داود أغلو: أردوغان كبّل تركيا بقيود احتكار السلطة ومناخ الترهيب

انتقادات داوود أغلو لحليفه السابق ترسم صورة قاتمة لتركيا سياسيا واقتصاديا وتسلط الضوء على مناخ من الترهيب يتبعه أردوغان مع كل من يخالفه الرأي منذ توليه السلطة.

داود أوغلو يدعو لإصلاح شامل في تركيا لما أفسده أردوغان
داود أغلو يرسم صورة قاتمة للوضع في تركيا تحت قيادة أردوغان
داود أغلو يحذّر من أن الاقتصاد التركي يغوص في أزمة عميقة

أنقرة - وجّه رئيس وزراء تركيا السابق أحمد داود أوغلو انتقادات حادة الجمعة إلى الرئيس رجب طيب أردوغان، مؤكدا أن تركيا أصبحت مكبلة بقيود احتكار السلطة والأزمة الاقتصادية ومناخ الخوف، داعيا إلى إصلاح شامل للنظام السياسي في البلاد.

وقال في معرض الإعلان عن حزبه الجديد الذي يمكن أن يؤدي إلى مزيد من التآكل في شعبية أردوغان ونفوذ حزبه العدالة والتنمية إن "من يحكمون تركيا ليس لديهم برنامج يتجاوز حدود البقاء في السلطة".

وبعد يوم من تقديم طلب لتأسيس حزب سياسي جديد أطلق عليه اسم حزب المستقبل، قال داود أوغلو إن النظام القضائي في تركيا أصبح آلية "مهيبة أكثر من كونها موضعا للثقة" وإن الاقتصاد يغوص في "أزمة عميقة".

وشغل داود أوغلو (60 عاما) منصب رئيس الوزراء بين عامي 2014 و2016 قبل أن يختلف مع أردوغان وينشق عنه قائدا حركة تمرد داخل العدالة والتنمية الحاكم الذي تعرض لانتكاسات في الانتخابات المحلية هذا العام.

ودون أن يذكر أردوغان بالاسم، انتقد داود أوغلو بشدة تركيز السلطة في قبضة الزعيم التركي الذي يحكم البلاد منذ أوائل عام 2003، عندما شغل منصب رئيس الوزراء في البداية قبل أن يصبح رئيسا للبلاد.

وانتقادات داوود أغلو لحليفه السابق ترسم وضعا قاتما لتركيا سياسيا واقتصاديا وتسلط الضوء على مناخ من الترهيب يتبعه أردوغان مع كل من يخالفه الرأي منذ توليه السلطة.

أروغان أغرق تركيا في أزمات داخلية وخارجية
أروغان أغرق تركيا في أزمات داخلية وخارجية

وتكتسي تصريحات رئيس الوزراء السابق أهمية كونه كان أحد أركان نظام أردوغان واقرب المقربين منه والمطلع على كل ما يجري ترتيبه في الكواليس لترسيخ سلطة الفرد الواحد.

وكان داود أغلو قد تحدث في الفترة التي تلت استقالته من حزب العدالة والتنمية وأثناء تحويله إلى لجنة التأديب مع قرار فصله، قد وعد بأن يكشف حقيقة سياسة الترهيب وصناعة تهم كيدية للزجّ بخصوم أردوغان السياسيين في السجن بدعوى الارتباط بمنظمات تصنفها أنقرة إرهابية.

ومن بين هؤلاء زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد صلاح الدين ديميرتاش الذي هزّ فوزه في الانتخابات التشريعية في العام 2014، أردوغان وحزبه العدالة والتنمية.

وأثار حينها خوف الرئيس التركي من منافس جدي في المستقبل، لتعقب حالة الخوف التي تملكت أردوغان حملة تصفية حسابات مع الخصوم السياسيين والإعلاميين وحتى رجال الأعمال والمثقفين.

وبالنسبة لداود أغلو فإن الوقت حان لتصحيح المسار، فقد أشار في عدة مرات منذ انشقاقه عن أردوغان إلى انحراف الرئيس إلى سياسة استبدادية داخل الحزب والسلطة.

ويأخذ رئيس الوزراء التركي السابق على حليفه السابق نزعته التسلطية وانفراده بالقرار حتى في ما يخص الشأن الاقتصادي والعلاقات الخارجية، ما سمم العلاقات مع الحلفاء والشركاء وأغرق تركيا في أزمات متعددة الرؤوس.

وكشف داود أغلو في تصريحات سابقة عن خلل كبير في مؤسسات الدولة والحزب الحاكم، مشيرا إلى غياب مستشارين اقتصاديين وسياسيين في الحكومة والدائرة المقربة من الرئيس توجه البوصلة بما يخدم المصالح العليا لتركيا.