دعم إماراتي لاستقرار العراق بعيدا عن النفوذ الإيراني

ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يبحث مع الرئيس العراقي برهم صالح تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في كافة المجالات والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك ومكافحة الإرهاب.

تأكيد إماراتي على تضافر الجهود لمكافحة الإرهاب والتطرف
استقرار العراق مصلحة عربية وإقليمية ودولية
بغداد قادرة على العودة إلى دورها وموقعها الطبيعي

أبوظبي - أكد ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اليوم الاثنين دعم الإمارات لاستقرار وأمن العراق، مشيرا إلى أن استقراره يعتبر عاملا مهما لاستقرار المنطقة بالنظر لأهميته الإستراتيجية الكبيرة على المستويات الخليجية والعربية والإقليمية.

وبحث الشيخ محمد بن زايد مع الرئيس العراقي برهم صالح الذي يزور الإمارات قادما إليها من الكويت في إطار جولة خليجية هي الأولى له خارج البلاد منذ توليه المنصب مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تطورات القضايا الإقليمية والدولية والتحديات التي تواجهها المنطقة العربية.

ووفق وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية، فإن ولي عهد أبوظبي استقبل اليوم الاثنين الرئيس العراقي والوفد المرافق له، فيما يتطلع البلدان إلى أن تسهم الزيارة في دعم وتوطيد علاقات التعاون الثنائي.

وبحث الجانبان أيضا "مجالات التعاون بين البلدين وفرص وآفاق تطويرها في مختلف الجوانب الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتنموية".

كما تناول اللقاء "التطورات الإقليمية والدولية والتحديات التي تواجهها المنطقة العربية وسبل التعامل معها واحتواء تداعياتها".

ودعا الشيخ محمد وصالح إلى "ضرورة التعاون وتضافر جهود المجتمع الدولي والدول العربية للتصدي لآفة الإرهاب والتطرف الذي يهدد أمن الدول واستقرارها وحياة شعوبها".

وأكد ولي عهد أبوظبي حرص الإمارات على تعزيز علاقاتها مع العراق ودفعها إلى الأمام في مختلف المجالات بما يخدم مصلحة البلدين، مثمنا حرص الرئيس العراقي على تنمية العلاقات مع الإمارات.

وأشار إلى أن استقرار العراق جزء أساسي من استقرار المنطقة كلها وأن تحقيق التقدم والازدهار فيه يمثل مصلحة عربية وإقليمية ودولية بالنظر إلى ما له من أهمية إستراتيجية كبيرة على المستويات الخليجية والعربية والإقليمية.

وأكد الشيخ محمد أيضا وقوف الإمارات إلى جانب العراق ودعمها ومد يد العون والمساعدة، لافتا إلى أن بغداد قادرة على العودة إلى دورها وموقعها الطبيعي، سواء على المستوى العربي أو على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكدّ الرئيس العراقي بدوره حرص بلاده على تنمية وتعزيز علاقاتها مع الإمارات في مختلف المجالات.

وكان برهم صالح قد زار الكويت يوم الأحد محطته الأولى ضمن الجولة الخليجية.

ومنذ سقوط نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين في 2003، تتعامل دول الخليج بحذر مع بغداد، بسبب تقاربها مع إيران، إلاّ أنها بدأت تشهد تحسنا نسبيا خلال السنوات الأخيرة باتجاه إعادة العراق إلى حضنه العربي والخليجي ومساعدته على كبح النفوذ الإيراني.

ويؤكد متابعون للشأن العراقي أن على دول الجوار الخليجي أن لا تترك العراق عرضة وفريسة للنفوذ الإيراني وأن عليها إعادته لحضنه الطبيعي وأن لا يترك وحيدا في ظل التغلغل الإيراني في مفاصل الدولة العراقية.

واستفادت إيران كثيرا خلال السنوات التي أعقبت الغزو الأميركي ونجحت في إنشاء شبكة واسعة من السياسيين والميليشيات الشيعية المسلحة للتغلغل في مفاصل الدولة العراقية.

ويؤكد محللون أن ابتعاد دول الخليج عن العراق خلال السنوات الماضية سهل على إيران استباحة الساحة العراقية.

 وأصبحت إيران رقما صعبا في المعادلة السياسية العراقية ويعتقد أنها تملك اليد الطولى في تعيين واقالة المسؤولين حسب ما يتماشى مع أجندتها.

لكن الرئيس العراقي الجديد برهم صالح وأيضا رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي أكدا على ضرورة إعطاء الأولوية لمصالح العراق الوطنية.

وتسعى بغداد إلى استقطاب الدعم الخارجي لإعادة إعمار المناطق المتضررة من الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الإرهابي (2014 - 2017).