دعوات أممية لوقف القتال في ليبيا والتفرغ لمواجهة كورونا

الامم المتحدة تطالب جميع أطراف النزاع الى إعلان وقف فوري للأعمال القتالية لأغراض إنسانية إضافة الى وقف النقل المستمر للمعدات العسكرية والأفراد.

طرابلس - طالبت الأمم المتحدة ودول غربية وعربية الثلاثاء، طرفي النزاع في ليبيا بالوقف الفوري للأعمال القتالية لمواجهة خطر وباء كورونا المستجد.
ودعت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا في بيان عبر موقعها "جميع أطراف النزاع الى إعلان وقف فوري للأعمال القتالية لأغراض إنسانية".
كما طالبت "بوقف النقل المستمر للمعدات العسكرية والأفراد إلى ليبيا، من أجل تمكين السلطات المحلية من الاستجابة سريعا للتحدي غير المسبوق لفيروس كورونا على الصحة العامة".
وحضت جميع الأطراف الليبيين على "اتخاذ هذه الخطوة الشجاعة في توحيد جهودهم في مواجهة هذا الوباء".
واكدت الأمم المتحدة ان "فيروس كورونا لا يعترف بأية حدود أو انتماءات وقادر على اختراق كل الجبهات، وندعو جميع الليبيين إلى توحيد صفوفهم فوراً وقبل فوات الأوان لمواجهة هذا التهديد المهول والسريع الانتشار".

فيروس كورونا لا يعترف بأية حدود أو انتماءات وقادر على اختراق كل الجبهات

وطالبت ليبيا بتطبيق آلية موحدة لمواجهة وباء كوفيد-19 بالتعاون الوثيق مع منظمة الصحة العالمية، مؤكدة استعداد الامم المتحدة لمواصلة مساندتها لليبيين في التصدي لهذا التهديد.
في السياق نفسه، دعت دول غربية وعربية إلى وقف القتال في ليبيا لمواجهة خطر فيروس كورونا.
وأصدرت السفارة الأميركية في ليبيا الثلاثاء بيانا مشتركا مع سفارات الجزائر وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وحكومتي تونس والإمارات العربية المتحدة، دعت فيه "جميع أطراف الصراع الليبي إلى إعلان وقف فوري وإنساني للقتال، للسماح للسلطات المحلية بالاستجابة لتحدّي الصحة العامة الذي يشكله فيروس كورونا".
واورد البيان "ستمكّن مثل هذه الهدنة المقاتلين من العودة إلى ديارهم لتقديم الرعاية اللازمة للأقارب الذين قد يكونون أكثر عرضة للخطر".
وأعلنت حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الأمم المتحدة حالة الطوارئ في أنحاء البلاد السبت، في خطوة تشمل إغلاق الحدود البرية والمنافذ الجوية لمنع تفشي كورونا.

وتأتي الإجراءات رغم عدم الإعلان عن تسجيل اصابات بالفيروس حتى الآن في ليبيا، بحسب المركز الوطني لمكافحة الأمراض.
وفي المقابل قالت مصادر أمنية الاسبوع الماضي إن الفيروس انتقل إلى العاصمة طرابلس نتيجة استمرار السلطات التركية في إرسال المرتزقة السوريين لدعم حكومة الوفاق.
بدورها تحدثت مصادر طبية عن ظهور حالات إصابة بكوفيد-19 في العاصمة طرابلس في صفوف المقاتلين الذين تنقلهم تركيا إلى ليبيا وأيدت ذلك تقارير نشرها نشطاء ليبيون على وسائل التواصل الاجتماعي، فيما تنفي حكومة الوفاق ذلك.
والأحد أكد المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري أن تركيا ترسل أسبوعيا ما لا يقل عن 400 "إرهابي" إلى ليبيا على متن طائرات مدنية.
ويذكر أن عملية نقل الفصائل السورية التي تستمر تركيا في إرسالهم منذ أسابيع لدعم حكومة السراج، تمر عبر الأراضي  التركية في وقت تتصاعد فيه الحالات في تركيا..
كما قالت وزارة الداخلية بالحكومة المؤقتة في بيان الأربعاء إنه سيتم فرض حظر التجول على الجميع من الساعة السادسة مساء إلى السادسة صباحا، باستثناء رجال الأمن وأفراد خدمات الطوارئ، في محاولة لمنع انتشار فيروس كورونا.
وكان المسماري اعلن انه سيدخل في الحجر الصحي بعد قيامه بزيارة خارجية وذلك توقيا من كورونا.
ولم تؤكد ليبيا بعد أي حالة إصابة بالفيروس، إلا أن حكومتها المعترف بها دوليا في طرابلس والحكومة المؤقتة فرضتا قيودا مشددة على السفر والانتقالات بسبب الأزمة
وتتضمن خطة الطوارئ الحد من التجمعات الاجتماعية والرياضية والثقافية وإغلاق صالات الأفراح، إلى جانب إغلاق المساجد ووقف الدراسة لأسبوعين.
ولا تزال مئات المدارس خصوصا جنوب العاصمة طرابلس مغلقة نتيجة وقوعها في مناطق الاشتباكات وتعرض بعضها لدمار جراء القصف العشوائي.
ويشن الجيش الوطني الليبي هجوما منذ نحو عام في محاولة للسيطرة على طرابلس وتحريرها من الجماعات المتطرفة.