اليمين الديني في إسرائيل يوبّخ سفير أميركا ويدعوه لالتزام حدوده
القدس - شن أعضاء في الائتلاف الحاكم بإسرائيل اليوم الأحد هجوما على السفير الأميركي لدى تل أبيب توم نيدس، داعين إياه إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد بعد دعوته رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى وقف خطة إصلاح القضاء التي أدت إلى اندلاع احتجاجات في تل أبيب ومدن أخرى؛ فيما وصفتها المعارضة بـ"الانقلاب القضائي".
وقال وزير الشتات عميحاي شيكلي وهو من حزب "الليكود" بقيادة نتنياهو مخاطبا السفير الأميركي "بكل بساطة ووضوح: اهتم بشؤونك الخاصة"، مضيفا "ليست لديك سلطة للتطرق إلى الإصلاحات القضائية، لكن سنكون سعداء لمناقشة العلاقات الخارجية والشؤون الأمنية معكم. احترموا ديمقراطيتنا".
وقالت رئيسة لجنة الدستور البرلمانية سيمحا روثمان من حزب "الصهيونية الدينية" وهي من أكبر مروجي الخطة "لا أعتقد أنه يجب التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد".
وتابعت لصحيفة "يديعوت أحرونوت" قائلة "المطروح للتصويت غدا الاثنين هو تغيير أسلوب اختيار القضاة حتى تصبح إسرائيل ديمقراطية مثل كل الديمقراطيات في العالم"، مضيفة "لا أعتقد أن هناك أي شرعية في إسرائيل وبالتأكيد ليس في الخارج للقول إن هذا الإصلاح المرتقب يعرض دولة إسرائيل للخطر".
ومشيدا بالعلاقات مع الولايات المتحدة، قال عضو الكنيست يتسحاق كروزر من حزب "القوة اليهودية" بزعامة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير "أقدر وأحترم صديقتنا العظيمة الولايات المتحدة"، لكنه استدرك في حديث مع إذاعة "يديعوت أحرونوت": "لا أتذكر أننا ولاية تابعة للولايات المتحدة. إسرائيل دولة مستقلة، لدينا نظام حكم ديمقراطي ومستقل وقوي".
وأردف "لدينا رئيس وزراء، لدينا وزير عدل، لدينا هنا نظام إسرائيلي سليم يعرف كيف يدير نفسه ويعرف أيضا كيف يستمع وينصت إلى الانتقادات من دول مختلفة".
والسبت، قال السفير الأميركي أبيب توم نيدس في محادثة على بودكاست مع المحاور ديفيد أكسلورد معلق شبكة "سي إن إن" الأميركية: "أقول لرئيس الوزراء نتنياهو كما أقول لأولادي. استخدم المكابح. تمهل وحاول التوصل الى اتفاق ووحد الأطراف".
وأضاف أن "الشيء الوحيد الذي يربط بلدينا هو رؤيتنا الديمقراطية ولهذا ندافع عن إسرائيل في الأمم المتحدة.. إذا اعتقدنا أن المؤسسات الديمقراطية تتعرض لضغوط وتوتر، فإننا نعّبر عن ذلك"، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
وقال "يريد رئيس الوزراء إنجاز أشياء مهمة، حسنا؟ يخبرنا بأنه يريد إنجاز أشياء مهمة"، مضيفا "قلت له مئة مرة لا يمكننا قضاء الوقت في الأشياء التي نريد العمل عليها معا إذا كانت النيران مشتعلة في فنائك الخلفي".
وعلق نتنياهو على التوتر في إسرائيل خلال جلسة أسبوعية لمجلس الوزراء لكنه لم يشر صراحة إلى تصريحات نيدس، قائلا "يسعدني أن أخيب آمال أعدائنا وأطمئن أصدقاءنا بأن إسرائيل كانت وستظل ديمقراطية قوية نابضة بالحياة.. ديمقراطية مستقلة".
وصوّت أعضاء الكنيست في لجنة الدستور لصالح التعديلات المقترحة ضمن خطة تروج لها الحكومة وتهدف إلى تغيير تشكيل لجنة اختيار القضاة ومنع المحكمة العليا (أعلى سلطة قضائية) من إبطال القوانين الأساسية ومن المقرر التصويت الاثنين على عدد من بنود الخطة أمام الهيئة العامة للكنيست (120 عضوا).
وحذر الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ من أن البلاد على شفا "انهيار دستوري واجتماعي"، محاولا التقريب بين الحكومة والمعارضة للاتفاق على إصلاحات قانونية وتجميد التشريع المتعلق بالخطة الحالية التي أظهرت استطلاعات رأي متعاقبة أنها لا تحظى بدعم كبير نسبيا وأثارت احتجاجات على مستوى إسرائيل.
وقال نتنياهو الذي يخضع للمحاكمة بتهمة فساد ينفيها عن نفسه إن التغييرات ضرورية من أجل إعادة التوازن بين الحكومة والكنيست والقضاء الذي يتهمه البعض في الائتلاف الحاكم بالنخبوية وتجاوز سلطاته للتدخل في الشأن السياسي.
ومنح الكنيست في 29 ديسمبر/كانون الأول الماضي الثقة لحكومة ائتلافية بقيادة نتنياهو توصف بأنها "الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل"، مع تحذيرات من سياساتها لاسيما المناهضة للشعب الفلسطيني.