دعوات للأردن للمساعدة في توفير رعاية طبية لسكان الركبان

مخيم الركبان الذي يقطنه نحو 10 آلاف نازح لا يتوفر إلا على مركز طبي وحيد، يضم عددا قليلا من الأطباء والممرضات وقابلة واحدة.
تفشي كورونا يثير مخاوف من انتشار العدوى في مخيمات اللاجئين
توفير الرعاية الطبية لسكان مخيم الركبان مسؤولية تقع على عاتق دمشق

عمان - يواجه النازحون السوريون في مخيم الركبان بين الحدود السورية والأردنية خطر تفشي فيروس كورونا، وسط تحذيرات من نقص الرعاية الطبية وفي ظل اكتظاظ شديد يستحيل معه التباعد الاجتماعي.

وأثار تفشي فيروس كورونا في الأردن ولاحقا في سوريا، مخاوف دولية من انتشار العدوى في المخيمات المكتظة باللاجئين ومنها على سبيل الذكر لا الحصر، مخيمي الهول والركبان.  

وقد دعت منظمة العفو الدولية (امنستي) في بيان الخميس الأردن لتوفير رعاية طبية لسكان مخيم الركبان في الصحراء السورية على الحدود مع الأردن تحسبا لفيروس كورونا المستجد.

وحضت لين معلوف مديرة أبحاث الشرق الأوسط في المنظمة، عمان على "السماح لمن يحتاج علاجا طبيا بالوصول إلى مرافق في الأردن والسماح كذلك للمساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية بالوصول إلى المنطقة".

وحذرت من أن الافتقار إلى الرعاية الطبية في منطقة الركبان بين سوريا والأردن عند ما يعرف بالساتر الترابي، يعرض آلاف الأرواح للخطر خلال جائحة كورونا".

وركزت المنظمة على نقص الرعاية الصحية للأمهات "ما يعني أن الحوامل اللواتي يحتجن لولادة قيصرية يضطررن إلى الانتقال للولادة في مناطق سيطرة الحكومة السورية ثم تمنعهن الحكومة من العودة إلى المخيم".

وأشارت إلى وجود مركز طبي وحيد في المخيم الذي يقطنه نحو 10 آلاف نازح، يضم عددا قليلا من الأطباء والممرضات وقابلة واحدة.

وأعلنت عمان في 20 ابريل/نيسان الماضي أن وزير الخارجية أيمن الصفدي أبلغ المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون بأنه لن يسمح بدخول أي مساعدات إلى سكان مخيم الركبان.

وأكد الصفدي أن "الأردن لن يسمح بدخول أي مساعدات إلى تجمع الركبان من أراضيه أو دخول أي شخص من التجمع إلى أراضي المملكة لأي سبب كان وأن حماية مواطنيه من جائحة كورونا هي الأولوية الأولى".

ويعتبر الأردن تجمع النازحين السوريين في الركبان على أرض سورية مسؤولية أممية وسورية وأن أي مساعدات إنسانية أو طبية يحتاجها المخيم يجب أن تأتي من الداخل السوري.

من جهتها قالت معلوف إنه "في حين أن السلطات الأردنية محقة في سعيها لحماية سكان المملكة من جائحة كورونا، يجب ألا تُعًّرض حياة آخرين للخطر أثناء القيام بذلك".

وأوضحت أن النازحين في مخيم الركبان "يفتقرون إلى الغذاء والماء والأدوية منذ أكثر من أربع سنوات وبشكل متزايد خلال العامين الماضيين".

وأكدت أنه "يجب على الحكومتين السورية والأردنية ضمان وصول المساعدات الإنسانية بلا قيود".

وأغلق الأردن المجاور لسوريا حدوده في منطقة الركبان منذ 2016 بعد هجوم دموي على جنود أردنيين أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنه.

ويتطلب وصول مساعدات إلى المخيم الواقع في منطقة تضم مقاتلين مدعومين من الولايات المتحدة من مناطق يسيطر عليها النظام السوري الحصول على تصريح من النظام.

وفي فبراير/شباط من العام الماضي أعلنت دمشق وروسيا الداعم الرئيسي لها، فتح ممرات للخروج من المخيم ودعت سكانه إلى الخروج.

وبحسب الأمم المتحدة فإنه خلال الأشهر الأولى من العام الماضي خرج أكثر من نصف عدد سكان المخيم.

وفي فبراير/شباط من العام الماضي وصلت قافلة مؤلفة من 133 شاحنة ووزعت الغذاء والملابس ومستلزمات الرعاية الصحية والإمدادات الطبية على سكان المخيم. وكانت تلك ثاني دفعة مساعدات تصل المخيم خلال ثلاثة أشهر.