دفعة قوية للمركزي اللبناني من البطريرك الراعي

البطريرك الماروني يدعم قرارات محافظ مصرف لبنان بعد ان اتهمه رئيس الحكومة والتيار الحر بالمسؤولية عن انهيار الليرة.

بيروت - دعم البطريرك الماروني الذي يحظى بنفوذ سياسي في لبنان حاكم المصرف المركزي رياض سلامة الأحد بعدما اتهمه رئيس الوزراء بالمسؤولية عن انهيار العملة الذي ازداد حدة في الأيام القليلة الماضية.
وتراجعت الليرة اللبنانية، التي فقدت أكثر من نصف قيمتها منذ أكتوبر/تشرين الأول، إلى مستويات متدنية قياسية في سوق موازية على مدار الأسبوع الماضي، إذ فقدت نحو 15 بالمئة من قيمتها خلال بضعة أيام. ووجه رئيس الوزراء حسان دياب انتقادا شديدا لسلامة يوم الجمعة.
وبدأ صرافو العملة إضرابا وحث رئيس مجلس النواب الحكومة على استخدام سلطاتها القانونية لوقف انهيار الليرة. وشهد اليومان الماضيان هجومين بعبوات متفجرة وحارقة على بنوك، لكن لم ترد تقارير عن وقوع إصابات.
ووسط جدل متزايد عما إذا كان ينبغي على حاكم المصرف المركزي الذي يشغل المنصب منذ 27 عاما أن يستقيل، قال البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، الذي يمثل أعلى سلطة دينية مسيحية في لبنان، إن انتقاد سلامة لن يسفر عن شيء سوى إلحاق الضرر بالبلاد.

الراعي: من المستفيد من زعزعة حاكمية مصرف لبنان؟ المستفيد نفسه يعلم
الراعي: من المستفيد من زعزعة حاكمية مصرف لبنان؟ المستفيد نفسه يعلم

وقال "نسأل: من المستفيد من زعزعة حاكمية مصرف لبنان؟ المستفيد نفسه يعلم".
وأضاف "أما نحن فنعرف النتيجة الوخيمة وهي القضاء على ثقة اللبنانيين والدول بمقومات دولتنا الدستورية".
ويخضع لبنان لنظام سياسي طائفي يقسّم مناصب الدولة على أساس الانتماء الديني. ويتولى منصب حاكم المصرف المركزي مسيحي ماروني بينما يكون رئيس الوزراء دوما مسلما سنيا.
وتشكلت حكومة دياب في يناير/كانون الثاني بدعم من جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران، وكافحت لإقرار إصلاحات يطالب بها المانحون الأجانب.
وكرر جبران باسيل، رئيس التيار الوطني الحر وهو الحزب المسيحي الماروني الذي ينتمي إليه الرئيس ميشال عون، الكثير من انتقادات دياب قائلا إن المصرف المركزي يتحمل "مسؤولية كبيرة" عن الخسائر التي حدثت وغياب الشفافية والتعاون.
وأضاف باسيل أنه يتعين على الدولة الآن الاضطلاع بمسؤولية "تصحيح" هذه الأخطاء، وقال إن هذا "لا يعني أنها تقوم بانقلاب على النظام المالي الحر ولا على استقلالية المصرف المركزي".
وأثار الهبوط السريع للعملة احتمال ارتفاع الأسعار وتفجير اضطرابات أوسع نطاقا في وقت يزداد فيه معدل البطالة إلى جانب المتاعب الاقتصادية الناتجة عن إجراءات العزل العام الرامية لمكافحة فيروس كورونا.
وقالت مصادر أمنية إنه تم تفجير عبوة ناسفة صغيرة السبت خارج بنك تجاري في مدينة صيدا بجنوب لبنان مما أدى لتدمير واجهته. وأضافت المصادر أن بنكا في مدينة صور تعرض لهجوم بقنابل حارقة في وقت مبكر من صباح اليوم الأحد.
وذكرت المصادر أن الهجومين لم يسفرا عن وقوع أي إصابات وأن هويات المهاجمين لم تُعرف بعد.