دفعة معنوية لاستئناف النشاط الرياضي في انكلترا

استئناف الدوري الانكليزي على ملاعب حيادية يزيد الانقاسامات بين الاندية الانكليزية في ظل عودة محتملة من دون جمهور.

لندن - تلقت أندية الدوري الإنكليزي الممتاز الاثنين دفعة معنوية قوية لآمالها في إكمال الموسم المعلق منذ منتصف اذار/مارس بسبب وباء فيروس كورونا المستجد، بعدما نشرت الحكومة البريطانية "خارطة طريق" ما سيفسح بالمجال أمام المنافسات الرياضية بالعودة من دون جمهور بدءا من الأول من حزيران/يونيو المقبل.

وفي الوقت الذي تجتمع فيه أندية الدرجة الممتازة العشرين لبحث سبل استكمال الموسم، وسط تزايد الانقسامات حول خطة "مشروع الاستئناف"، أعلنت السلطات الحكومية عن خطط لتخفيف الإغلاق التام في البلاد الناتج عن تفشي "كوفيد-19".

ونشرت الحكومة التوجيهات الارشادية التي يجب اتباعها من اجل تقليص قيود الاغلاق التام وتضمنت الخطوة الثانية من العملية "السماح بإقامة الأنشطة الثقافية والرياضية خلف أبواب موصدة، مع الحرص الشديد على تجنب مخاطر التواصل الاجتماعي".

وقال رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون إنه يعتقد أن عودة الرياضة عبر شاشات التلفزيون "ستعطي دفعة للروح المعنوية القومية نحن بحاجة إليها بشدة".

ويبدو أنه سيكون على المشجعين في المملكة المتحدة الانتظار كثيرا قبل العودة لحضور المباريات، حيث لفتت التوجيهات الارشادية إلى ان "عودة الرياضة بحضور الجماهير قد تكون ممكنة لاحقا، وذلك اعتمادا على انخفاض أعداد الإصابات".

وتخطط أندية الدرجة الممتازة للعودة الى الملاعب في الأسبوع الثاني من حزيران/يونيو على أقل تقدير. وهي عقدت الاثنين اجتماعا للبحث في الموضوع وسط مخاوف متزايدة بين اللاعبين بشأن موضوع السلامة، كذلك الانقسامات حول خطة "مشروع الاستئناف".

وقبل النظر في استئناف المباريات، يجب الاتفاق على البروتوكولات حول كيفية العودة إلى التدريب الجماعي بأمان وكيفية تعامل رابطة البريميرليغ مع الأشخاص المصابين.

ازدياد منسوب القلق

وازداد منسوب القلق الأحد بشأن القدرة على تحقيق الرابطة هدفها بإنهاء المباريات الـ92 المتبقية من الموسم، بعدما كشف نادي برايتون إصابة لاعب ثالث في صفوفه بـ"كوفيد-19".

وإنكلترا هي واحدة من ثلاث بطولات وطنية كبرى في أوروبا لم تتوصل بعد الى خريطة طريق دقيقة بشأن مستقبل موسمها، حالها حال إيطاليا وإسبانيا حيث تسجل أيضا في الأيام الماضية حالات إصابات في صفوف بعض أندية اللعبة.

ولم يؤثر إعلان نادي دينامو دريسدن من الدرجة الألمانية الثانية وضع كامل فريقه الأول وجهازه الفني في الحجر الصحي بعد اكتشاف إصابتين جديدتين في صفوفه، على خطط رابطة البوندسليغا بإعادة عجلة الموسم للدوران بدءا من السبت.

وقال الرئيس التنفيذي للدوري الإنكليزي الممتاز ريتشارد ماسترز "لدينا بروتوكولات تم إنشاؤها ومراجعتها، ولدينا شركة معينة ستقوم بالاختبارات الطبية" مشيرا إلى أن الخطوة التالية هي التشاور مع اللاعبين والمدربين "لن يتم اتخاذ أي قرارات إلا بعد التحدث مع اللاعبين والمدربين ومن المقرر عقد تلك الاجتماعات في وقت لاحق من هذا الأسبوع".

نحن أناس أيضا

وتعد المملكة المتحدة، أكثر الدول الأوروبية تأثرا بفيروس كورونا المستجد، حيث أسفر حتى الاثنين عن ما يزيد عن 32 ألف وفاة، من بين قرابة 223 ألف حالة معلنة.

وكان عدة لاعبين في الدوري الإنكليزي قد أعربوا عن مخاوفهم من العودة إلى التدريب بشكل متسرع، وإلى منافسات كرة القدم التي تتطلب إلتحامات، في الوقت الذي يطلب فيه من كافة الشعب الإلتزام بإرشادات التباعد الإجتماعي.

وغرد لاعب وسط فريق نوريتش سيتي تود كانتويل الأحد على موقع "تويتر" في هذا السياق قائلا "نحن أناس أيضا".

ولا تقتصر الأمور على المخاوف الصحية، بل هناك خلافات جوهرية على موضوع إقامة المباريات الـ92 المتبقية من الموسم على ملاعب حيادية.

ويرى مسؤولو الرابطة أنهم لن يحصلوا على الضوء الأخضر من الحكومة لاستئناف المنافسات، الا في حال كان عدد الملاعب محدودا، ما يؤدي الى خفض عدد العاملين في مجال العناية الطبية وأفراد الشرطة والأمن والبث التلفزيوني.

https://www.instagram.com/p/CAC4jAKjwwu/

وتقود الفرق المهددة بالهبوط الى الدرجة الأولى ("تشامبيونشيب") حملة رفض إقامة المباريات المتبقية من الموسم في ملاعب محايدة، لعدم فقدان أفضلية اللعب على أرضها، ولكونها عرضة لخسائر مالية ضخمة في حال هبوطها.

وقال سكوت داكسبري، رئيس نادي واتفورد لموقع النادي على شبكة الإنترنت "مع كل هذه التنازلات والمخاطر الصحية، يُطلب منا إنهاء منافسة لا تشبه تلك التي بدأناها (...) هل هذا عادل؟ هل هناك أي من مظاهر النزاهة الرياضية؟ بالطبع لا".

كما عارض رؤساء أندية برايتون ووست هام وأستون فيلا علنا خطة الملاعب المحايدة ويبدو أنهم لن يتراجعوا عن موقفهم إلا إذا كان هناك اتفاق على إلغاء الهبوط هذا الموسم.

في المقلب الاخر تشعر فرق مقدمة جدول الترتيب بقلق حيال ما قد ينجم عن اقامة المباريات على ملاعب حيادية من إشكالات مع الرعاة الذين دفعوا مبالغ ضخمة لإطلاق أسماء شركاتهم على الملاعب الخاصة بالأندية.

واعتبر ماسترز "أن الجميع يفضلون اللعب في بطريقة الذهاب والإياب إذا كان ذلك ممكنا. وأعتقد أنه من الواضح أن بعض الأندية تشعر برابط قوي في هذا الأمر (...) نحن على اتصال مع السلطات ونستمع إلى تلك النصيحة بينما نمثل أيضا آراء الأندية في تلك المناقشات".

واقر ماسترز بأن الرابطة أجرت للمرة الأولى مناقشات حول كيفية تحديد جدول ترتيب الدوري إذا لم يتمكن من استئناف المباريات، مشيرا إلى أنه لم تتم الموافقة على أي صيغة نهائية.

وقال "كانت هذه هي المرة الأولى التي نناقش فيها مسألة انهاء (الموسم)- لا يزال هدفنا هو إنهاء الموسم بطبيعة الحال، ولكن من المهم مناقشة جميع الخيارات مع أنديتنا (...) لم يتم التوصل إلى استنتاجات بشأن أي نماذج أخرى. هذه محادثات مستقبلية قد نحتاج إلى إجرائها".

ومن المتوقع أن تخسر الأندية ما يقدر بمليار جنيه إسترليني (1,2 مليار دولار) إن لم يستكمل الموسم، منها 760 مليون جنيه إسترليني من عقود النقل التلفزيوني، وهذه القنوات ستكون راضية إذا لعبت المباريات خلف الأبواب الموصدة".