دفعة صغيرة فقط من آلاف المرتزقة تغادر ليبيا

فرنسا تعتبر مغادرة 300 من المرتزقة لم تحدد إلى أي جهة ينتمون، الساحة الليبية، بادرة ايجابية تمهد لانسحاب المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية انسحابا كاملا وفي أسرع وقت ممكن.
وجود آلاف المرتزقة الأجانب في ليبيا يهدد بتقويض جهود التسوية السياسية
روسيا وتركيا يواجهان باستمرار اتهامات بالتدخل في الأزمة الليبية

باريس - قالت وزارة الخارجية الفرنسية اليوم الثلاثاء إن 300 من المرتزقة الأجانب غادروا شرق ليبيا، مشيدة ببدء انسحاب مرحلي لآلاف من القوات الأجنبية التي قاتلت على جبهتي الصراع في الدولة التي يمزقها الصراع.

وتستهدف هذه الخطوة التي أعلنتها في بادئ الأمر قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر في نوفمبر/تشرين الثاني، دعم اتفاق تسانده الأمم المتحدة كان قد أُبرم بين طرفي الصراع من خلال تشكيل لجنة عسكرية مشتركة.

وقالت آن كلير لوجندر المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية "حدث هذا الانسحاب الأول الذي يشكل بادرة إيجابية أولى بعد مؤتمر 12 نوفمبر"، مشيرة إلى مؤتمر باريس الذي كان يستهدف كسر الجمود في ليبيا.

وأضافت "يتعين الآن أن يلي ذلك انسحاب المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية انسحابا كاملا وفي أسرع وقت ممكن".

ولم تحدد الوقت الذي غادر فيه المرتزقة ولا الدولة التي ينتمون لها. وقال دبلوماسيون إن المرتزقة الذين غادروا كانوا من تشاد.

وتأتي عملية الانسحاب بعد أن عبثت الفوضى بجهود قيادة ليبيا لإجراء انتخابات أواخر ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، حينما قالت مفوضية الانتخابات إنه لا يمكن إجراء الاقتراع، مشيرة إلى ما سمته أوجه قصور في القانون الانتخابي وعملية الطعون القضائية.

ودعا اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل له في 2020 بجنيف إلى خروج كل القوات الأجنبية والمرتزقة بحلول يناير/كانون الثاني 2021، وتكررت الدعوة ذاتها في مؤتمر باريس.

وينتشر مرتزقة من مجموعة فاغنر الروسية إلى جانب الجيش الوطني الليبي في الشرق، الذي دعمته موسكو في الحرب. وأرسلت تركيا قوات وآلاف المرتزقة السوريين لدعم حكومة طرابلس.

ويقول خبراء بالأمم المتحدة إن طرفي الصراع في ليبيا نشرا مرتزقة على نطاق واسع، بينهم من تشاد والسودان وسوريا.

وتقدر المنظمة الأممية عدد المرتزقة في ليبيا بنحو 20 ألف ومعظمهم من ميليشيات سورية متطرفة موالية لتركيا.

وكانت تقارير دولية سابقة وتقارير للمرصد السوري لحقوق الإنسان قد أشارت إلى قيام أنقرة بتجنيد الآلاف من المرتزقة من فصائل سورية موالية لها بعضها شكلتها المخابرات التركية.

وترفض تركيا سحب قواتها وقالت في أكثر من مناسبة إن وجودها في ليبيا شرعي وفقا لاتفاقيات أبرمتها مع حكومة الوفاق الوطني السابقة، بينما تنشر المئات من مرتزقتها في قواعد عسكرية في غرب البلاد.

وينادي المجتمع الدولي منذ أشهر طويلة بسحب كل القوات الأجنبية وآلاف المرتزقة من ليبيا داعيا الجهات الأجنبية المتدخلة في الصراع إلى وقف تدخلاتها وسحب قواتها ومرتزقتها في أقرب الآجال.

وسحبت روسيا وتركيا دفعات من المرتزقة من الجانبين، لكن مصادر من الأمم المتحدة أكدت أن الانسحابات تكاد لا تذكر مقارنة بمن تبقوا على الأرض.

وتسود مخاوف قبل وبعد تأجيل الانتخابات الرئاسية، من اندلاع صراع مسلح بسبب الخلافات القائمة والتوترات الكامنة بين طرفي الأزمة، بينما يتصاعد القلق دوليا من بقاء القوات الأجنبية والمرتزقة في الساحة الليبية والتي قد تتدخل مجددا دعما لهذا الطرف أو ذاك في حال تفجر نزاع مسلح جديد.