دعوات تركية للتهدئة في إيران تخفي دعما للنظام

المصالح المشتركة تدفع أنقرة الى دعم النظام الايراني عبر التنكر للاحتجاجات السلمية في وقت تتصاعد فيه الإدانات الدولية للانتهاكات التي ترتكبها قوات الامن الإيرانية ضد المتظاهرين.
تركيا لا تريد ان تخسر نظاما ساهم في دعم مخزونها من العملة الصعبة في محاولته التهرب من العقوبات الأميركية

أنقرة - سارعت تركيا الى دعم النظام الايراني في مواجهة الاحتجاجات التي تشهدها ايران بعض قرار الرفع من سعر الوقود ما يشير الى ارتباط النظامين بعلاقات مبنية على المصالح والمنفعة.
وفي هذا الإطار عبرت تركيا الاثنين عن أملها في عودة سريعة للهدوء في ايران، البلد المجاور الذي يشهد منذ عدة أيام تظاهرات عنيفة ضد رفع كبير ومفاجئ لأسعار البنزين رغم الادانات الدولية خاصة من الولايات المتحدة للعنف المفرط من قبل السلطات الايرانية ضد المحتجين السلميين.
ونقلت وكالة الأناضول الحكومية عن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو قوله "نأمل أن تنتهي الحوادث التي تدور في إيران منذ عدة أيام، وأن يعود الهدوء بأسرع ما يمكن".
وتصريحات وزير الخارجية التركي تشير الى ارتباط المصالح التركية بالمصالح الإيرانية دون اهتمام بما يعانيه الشعب الإيراني من أزمات بفعل السياسات المتهورة للنظام الإيراني.
ولا تهتم أنقرة سوى بمصالحها الاقتصادية وتضرر او سقوط النظام الإيراني بفعل احتجاجات شعبية يعني مزيدا من خنق  النظام التركي الذي كسب عداوات بفعل تدخله في الشؤون الداخلية لعدد من دول المنطقة.
ولا تريد انقرة ان تخسر نظاما ساهم في انعاش اقتصادها ودعم مخزونها من العملة الصعبة في محاولته التهرب من العقوبات الأميركية.

المظاهرات في ايران
عنف النظام الايراني المفرط تجاه المحتجين لا يقلق النظام التركي

وفي هذا الإطار أعاد تشاوش أوغلو الاثنين تأكيده على معارضة أنقرة للعقوبات الأميركية على طهران مشددا على "مواصلة الحفاظ على علاقات حسن الجوار مع إيران على قاعدة مصالحنا المشتركة".
وكانت تركيا في أيلول/سبتمبر، أنها ستتزود بالنفط والغاز الطبيعي الإيرانيين رغم العقوبات ما يشير الى حجم التعامل مع البلدين.
ومع استفحال ازمة النظام الإيراني بفعل الاحتجاجات اضافة الى ما تعانيه اذرعها في لبنان والعراق تشعر تركيا بقلق كبير من تصاعد عزلتها في ظل صراعها مع دول كبيرة في المنطقة على غرار المملكة العربية السعودية ومصر.
وكشفت تسريبات مخابراتية ايرانية حجم التؤامر الذي شاركت فيه ايران وتركيا اضافة الى الاخوان المسلمين في استهداف السعودية حيث تشير التسريبات الى حجم التوافقات بين النظامين التركي والايراني رغم حديث عن خلافات في الملف السوري.
وكانت دول عربية نددت بالتدخل التركي في سوريا ما يشير الى ان عزلة النظام التركي باتت في تصاعد وان الأتراك لا يجدون سوى النظام الإيراني المحاصر داخليا وخارجيا إضافة الى قطر المعزولة ايضا متنفسا لهم.
وتشهد إيران منذ مساء الجمعة تظاهرات عنيفة انطلقت احتجاجاً على قرار مفاجئ من الحكومة برفع سعر الوقود.
واثر الاحتجاجات قتل شخصان على الأقل كما أوقف العشرات، وفق الصحافة المحلية.
وحذرت السلطات الإيرانية الأحد من أنها لن تتسامح مع "انفلات الأمن"، فيما قطعت شبكة الانترنت بشكل موقت خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وغرق الاقتصاد الإيراني في انكماش شديد بعد إعادة الأميركيين فرض عقوبات قاسية ضد طهران بعد انسحاب واشنطن الأحادي الجانب في أيار/مايو 2018 من الاتفاق النووي الإيراني.
وتوقع صندوق النقد الدولي أن يتراجع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 9,5% هذا العام في البلاد بعد تراجع بنسبة 4,8% في 2018.
وبلغت نسبة التضخم الناجم عن تراجع لقيمة الريال الإيراني مقابل العملات الأجنبية 40% رسمياً.