دعوات أممية للتحقيق في أسوأ حملة قمع نفذتها إيران

واشنطن تستعد لإدراج سجون إيرانية على قائمة العقوبات بسبب اعتقال المحتجين وتعذيبهم، ما يفاقم أزمة اقتصادية حادة تعيشها طهران بسبب عقوبات أميركية سابقة.
ترامب يطلب تدخل وسائل الإعلام لبين "الوضع الفضيع" في إيران
ممثلة إيرانية تدين "مجزرة" حصلت في احتجاجات إيران

طهران - ذكر موقع 'إيران إنترناشيونال عربي' الجمعة أن المفوضية السامية لحقوق الإنسان تطالب ب"تحقيق مستقل ومحايد" حول القمع الشديد للاحتجاجات الأخيرة في إيران.

وعبرت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشال باشليت، عن قلقها بشأن "استمرار عدم الشفافية حول عدد القتلى"، واستمرار الاعتقالات في جميع المحافظات الإيرانية و"تعذيب" المعتقلين و"انتهاك حقهم في المحاكمة العادلة".

واندلعت الاحتجاجات في إيران التي ترزح تحت عقوبات فرضتها عليها الولايات المتحدة، في 15 نوفمبر/تشرين الثاني بعد رفع الحكومة لأسعار البنزين.

وأشارت منظمة العفو الدولية إلى قتل القوات المسلحة 208 أشخاص على الأقل في أعمال العنف، بينما ذكر موقع 'كلمة' المقرب لزعيم الحركة الخضراء مير حسين موسوي، أن عدد القتلى بلغ 366، في حين تحدث الموفد الأميركي الخاص لشؤون إيران بريان هوك عن أكثر من 1000 قتيل.

لكن السلطات الإيرانية أنكرت تلك الأرقام التي نشرتها "منظمات معادية" على حد قولها، واعتبرتها "محض أكاذيب".

وأكدت حتى الآن مقتل أربعة من رجال الأمن على أيدي "مثيري الشغب" ومدني واحد، فيما أكدت منظمة العفو الدولية على مصداقية المصادر التي أفادت بمقتل عشرات المتظاهرين وآلاف الجرحى واعتقال الآلاف أيضا، وهو ما أكدته مصادر إعلامية إيرانية.

وكان موقع 'إيران إنترناشيونال عربي' الإيراني قد أكد أيضا مقتل قرابة 200 قتيل برصاص الأمن الإيرانية.

كما ذكر الموقع أن الولايات المتحدة تستعد لإدراج سجون إيرانية على قائمة العقوبات بسبب اعتقال وتعذيب المحتجين.

وقال " كشفت مصادر صحافية، أن حكومة الولايات المتحدة تستعد لإدراج سجنين كبيرين في طهران على قائمة العقوبات، وذلك بسبب اعتقال وقمع المتظاهرين في إيران.

ويأتي هذا في ظل وقوع طهران تحت عقوبات أميركية على خلفية انتهاكات إيران المستمرة للاتفاق النووي، وهو ما فاقم أزمة اقتصادية حادة.

ونقل الموقع أيضا عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة قوله "أود أن تدخل وسائل الإعلام، تذهب لتبيّن ما حدث؛ لأن الوضع ليس جيداً، الوضع فظيع، وضع سيصبح قريبًا فضيحة كبرى في العالم".

من جانبها دانت الممثلة الإيرانية غولشفيته فرحاني ما وصفته بأنه وضع "رهيب" عاشته إيران أثناء الاحتجاجات الأخيرة منتصف نوفمبر/تشرين الثاني والتي قالت إنها أدت إلى مقتل المئات.

وقالت آسفة "إنها مجزرة لقد قتل مئات الأشخاص"، أثناء لقاء مع الجمهور في مهرجان مراكش الدولي للفيلم المقام في عاصمة السياحة المغربية ما بين 29 نوفمبر/تشرين الثاني و7 ديسمبر/كانون الأول.

وتابعت غولشيفته "لا يمكن أن نتوقع ما قد يحصل غدا في إيران. لم أكن أنتظر أن يتضاعف ثمن البنزين ثلاث مرات بين ليلة وضحاها. أعرف أن الشعب يعاني على المستوى الاقتصادي والسياسي، وعندما يكابد شعب ما مثل هذه المعاناة فإن الأمور يمكن أن تنفجر في أية لحظة".

وبدأت غولشفيته، وهي ابنة المخرج والكاتب بزهاد فرحاني، خطواتها الفنية في استوديوهات السينما في السن 14 عندما مثلت في فيلم 'لي بواريي' (1997) لمخرجه داريوش مهروجي، بعدما كانت تهوى العزف على البيانو.

وانطلق مشوارها الدولي في السينما مع فيلم 'أكاذيب دولة' لريدلي سكوت (2008)، وهي أول إيرانية تعمل في هوليود منذ ثورة 1979.

ولم ينل هذا الفيلم رضا السلطات الإيرانية، فضلا عن الانتقادات التي طالتها لظهورها مكشوفة الذراعين في صور إلى جانب بطله ليوناردو دي كابريو، ما اضطرها إلى اللجوء إلى الولايات المتحدة ثم فرنسا الحاصلة على جنسيتها.

وتوضح "أدركت أنني أفضل العيش في أوروبا، وسط العالم العيش في المنفى يشبه العيش وسط محيط حيث السباحة الخيار الوحيد للنجاة من الموت".

وتضيف "لا أملك جواز سفر إيراني حاليا لأنني لا أستطيع استخدامه في أي شيء. في نفس الوقت أعرف أنه ليس بإمكاني العودة إلى إيران لأنني لن أستطيع مغادرتها بسبب أفلامي، ولكوني لا ارتدي الحجاب".

وتستطرد "كل ما قمت به منذ مغادرتي إيران أصبح بمثابة عمل سياسي، بينما هو ليس كذلك. لم أكن سياسية ولا ناشطة بل فقط ممثلة، امرأة ممثلة. لو كنت رجلا لكان مساري مختلفا".