إلى "الاستغفار والتوبة".

كما تظهر امرأة قرب موقدة تعدّ طعاما وأطفال ورجال يتمشون بين الخيم والدراجات النارية، أو جالسون أرضا.

ويشير متحدث ثان ورد اسمه على أنه 'الأخ أبوعبدالعزيز'، إلى مناشير يبدو أن طائرات التحالف تلقيها على المحاصرين، قائلا "الكافرون يلقون علينا المناشير ويستهزئون بنا. يقولون لنا أنتم جياع وأمراؤكم يتنعمون ويأكلون".

وأفاد العديد من الخارجين من جيب التنظيم خلال الأسابيع الماضية بوجود نقص في المواد الغذائية والخبز والمياه في المنطقة المتبقية تحت سيطرة الجهاديين.

لكن قوات سوريا الديمقراطية قالت إن أعدادا كبيرة من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية وأسرهم استسلموا لها اليوم الثلاثاء في المعركة التي توشك القوات المدعومة من الولايات المتحدة على السيطرة فيها على آخر جيب للتنظيم في شرق سوريا.

وقال مصطفى بالي المسؤول الإعلامي في قوات سوريا الديمقراطية، إن المقاتلين استسلموا بشكل جماعي.

وتابع "أعداد كبيرة استسلمت بشكل جماعي. ريثما قواتنا تتأكد من كل من يرغب بالاستسلام وإنهائهم عملية الاستسلام ستعاود الاشتباكات. عوائل ومقاتلي داعش استسلموا لقوات سوريا الديمقراطية. قوات سوريا الديمقراطية تريد التأكد"، مضيفا أن الهزيمة النهائية للمتشددين في الباغوز قريبة جدا. وقد شوهد مئات الأشخاص يستسلمون لقوات سوريا الديمقراطية.