دعوة من مراكش لإصلاح 'اختراع كبير' اسمه هوليوود

قبيل أحد العروض النادرة في صالات السينما لفيلم 'آيريش مان'، الممثل الأميركي هارفي كيتل يدعو صناعة السينما الأميركية للعودة لعصر كانت خلاله الاعتبارات الفنية والبحث عن مخرجين شباب جدد هاجس الاستديوهات الكبرى.

مراكش (المغرب) – رأى الممثل الأميركي هارفي كيتل أن هوليوود "بحاجة إلى إصلاح" كي تجدد روحها الإبداعية، كما قال قبيل أحد العروض النادرة في صالات السينما لفيلم "آيريش مان" ضمن مهرجان مراكش الدولي للفيلم.

ووصف كيتل عاصمة الإنتاج السينمائي الأميركي بكونها "اختراع كبير"، قائلا "كنت أعتقد أنه يجب تحطيمه عندما كنت شابا، لكني لم أعد أفكر على هذا النحو بل أظن أنه بحاجة إلى إصلاح".

واعتبر النجم السينمائي خلال حديث مع مجموعة من الصحافيين "ما تحقق في هوليوود أمر مثير، لقد كانت الاعتبارات الفنية هاجس الاستديوهات الكبرى وكانت صناعة السينما تحاول البحث عن مخرجين شباب جدد"، لكنه استدرك آسفا "كل هذا اختفى سريعا".

ويلعب كيتل دورا ثانويا في الفيلم الأخير لمارتن سكورسيزي "آيريش مان" الذي قدم مساء الاثنين في عرض خاص ضمن مهرجان مراكش.

ويعد هذا العرض فرصة نادرة لعشاق السينما بالنظر لمحدودية توزيعه في القاعات السينمائية كونه موجها بالأساس لمشتركي خدمة "نتفليكس".

وبينما دعا مخرج الفيلم مشتركي هذه الخدمة ألا يشاهدوا الفيلم على هواتفهم الذكية، ذكر كيتل بأن "سكورسيزي لم يكن بإمكانه إنتاج هذا الفيلم لولا نتفليكس إذ لم يكن أحد مهتما به".

وأضاف الممثل ذو الثمانين عاما "إغلاق قاعات سينمائية يحزننا جميعا، لكنني كنت دوما أعتقد أن علينا أن نتطور مواكبة لعصرنا".

وتطرق إلى جانب من مسيرته الفنية موضحا "لم أسع أبدا إلى العمل مع مخرجين مشهورين بقدر ما كنت أبحث عن تجارب تجعلني أشعر أني أتعلم أشياء جديدة عن ذاتي، عن أين أسير وكيف يمكن أن أصل لما أصبو إليه".

وأشار في هذا الصدد إلى أنه قبل أداء دور البطولة في أول أفلام كوينتن تارانتينو "ريزيرفوار دوغ" (1992) وساعده في الحصول على تمويل لإنتاجه. كما سبق له أن عمل مع المخرجة الأسترالية جاين كامبيون في "ذي بيانو" والفرنسي برتران تافرنييه.

ويبقى مسرح برودواي في سنوات الخمسينات الفترة المثالية للأصالة في رأي كيتل، مع فنانين كبار أمثال إيليا كازان وآرثر ميللر أو تينسي ويليامز، "حين كان الناس مسكونين بضرورة أن يكونوا صادقين على المسرح".

وأوضح "سعينا لنكون أصيلين في أدائنا، كان ذلك أهم شيء بالنسبة إلينا. ليس بمعنى رفض الأعمال التجارية، إذ كنا ملزمين بالحصول على مورد رزق، بل بمعنى ألا يتم الإتجار بنا"، معتبرا أن "هذه الروح لا يجب تضييعها".

ويعتقد كيتل أن هذه الأصالة "ما تزال موجودة اليوم. هل يمكننا الحصول على مزيد منها؟ أقول نعم".