دعم استخباراتي إيراني للحوثيين في هجمات البحر الأحمر

قائد القوات البحرية الأميركية يؤكد أن دعم إيران للحوثيين كان حيويًا ومهمًا لهجماتهم على السفن.

واشنطن - قال نائب قائد القوات البحرية الأميركية في الشرق الأوسط براد كوبر، إن الحرس الثوري الإيراني يقدم المعلومات للحوثيين في هجماتهم بالبحر الأحمر، في أحدث تأكيد من الولايات على دعم إيران للحوثيين، رغم أنها لم توجه أصابع الاتهام مباشرة لها بالتورط في الهجمات الحوثية الأخيرة التي تصاعدت منذ حرب غزة على سفن الشحن في البحر الأحمر.

وصرح كربر لقناة "سي.بي.إس.نيوز"، الخميس إن الحرس الثوري الإيراني موجود في اليمن، وبالإضافة إلى تقديم المشورة العسكرية، فإنه يزود الحوثيين بمعلومات عن أهداف الهجمات في البحر الأحمر. وتابع أن أعضاء الحرس الثوري الإيراني "يعملون جنبًا إلى جنب" مع الجماعة المتمردة ويقدمون المشورة والمعلومات لشن الهجمات. مؤكدا أن دعم إيران للحوثيين كان حيويًا ومهمًا لهجماتهم على السفن.

ووفقًا لتصريحات القائد العسكري الأميركي، فإن الدعم الإيراني كان موجودًا طوال العقد الماضي، وظلت طهران تساعد الحوثيين لسنوات. ويضاف هذا التصريح إلى تقرير جديد نشرته وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية التي توفر معلومات لوزارة الدفاع (البنتاغون) ومجتمع الاستخبارات، في فبراير/شباط الجاري كشف تفاصيل عن هذا الدعم الإيراني لجماعة الحوثي. وقد أوضح التقرير أن إيران زوّدت الحوثيين بترسانة متنوعة وكبيرة من الأسلحة، تضمنت صواريخ باليستية قصيرة ومتوسطة المدى، فضلا عن صواريخ كروز.

وفي وقت سابق أفادت صحيفة "التلغراف" البريطانية، نقلاً عن مصادر مطلعة داخل إيران، بأن الحوثيين اليمنيين تلقوا تدريبًا في جامعة خامنئي لعلوم البحار والتكنولوجيا في مدينة رشت شمال إيران. وبحسب التقرير، فإن هذه الدورة التدريبية استمرت ستة أشهر، وقد عُقِدت الدورة التدريبية الأولى للحوثيين في يناير /كانون الثاني 2020.
وأفاد التقرير بأن المرشد علي خامنئي أمر شخصيًا، بتنفيذ الموجة الجديدة من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، ودعم توفير المزيد من الأسلحة والمعدات لهذه الجماعة.

وينفذ الحوثيون، منذ 19 نوفمبر /تشرين الثاني الماضي، هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب.

وأعلنت وكالة العمليات التجارية البحرية التابعة للمملكة المتحدة أن سفينة أبلغت عن تعرضها لهجوم صاروخي في البحر الأحمر قبالة اليمن الجمعة، مضيفة أنها وأفراد طاقمها بخير. وأفادت أن سفينة كانت تمر شمال غرب مدينة المخا اليمنية تعرّضت لهجوم صاروخي وأبلغت عن وقوع انفجار على مقربة منها”.
وتابعت "أبلغ القبطان عن أن السفينة تعرضت لهجوم بصاروخ وأبلغ عن وقوع انفجار على مسافة قريبة" مشيرة إلى تحرك سفن عسكرية للرد.

وأفادت القيادة العسكرية المركزية الأميركية، الخميس إن سفينة من خفر السواحل الأميركي في بحر العرب، صادرت في 28 يناير /كانون الثاني الماضي، شحنة أسلحة متجهة من إيران إلى مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن.

وكتبت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) في رسالة على شبكات التواصل الاجتماعي، تعليقًا على مصادرة شحنة أسلحة للحوثيين، أن البحرية الأميركية "صادرت أسلحة تقليدية متقدمة ومساعدات خطيرة أخرى من أصل إيراني كانت مرسلة إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون اليمنيون في 28 يناير/كانون الثاني2024 في بحر العرب".

ووفقًا للقيادة المركزية، كان هناك أكثر من 200 طرد، بما في ذلك أجزاء الصواريخ والمتفجرات والأجهزة الأخرى في هذه الشحنة. وقال الجنرال مايكل إريك كوريلا، رئيس القيادة المركزية الأميركية، في البيان "هذا مثال آخر على أنشطة إيران الشائنة في المنطقة".

وأعاد المسؤولون الأميركيون تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية عالمية الشهر الماضي، بعد زيادة الهجمات على الأهداف الأميركية وسفن الشحن، التي تسببت في اضطرابات شديدة في التجارة، وهددت بمزيد من زعزعة استقرار المنطقة، بعد ثلاث سنوات فقط من قرار إدارة بايدن بإزالة تصنيف الحوثيين كتنظيم إرهابي.

وقالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان على موقعها الإلكتروني، إن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على جماعة الحوثي بسبب علاقتها بالهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر دخلت حيز التنفيذ اليوم الجمعة.

وأعلنت جماعة الحوثي الجمعة، تنفيذ الولايات المتحدة وبريطانيا خمس غارات جوية على محافظة الحديدة الساحلية غرب اليمن.  كما شن الطيران “3 غارات على مناطق الجاح، وشمال مديرية الزهرة، والجرباني بالمحافظة نفسها”، وفق القناة.

كما ذكر بيان “سنتكوم” أن “القيادة المركزية نفذت الخميس ضربتين دفاعا عن النفس ضد ثلاث صواريخ كروز متنقلة مضادة للسفن في مناطق سيطرة الحوثيين، كانت معدة مسبقا للإطلاق ضد السفن في البحر الأحمر”. وبحسب البيان، “حددت القيادة المركزية هذه الصواريخ وقررت أنها تمثل تهديدا وشيكا لسفن البحرية الأميركية والسفن التجارية في المنطقة”.

وقالت “سنتكوم” إن تلك الإجراءات “ستحمي حرية الملاحة وتجعل المياه الدولية أكثر أمنا للبحرية الأميركية والسفن التجارية”.

ومنذ مطلع العام الجاري، يشن التحالف الذي تقوده واشنطن غارات يقول إنها تستهدف “مواقع للحوثيين” في مناطق مختلفة من اليمن، ردا على هجماتها في البحر الأحمر، وهو ما قوبل برد من الجماعة من حين لآخر.