داعش يسعى للملمة شتاته للنهوض مجددا في العراق

مسؤول كردي يؤكد أن بضعة آلاف من مقاتلي داعش يعملون في العراق، بينما يقول بعض المسؤولين العسكريين الغربيين إن عدد من ينشطون بين العراق وسوريا قد يتجاوز عشرة آلاف.
غياب التنسيق بين أربيل وبغداد ينذر بنهوض داعش مجددا
داعش لايزال يملك قدرة على استقطاب وتجنيد متطرفين للقتال في صفوفه
اعتقال 38 كرديا جندهم داعش في ظرف وجيز وكانوا يعدون لهجمات ارهابية

السليمانية (العراق) - تسود مخاوف في العراق من نهوض تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) المتطرف من جديد على ضوء مؤشرات قوية تشير إلى أن التنظيم الذي أعلن رئيس الوزراء العراقي الأسبق حيدر العبادي هزيمته في 2017، يعمل على إعادة ترتيب صفوفه.

وأكد هذا التقدير مسؤول كردي كبير، قال إن هناك مؤشرات متنامية على أن تنظيم الدولة الإسلامية يحاول الظهور على الساحة مجددا بعد تزايد الهجمات في العراق.

وقُتل ما لا يقل عن 19 من أفراد قوات الأمن العراقية والكردية العراقية في الأيام القليلة الماضية في مختلف أرجاء البلاد وفقا لبيانات عسكرية وتصريحات مسؤولين أمنيين، مما دفع الرئيس العراقي برهم صالح للدعوة إلى توخي الحذر من خطر نهوض تنظيم الدولة الإسلامية مرة أخرى.

وتأتي الهجمات بعد أعنف هجوم انتحاري يشهده العراق في ثلاث سنوات والذي أعلن التنظيم السنّي المتطرف مسؤوليته عنه، ووسط مخاوف من أن يخل تخفيض عدد قوات تقودها الولايات المتحدة باستقرار البلاد.

وقال لاهور طالباني الرئيس المشارك للاتحاد الوطني الكردستاني والقائد السابق للمخابرات في مقابلة مع رويترز "لقد أعادت الدولة الإسلامية تنظيم صفوفها فيما يبدو".

وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية وهو في الأساس جماعة خرجت من رحم تنظيم القاعدة، على مساحات شاسعة من أراضي العراق وسوريا من 2014 وفرض حكما من الترويع شمل قطع الرؤوس في العلن وتفجيرات نفذها أنصار له في الخارج.

وأعلن العراق هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية عسكريا في 2017 لكن التنظيم يشن منذ ذلك الحين هجمات في مختلف أرجاء شمال البلاد وعلى الحدود التي يسهل اختراقها مع سوريا.

وشهدت الأشهر القليلة الماضية أكثر من 25 هجوما دمويا ألقى مسؤولون عراقيون بمسؤوليتها على مقاتلي الدولة الإسلامية. وقُتل أكثر من 30 في تفجير في يناير/كانون الثاني في سوق مزدحمة في بغداد. وقال طالباني إن الدولة الإسلامية لم يُقض عليها بالكامل.

وأضاف طالباني أن هناك بضعة آلاف من مقاتلي داعش يعملون في العراق. ويقول بعض المسؤولين العسكريين الغربيين إن عدد من ينشطون بين العراق وسوريا قد يتجاوز عشرة آلاف.

ويشعر طالباني بقلق خاص من قدرة التنظيم على التجنيد عبر وسائل منها مواقع التواصل الاجتماعي. وقال إنه أُلقي القبض قبل ثلاثة أسابيع، على 38 جُندوا للعمل مع تنظيم الدولة الإسلامية وجميعهم من الأكراد الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و22 عاما.

وأضاف "كانوا على وشك شن هجمات، تلقوا عتادا وقنابل ومتفجرات. وكان هذا جرس إنذار".

ويشارك قادة عراقيون طالباني مخاوفه، فكتب الرئيس العراقي برهم صالح على تويتر الأسبوع الماضي يقول "لا نملك أن نشعر بالرضى عن النفس" في محاربة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.

وعُزيت بعض الإخفاقات الأمنية إلى الافتقار للتنسيق بين الجيش العراقي والقوات التابعة لإقليم كردستان شبه المستقل.

وحارب الجانبان تنظيم الدولة الإسلامية لكن العلاقات بينهما تدهورت منذ محاولة الأكراد الفاشلة نيل استقلال كامل عام 2017، وهو مسعى أوقفته بغداد عسكريا.

ويقول طالباني إن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية يمكن أن يستغلوا الأراضي المتنازع عليها بين الجانبين ويعملوا فيها، مضيفا "الافتقار للتنسيق بين أربيل (عاصمة الإقليم الكردي) وبغداد أدى إلى عودة ظهور تنظيم الدولة الإسلامية وزيادة قوته ونشاطه وقدراته".

وخفضت الولايات المتحدة قواتها من نحو خمسة آلاف كانت متمركزة للمساعدة في قتال تنظيم الدولة الإسلامية إلى نصف هذا العدد خلال العام الماضي.

ومع خفض التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لعدد قواته في العراق، فمن المتوقع أن يملأ حلف شمال الأطلسي هذا الفراغ بالتدريب والتنسيق مع القوات العراقية، لكنه ليس مفوضا بالمشاركة في العمليات القتالية.

وتطالب فصائل شيعية مسلحة مدعومة من إيران بانسحاب القوات الأميركية بالكامل. وأصبحت هذه الفصائل خصم الولايات المتحدة الرئيسي في العراق منذ هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية، وراحت تطالب بالانسحاب بقوة أكبر منذ أن قتلت الولايات المتحدة القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني العام الماضي.

وقال طالباني إنه يخشى من تداعيات سحب القوات الأميركية. وسحبت الولايات المتحدة قواتها من العراق عام 2011 تاركة فجوة أمنية أمكن للمتشددين استغلالها.