داعش يطل برأسه في الرقّة بخلايا نائمة

قوات الأمن التابعة لقوات سوريا الديمقراطية تعلن تفكيك خلية إرهابية لتنظيم الدولة الإسلامية في عاصمة خلافته المزعومة بسوريا، كانت تعدّ لسلسلة تفجيرات انتحارية كما تم ضبط مستودع ضخم للأسلحة والذخيرة.

انتهت دولة داعش في سوريا والعراق ولم ينته خطره
الرقّة تحررت من التنظيم المتطرف لكن خلاياه لا تزال ناشطة
داعش يسعى لإعادة تموقعه في سوريا من خلال مجموعات مسلحة
الرقّة تئّن وسط الدمار وتحت وطأة داعش

بيروت - خسر تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة السورية، إلا أن هزيمته وانحسار نفوذه لم يؤذن فعلا بنهايتها حيث أطل مجددا في معقله السابق وعاصمة خلافته المزعومة (الرقة) بخلايا نائمة كانت تخطط لتنفيذ سلسلة عمليات إرهابية، بحسب ما أعلنت قوات الأمن التابعة لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة أميركيا والتي خاضت معارك شرسة مع التنظيم المتطرف ونجحت في دحره من عدة مناطق في شمال سوريا.

وقالت قوات الأمن في الرقة بشمال سوريا اليوم الأحد إنها كشفت خلية نائمة لتنظيم الدولة الإسلامية كانت تدبر لسلسلة من الهجمات الكبيرة في المدينة المدمرة.

وكانت الرقة العاصمة الفعلية لدولة الخلافة المزعومة التي أعلنها تنظيم الدولة الإسلامية حتى استعادتها قوات سوريا الديمقراطية التي تهيمن عليها وحدات حماية الشعب الكردية في أكتوبر/تشرين الأول 2017.

وقال متحدث باسم قوات الأمن الداخلي في الرقة التي شكلتها قوات سوريا الديمقراطية إنها قتلت اثنين من أعضاء الخلية واعتقلت خمسة آخرين أثناء عملية نفذتها يوم السبت.

وأضاف المتحدث مهند إبراهيم في مؤتمر صحفي "شاركت القوات الخاصة خبراء المتفجرات بتنفيذ عملية معاكسة عمل عليها جهاز الأمن العام، لصد مخططات كانت على وشك التنفيذ من قبل خلية إرهابية تتبع لمرتزقة داعش في أحد أحياء مدينة الرقة".

وتابع "تم تحديد الأهداف التي تركزت في شارع باسل وقريبا من حي الدرعية في منزلين استخدمتهما الخلية الإرهابية كوكر لإعداد مهامهم وتوجيه الخلايا".

مقر داعش ومركز حكمه السابق في الرقة
لم يبق من حكم داعش في الرقة إلا ذكرى أليمة

وقدم ابراهيم بعض التفاصيل عن العملية، موضحا أن قوات الأمن التابعة لقوات سوريا الديمقراطية داهمت المنزلين وصادرت قنابل يدوية ومسدسات ومتفجرات.

وعثرت القوات كذلك على سيارة ملغومة في موقع العملية وكشفت النقاب عن مخبأ كبير للأسلحة والألغام الأرضية مدفون في مكان قريب.

ومن ضمن الأساليب الرائجة التي اعتمدها التنظيم المتطرف كلما ضاق عليه الخناق استخدام خزان من الانتحاريين وسيارات ملغومة.

واستمر على هذه الوتيرة من الاعتداءات وكان أعنفها تلك التي استهدفت في يوليو/تموز مدينة السويداء وريفها حيث نفّذ التنظيم الإرهابي سلسلة هجمات انتحارية متزامنة أسفرت عن مقتل أكثر من 220 شخصا بين مدنيين وعسكريين والسيطرة على ثلاث قرى.

وشهدت المدينة في الفترة الأخيرة موجة تفجيرات قنابل على الطرق استهدفت بالأساس مسؤولي قوات سوريا الديمقراطية ومقاتليها.

وفي يونيو/حزيران فرضت قوات سوريا الديمقراطية حظر تجول استمر ثلاثة أيام في الرقة وأعلنت حالة طوارئ قائلة إن مقاتلي التنظيم تسللوا إلى المدينة ويخططون لحملة تفجيرات.

وفقد التنظيم المتطرف معظم مناطق سيطرته في كل من العراق وسوريا، إلا أنه لا يزال يحتفظ بوجود بعض مجموعاته خاصة في البادية السورية.

وسبق أن حذّرت تقارير دولية من أن هزيمة الدولة الإسلامية وانحسار نفوذها في البلدين الجارين لا تعني بالضرورة انتهاء خطره.

وأشارت إلى أن التنظيم المتطرف يحاول لملمة نفسه وإعادة التموقع، موضحة أنه بات يعتمد أكثر على الهجمات المباغتة وحرب العصابات.

كما حذّرت من وجود خلايا نائمة تتحيّن الفرص المناسبة لشنّ أعنف الهجمات في رسائل مفادها أنه لا يزال يحتفظ بوجود قوي سواء في سوريا أو العراق.