دريسل يستعيد رغبته بالمنافسة بعد فترة نفسية صعبة

السباح الاميركي يأمل في العودة مجددا لحوض السباحة، وحصد الالقاب في المونديال بعد تحسنه على الصعيد الجسدي والنفسي.

بودابست - بعدما استنفد طاقته الجسدية والنفسية خلال مشاركته الرائعة في أولمبياد طوكيو الصيف الماضي، استعاد الأميركي كايليب دريسل رغبته في السباحة مجدداً في الوقت المناسب لخوض مونديال 2022 الذي ينطلق السبت في المجر.

مع خمس ميداليات ذهبية، فرض دريسل نفسه كأحد أفضل نجوم أولمبياد طوكيو الصيف الماضي، حاصداً في طريقه رقمين قياسيين عالميين في سباقي 100 متر فراشة والتتابع 4 مرات 100 متر متنوعة.

لكن هذه النتائج الرائعة لم تأتِ من دون ثمن، إذ عانى دريسل نفسياً من حجم الضغوط التي أثقلت كاهله لدرجة أنه وصل لمرحلة "فعل كل شيء ما عدا السباحة" وفق ما أفاد بعد مشاركته في الألعاب الأولمبية.

وعلى غرار الأبطال الآخرين في الأعوام الأخيرة، مثل نجمة التنس اليابانية ناومي أوساكا وأسطورة الجمباز الأميركية سيمون بايلز، كسر دريسل محرمات الحديث عن الصحة العقلية في الرياضة بكشفه عن معاناته بكل صراحة، حتى أن ابن الـ25 عاماً ذهب الى حد مشاركة مقتطفات من يومياته.

ضائعٌ تماماً

وأوضح الأميركي أنه على الرغم من ألقابه الأولمبية الخمسة في طوكيو، فإنه يشعر في الواقع بخيبة أمل لأنه لم يحقق أهدافه، مضيفاً "لم أكن منصفاً تجاه نفسي. فزت بخمس ميداليات ذهبية على أكبر مسرح رياضي في العالم، وكنت أفكر في أنه يتوجب علي أن أسبح بشكل أسرع"، وفق ما قال أخيراً لغراهام بنسنغر، الصحافي الأميركي الذي عادة ما يتحدّث مع كبار الرياضيين عن مشاعرهم الحميمة.

كانت العودة الى الحياة الطبيعية معقدة بالنسبة لابن ولاية فلوريدا الذي يقول إنه كافح من أجل إيجاد توازن بين حياته اليومية ووضعه الجديد كنجم في أحواض السباحة.

وقال حامل سبع ذهبيات أولمبية "كل ما أردته في الواقع هو أن أغلق على نفسي في غرفة وألا أتحدث الى أحد. شعرت بالضياع التام. كنت أرغب في الهروب قدر الإمكان من الماء (حوض السباحة)، لكن في نفس الوقت كان الماء أحد الأماكن التي أشعر فيها بالأمان. لذلك كانت لحظة صعبة حقاً. كنت حقاً تعيساً لأشهر عدة".

اليوم وبعدما قرّر عدم المشاركة في أحداث عدة الخريف الماضي واستبداله المدرب، كشف البطل الأولمبي أنه يشعر بتحسّن على الصعيد النفسي لأنه "كنت بحاجة الى وقت بعيداً عن كل هذا".

وتابع "في نهاية كانون الثاني/يناير، بدأت أشعر بأني استعدت مستواي. سجلت أوقاتاً في التدريبات لم أحققها في السابق. من الجميل أن يراودك شعور العودة".

ثلاثة ألقاب في ساعتين 

في بودابست، سيجدّد الأميركي الموعد مع مجمع "دونا أرينا"، حوض السباحة الذي انفجرت فيه مسيرته في 2017.

في ذلك العام، عندما كان عالم السباحة يبحث عن خليفة لمواطنه الأسطورة مايكل فيلبس، العملاق الذي حصد 23 لقباً أولمبياً خلال مسيرته، خرج دريسل وهو في العشرين من عمره الى الأضواء وفرض نفسه نجماً كبيراً بإحرازه سبعة ألقاب عالمية.

حتى أنه صنع التاريخ بإحرازه ثلاث ذهبيات في أقل من ساعتين: في سباق 50 متر حرة، 100 متر فراشة، والتتابع 4 مرات 100 متر متنوعة.

واعتباراً من السبت، سينافس في أربعة سباقات فردية: 50 و100 متر حرة بالإضافة الى 50 و100 متر فراشة، مدفوعاً كما الحال دائماً بالرغبة في التطور والوصول الى المثالية في الأداء والنتائج.

وأوضح خلال تدوينة صوتية (بودكاست) استضافها السباح الأسترالي السابق بريت هوك، أن "هدفي في الرياضة هو التحسّن، وليس التغلب على الخصوم".

في مسابح العاصمة المجرية، سيتقاسم دريسل الأضواء مع مواطنته كايتي ليديكي التي ستحاول الاستفادة من قرار منافستها الأسترالية أريارن تيتموس بتفضيل ألعاب الكومنولث على مونديال بودابست، من أجل أن تعزّز سجلها الرائع الذي يتضمن 15 ذهبية في بطولة العالم و7 في الألعاب الأولمبية.

وقد تكون الأسترالية كايلي ماكيون، الفائزة بثلاث ذهبيات أولمبية في طوكيو، من أبرز المنافسات على النجومية في بودابست في سعيها لتحسين رقمها القياسي العالمي في سباق 100 متر ظهراً، أو حتى سامر ماكنتوش، ابنة الـ15 ربيعاً التي تعتبر الاكتشاف الجديد في السباحة الكندية.