دعوة قادة حماس لحضور مؤتمر 'البيجيدي' تثير سجالات في المغرب

بنكيران يؤجج الانقسامات بمهاجمة الرافضين لحضور قادة من حماس مؤتمر حزب العدالة والتنمية الإسلامي.

الرباط – أثار قرار اللجنة التحضيرية لمؤتمر حزب العدالة والتنمية الإسلامي المغربي (البيجيدي) دعوة قادة من حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) لحضور المؤتمر التاسع للحزب، سجالات واسعة في المغرب وصلت حد إطلاق دعوات لمنع المؤتمر الحزبي الذي يعتبر حاسما للتحضير للانتخابات التشريعية ولانتخاب قيادة جديدة للحزب، أو منع المدعوين من حماس من المشاركة.

ووجهت أحزاب وشخصيات عامة مغربية انتقادات حادة للإسلاميين، معتبرة الدعوة خطوة غير مسؤولة وتتعارض مع مصالح البلاد العليا، خاصة في ظل التوترات الإقليمية والدولية.

وقد تؤثر هذه الدعوة سلبا على صورة حزب العدالة والتنمية لدى شريحة من المغاربة، خاصة أولئك الذين يفضلون الحفاظ على علاقات متوازنة مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية ويعتبرون أن تلك الدعوة محاولة من الإسلاميين لتعزيز شعبية الحزب لدى قواعده وأنصاره المتعاطفين مع القضية الفلسطينية.

وفي المقابل هاجم عبدالاله بنكيران الأمين العام للحزب، الذين طالبوا وزارة الداخلية بمنع مؤتمر 'البيجيدي' أو حزب 'المصباح'. ونعتهم بـ"قليلي الحياء لا نعلم إلى أين تسير ببلادنا"، بينما لا يوجد ما يبرر توجيه الحزب الإسلامي دعوات لقادة حماس لحضور المؤتمر باعتبار طابعه المحلي وباعتبار أنه شأن حزبي مغربي داخلي وأيضا بسبب التوترات الإقليمية التي تعتبر الحركة الفلسطينية جزء منها وأحد مسبباتها.

لكن جرت العادة أن توجه أحزاب إسلامية في العالم العربي وفي تركيا كذلك، دعوات لشخصيات إسلامية بارزة في مناسبات سياسية رغم تحفظات أحزاب منافسة ترى في تلك الدعوات ترويجا لجماعات الإسلام السياسي وخدمة لأجندات خارجية من شأنها أن تؤثر في المشهد السياسي المحلي.

وقال بنكيران بحسب ما نقلت عنه مواقع إخبارية محلية "دعوات البعض لوزارة الداخلية من أجل منع تنظيم حزب العدالة والتنمية من تنظيم مؤتمره التاسع بسبب استضافته أعضاء من قيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هي قلة حياء لا نعلم مصدرها”، مضيفا أنه "يمكن أن نقبل هذه الدعوات لو أنها تمت لأسباب أخرى لمجرد إعلاننا عن حضور حماس".

كما عبر عن استغرابه من تردد تلك المطالب تجاه "حركة تقاوم الاحتلال واستشهدت قياداتها وفي الوقت الذي راح عشرات الآلاف من سكان غزة ضحية الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين".

وحاول الأمين العام للعدالة والتنمية استثمار التعاطف الشعبي مع غزة، لتعزيز رصيد حزبه مستحضرا القضية الفلسطينية ومبرزا أن "الأمة العربية لن تتخلى عن هذه القضية"، متابعا أن "تسميتها بالقضية الفلسطينية هو مجرد توصيف جغرافي لها في حين أنها قضية أمة واحدة وهي الأمة العربية الإسلامية".

وذهب بنكيران إلى أبعد من مهاجمة المطالبين بمنع مؤتمر العدالة والتنمية، معتبرا أن على وزير الداخلية عبداللطيف لفتيت أن يفتح تحقيقات مع مطلقي تلك الدعوات "بحكم أن القضية الفلسطينية عليها إجماع داخل بلدنا".

ومن المرجح أن تثير هذه الدعوة استياء بعض الدول، خاصة إسرائيل وحلفائها وقد تؤدي إلى توتر في العلاقات الدبلوماسية أو الاقتصادية، بينما يرى البعض أن هذه الدعوة قد تخدم القضية الفلسطينية من خلال تسليط الضوء عليها وتعزيز التضامن الدولي معها، في حين يرى آخرون أنها قد تزيد من عزلة حماس وتؤثر سلبا على جهود السلام.

ويخشى البعض من أن تؤثر تلك الخطوة على صورة المغرب ومكانته على الصعيدين الإقليمي والدولي، خاصة في ظل حساسية ملف حركة حماس وتصنيفها من قبل بعض الدول كمنظمة إرهابية، لكن يحسب للمملكة موقفها الثابت من دعم القضية الفلسطينية بعيدا عن حسابات حماس وأجندتها الأيديولوجية. كما يحسب لها مواقفها المتوازنة المبنية على الواقعية السياسية وعلى الوقوف مسافة واحدة من الأطراف الفلسطينية المتنافسة.