دعوات ملّحة لتشكيل جبهة عالمية في مواجهة تفشي كورونا

خمسة زعماء يتصدرهم العاهل الأردني يدعون إلى 'تحالف عالمي جديد لتسريع البحث العلمي وتعزيز تمويله للوصول إلى علاجات ولقاحات وزيادة إنتاج أدوات الكشف عن الفيروسات'.
دعوة أممية لجمع 27 مليون دولار لدعم الأردن في مواجهة كورونا
تدابير وقائية لا تهدأ لم توقف زحف كورونا في العالم

عمان/لندن - تتزايد الدعوات من أنحاء العالم إلى تشكيل جبهة دولية موحدة لمواجهة تفشي فيروس كورونا أو تحالف يوحد الجهود لوقف زحفه.

وقد دعا العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وأربعة زعماء آخرين الثلاثاء إلى توحيد الجهود الدولية من أجل "تحالف عالمي" في مواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد.

وتتناغم هذه الدعوة مع مضمون قمة مجموعة العشرين الافتراضية الأخيرة التي اتفق فيها الزعماء على ضرورة تشكيل جبهة موحدة في مواجهة تفشي فيروس كوفيد 19 الذي يهدد حياة الناس حول العالم وينذر بركود اقتصادي عالمي غير مسبوق.

وجاءت دعوة الزعماء الخمسة في مقال مشترك نشرته صحيفة 'فاينانشال تايمز' البريطانية لكل من الملك عبدالله ورؤساء كل من ألمانيا فرانك-فالتر شتاينماير وسنغافورة حليمة يعقوب وإثيوبيا سهلورق زودي والإكوادور لينين مورينو غارسيس.

ووفق بيان للديوان الملكي الأردني، دعا الزعماء في مقالهم إلى توحيد الجهود العالمية في مواجهة واحتواء فيروس كورونا المستجد.

أضافوا "يمكننا احتواء فيروس كورونا والتصدي له بفاعلية أكبر من خلال هدم الحواجز التي تعيق تبادل المعرفة والتعاون".

وأشاد الزعماء الخمسة بجهود "الذين يعملون حول العالم بجد وحرص لإنقاذ الأرواح والاستمرار بتوفير خدمات لا غنى عنها".

وقالوا "هؤلاء الأشخاص يمنحوننا الأمل والإلهام بأن مجتمعاتنا لن تتجاوز هذه الأزمة فحسب، بل ستصبح أقوى وأكثر ترابطا ببعضها البعض".

وتابعوا "جميعا نواجه العدو نفسه وسنكسب هذه الحرب إن حشدنا قوى البشرية كاملة لمواجهته. لا يمكن لبلد واحد أو لبعض البلدان أن تنتصر على الفيروس وحدها".

ودعا الزعماء في مقالتهم إلى "تحالف عالمي جديد لتسريع البحث العلمي وتعزيز تمويله للوصول إلى علاجات ولقاحات وزيادة إنتاج أدوات الاختبار والكشف عن الفيروسات والمعدات الطبية الضرورية".

واختتموا مقالتهم بإعادة التأكيد على أنه لا يمكن لأي بلد أن يتجنب هذا الوباء بصرف النظر عن حجم اقتصاده وإمكانياته وتقدمه التكنولوجي، مضيفين "فنحن كلنا سواسية أمام هذا الفيروس وعلينا أن نعمل معا للتغلب عليه".

وفي تطور ذي صلة، أطلقت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الثلاثاء، مناشدة لجمع 27 مليون دولار لمساعدة الأردن في جهود مكافحة فيروس كورونا .

وقالت المفوضية في بيان صادر عن مكتبها بالعاصمة عمان، إنها "تطلق مناشدة لجمع 27 مليون دولار كجزء من مناشدة عالمية تطالب بـ255 مليون دولار لدعم تدابير التأهب والاستجابة بشكل عاجل للاجئين والمهجرين قسرا".

وأوضحت أن "الأموال اللازمة للأردن ستخصص للحفاظ على الخدمات الأساسية مثل المستشفيات والعيادات الطبية بما في ذلك التي داخل مخيمات اللاجئين وشراء المعدات الطبية والمساعدات النقدية العاجلة".

ولفتت المفوضية في بيانها إلى أنها قدمت مبلغ 1.2 مليون دولار لوزارة الصحة الأردنية عبر تمويل تلقته من اليابان، مؤكدة أن "العامل الرئيسي في تفشي كورونا لا يمكن معالجته إلا من خلال التضامن والتعاون الدوليين".

وأشارت "حتى الآن في الأردن، لا إصابات بفيروس كورونا مسجلة بين اللاجئين، لكن المفوضية تواصل مراقبة التأثير السلبي للتدابير لمنع تفشي الفيروس في عائلات اللاجئين وكذلك المجتمع المحلي الأردني المضيف".

تدابير أردنية وقائية في مواجهة تفشي فيروس كوفيد 19
تدابير أردنية وقائية في مواجهة تفشي فيروس كوفيد 19

وحسب بيانات المفوضية، فإن الأردن يستضيف ما يقرب من 750 ألف لاجئ من 52 جنسية مختلفة.

ويتصدر السوريين قائمة الأكثر تعدادا بالنسبة للاجئين في الأردن، حيث يبلغ عددهم نحو 1.3 مليون سوري، قرابة نصفهم يحملون صفة "لاجئ"، فيما دخل الباقون قبل بدء الثورة في بلادهم، بحكم النسب والمصاهرة والمتاجرة.

وسجل الأردن حتى الثلاثاء 268 إصابة بفيروس كورونا و5 وفيات بالفيروس شفي آخرون. وحتى ظهر الثلاثاءأصاب الفيروس قرابة 800 ألف في العالم، توفي منهم أكثر من 38 ألفا، فيما تعافى نحو 170 ألفا.

وتتصدر إيطاليا دول العالم في وفيات كورونا، لكنها تحل ثانية بعد الولايات المتحدة في إجمالي عدد الإصابات.

وأجبر انتشار الفيروس دولا عديدة على إغلاق حدودها وتعليق الرحلات الجوية وفرض حظر التجول وتعطيل الدراسة وإلغاء عدة فعاليات ومنع التجمعات العامة وإغلاق المساجد والكنائس.

وتواصل العديد من بلدان القارة الأوروبية اتخاذ تدابير وقائية للحد من تفشي وباء فيروس كورونا المنتشر في جميع أنحاء العالم، وسط تزايد في الوفيات والإصابات.

وأعلنت حكومة الجبل الأسود زيادة إجراءات حظر التجوال في عموم البلاد بعد أن فرضت سابقا حظرا جزئيا. وقررت الحكومة فرض حظر التجوال في عموم البلاد.

وفي سلوفينيا، قررت الحكومة تخصيص المستشفى العسكري في العاصمة ليوبليانا لمواجهة فيروس كورونا. وفي البوسنة والهرسك تواصل الحكومة جهودها في جلب رعاياها الـ 729 من خارج البلاد، بحسب تصريح وزيرة الخارجية البوسنية بيسيرا توركوفيتش.

أما فرنسا فقررت تطبيق مخالفة لكل شخص ينتهك إجراءات حظر التجوال لأربعة مرات بالسجن شهرين وبغرامة مالية بقيمة 800 يورو، إضافة لمصادرة رخصة القيادة لمدة 3 أشهر.

وفي التشيك، تناقش الحكومة تمديد حظر التجوال في البلاد مدة شهر آخر، فيما كانت المدة المقررة سابقا هي لغاية 12 أبريل/نيسان المقبل.

وفي المجر أعلن وزير الخارجية بيتر سيارتو، أنه سيتم توفير 10 ملايين من الأقنعة الطبية و2.5 مليون جهاز لتشخيص المرض إضافة إلى 300 ألف من القفازات الطبية وأكثر من ألفي جهاز تنفس خلال الأسبوع الحالي.