دفع أميركي لنشر قوة من الناتو في الخليج لحماية الملاحة البحرية

ألمانيا ترفض المشاركة في قوة بحرية تحشد واشنطن لتشكيلها لحماية ناقلات النفط والسفن التجارية في مضيق هرمز من التهديدات الإيرانية، فيما تتحفظ دول أوروبية أخرى على المبادرة الأميركية.


الناتو: لم نتلق طلبا أميركيا لنشر قوة بحرية في الخليج
برلين لا تريد عسكرة الخليج تجنبا لتصعيد التوتر مع إيران
دول أوروبية تبقي الباب مواربا لحل دبلوماسي ينهي التوتر في الخليج
واشنطن: نريد رفع جاهزية قوة الردع في مواجهة التهديد الإيراني للملاحة البحرية
تردد أوروبي في التعاطي مع التعنت الإيراني

واشنطن/برلين - كشف مسؤول رفيع بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الأربعاء، عن مشاورات مقبلة مع الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) حول نشر قوة حماية في الخليج.

وقال المسؤول الذي رفض ذكر اسمه لقناة 'الحرة' الأميركية (رسمية) إنّ المشاورات "تهدف لمعرفة مدى استعداد القوات البحرية التابعة لدول الناتو لتفعيل الوجود العسكري في مياه الخليج"، مضيفا أنّ الهدف من تلك القوة هو "حماية الملاحة البحرية في المياه الدولية".

كما شدد على أن رغبة واشنطن الوحيدة في هذا الشأن هي "رفع جاهزية قوة الردع"، لافتا إلى احتمالية "تعزيز وجود القوات العسكرية في بعض دول الخليج".

وأشار المسؤول الأميركي أيضا إلى عمل واشنطن حاليا على تفعيل قدرات قاعدة "الأمير سلطان" الجوية وسط المملكة السعودية.

وجاءت تلك التصريحات بعد ساعات من انتهاء اجتماعات أمنية وعسكرية موسعة في المقر العام للقيادة الوسطى الأميركية "سنتكوم" بولاية فلوريدا.

وشارك في الاجتماعات وزير الدفاع مارك إسبر ورئيس هيئة أركان القوات المشتركة، الجنرال جو دنفورد وقائدا قيادة سنتكوم الجنرال كينيث ماكينزي والعمليات الخاصة الجنرال ريتشارد كلارك.

أنشطة الحرس الثوري الإيراني تهدد أمن الملاحة البحرية في هرمز
أنشطة الحرس الثوري الإيراني تهدد أمن الملاحة البحرية في هرمز

لكن ينس ستولتنبرغ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي قال اليوم الأربعاء، إن الحلف العسكري لم يتلق طلبا رسميا لبدء مهمة في مضيق هرمز.

واقترحت الولايات المتحدة تعزيز الجهود لحماية الممر الحيوي لنقل النفط في وقت يشهد فيه توترا متزايدا بين واشنطن وطهران.

وقال ستولتنبرغ قبل اجتماع مع وزيرة الدفاع الألمانية انيجريت كرامب-كارنباور، إن أعضاء الحلف قلقون بشأن تلك التوترات، لكن الحلف لم يتلق طلبا رسميا للقيام بعملية في الخليج.

وقالت كرامب-كارنباور إن ألمانيا تُقيّم ما إذا كانت ستشارك في مهمة البحرية الأميركية في مضيق هرمز، مضيفة أن برلين تريد بذل ما في وسعها للحفاظ على الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع إيران.

وقال نائب المستشارة الألمانية ووزير المالية أولاف شولتس اليوم الأربعاء إنه تساوره شكوك قوية في ما يتعلق بطلب الولايات المتحدة انضمام ألمانيا لمهمة عسكرية في مضيق هرمز.

ولاحقا أعلنت متحدثة باسم الحكومة الألمانية أن برلين "تتحفظ" على طلب الولايات المتحدة الانضمام إلى قوة بحرية للمساعدة في ضمان أمن مضيق هرمز ما سيعرقل الجهود الأوروبية لتسوية دبلوماسية مع إيران.

وقالت أولريكي ديمر خلال مؤتمر صحافي في برلين "الأولوية في نظرنا للجهود الدبلوماسية ونزع فتيل أزمة" ناقلات النفط بين طهران ولندن.

وأوضحت أن "الحكومة الألمانية متحفظة عن الاقتراح الأميركي ولهذا السبب لم تقترح المشاركة" لأن "المقاربة الإجمالية لسياستنا حيال إيران تختلف بشكل ملحوظ عن تلك التي تنتهجها واشنطن حاليا".

ومساء الاثنين، مضى وزير الخارجية الألماني الاشتراكي الديمقراطي هايكو ماس أبعد من ذلك في موقفه، مؤكدا أن ألمانيا "لن تشارك في المهمة البحرية التي عرضتها وتخطط لها الولايات المتحدة".

وقال خلال زيارة لوارسو "نرى أن إستراتيجية الضغط الأقصى خاطئة. لا نريد تصعيدا عسكريا، سنواصل التعويل على الدبلوماسية".

واشنطن ترتب لقوة بحرية أوسع لحماية الملاحة البحرية
واشنطن ترتب لقوة بحرية أوسع لحماية الملاحة البحرية

وفي 19 يوليو/تموز احتجزت إيران ناقلة سويدية ترفع العلم البريطاني في هذه المنطقة الإستراتيجية حيث يزداد التوتر منذ انسحاب الرئيس دونالد ترامب بشكل أحادي من الاتفاق النووي العام الماضي وإعادة فرض عقوبات قاسية على الجمهورية الإسلامية.

وجاء ذلك ردا على احتجاز سلطات جبل طارق في الرابع من يوليو/تموز ناقلة نفط إيرانية بدعم من الجيش البريطاني.

وكثفت واشنطن مؤخرا الضغوط على ألمانيا وشركاء أوروبيين آخرين كفرنسا وبريطانيا للانضمام إلى مهمة حماية بقيادتها.

وكانت لندن دعت إلى تشكيل "مهمة حماية بحرية" في منطقة الخليج على أن تكون أوروبية. وأبدى وزير الخارجية الألماني الاشتراكي الديمقراطي هايكو ماس تحفظا أيضا فيما استبعدت فرنسا نشر وسائل عسكرية إضافية.

وفي هذا الخصوص قالت المتحدثة إن "الحكومة الألمانية لا تزال ترى إمكانية السير باقتراح إنشاء قوة حماية بحرية من دول أوروبية".

وأضافت "كما سبق أن قلت، نتحاور في هذا الموضوع مع شركائنا الأوروبيين وخصوصا مع فرنسا وبريطانيا".

وتدهورت العلاقات بين إيران والولايات المتحدة منذ انسحاب واشنطن العام الماضي من الاتفاق النووي وعودتها لفرض عقوبات على طهران. وتحاول ألمانيا وفرنسا وبريطانيا الحفاظ على الاتفاق.

وتصاعد التوتر مؤخرا بين الولايات المتحدة ودول خليجية من جهة، وإيران من جهة أخرى، إثر تخفيض طهران بعض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي متعدد الأطراف المبرم في 2015.

واتخذت طهران تلك الخطوة مع مرور عام على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق وفرض عقوبات مشددة على طهران، لإجبارها على إعادة التفاوض بشأن برنامجها النووي إضافة إلى برنامجها الصاروخي.

كما تتهم دول خليجية في مقدمتها السعودية والإمارات، إيران باستهداف سفن ومنشآت نفطية خليجية وهو ما نفته طهران وعرضت توقيع اتفاقية "عدم اعتداء" مع دول الخليج.