دقيقة واحدة للنجاة بأعجوبة على فوهة بركان نيوزيلندا

 سياح يغادرون فوهة بركان 'وايت أيلاند' قبل لحظات من ثورانه وسط عدم التثبت من انهم تلقوا تحذيرا بوجوب الفرار أم أنهم ببساطة كانوا يكملون جولتهم غير مدركين للخطر المحدق بهم.

ويلنغتون - تظهر كاميرا متصلة بالإنترنت وضعت عند بركان "وايت أيلاند" في نيوزيلندا أن مجموعة واحدة على الأقل من السياح كانت داخل فوهة البركان قبل دقائق من ثورانه وتغطيته للمنطقة بسحابة ضخمة من الرماد.
وتظهر الكاميرا المثبتة على حافة الفوهة والتي تشغلها وكالة جيونت لرصد المخاطر الجيولوجية في البلاد مجموعة من الأشخاص يسيرون قرب الحافة داخل الفوهة التي كان يصدر عنها بشكل مستمر دخان أبيض بكثافة منخفضة خلال الساعة التي سبقت ثوران البركان الساعة 2:11 بعد الظهر.

بركان
'وايت أيلاند' يثور باستمرار

وتلتقط تلك الكاميرا هي وثلاث كاميرات أخرى مثبته في نقاط حيوية مختلفة صورا للبركان وترسلها عبر الإنترنت كل عشر دقائق.
وفي الثانية بعد الظهر، تلتقط الكاميرا المثبتة على حافة الفوهة صورة لمجموعة من الناس على الحافة ويبدو حجمهم بالغ الصغر مقارنة بالبركان الهائل.
وفي الثانية وعشر دقائق، أي قبل دقيقة واحدة من ثوران البركان، تبتعد المجموعة عن الحافة وتسلك مسارا معتادا عبر الفوهة.
ولم يتضح إن كانت المجموعة التي بدا أنها مؤلفة من حوالي 12 شخصا غادرت لأنها تلقت تحذيرا بوجوب الفرار أم أنهم ببساطة كانوا يكملون جولتهم غير مدركين للخطر المحدق بهم.
ونشر سائح يدعى مايكل شايد مجموعة من التغريدات ولقطات الفيديو تظهر وجوده عند فوهة بركان وايت أيلاند قبل دقائق من ثوران البركان الاثنين.
وكتب في تغريدة "يا إلهي.. ثار بركان وايت أيلاند في نيوزيلندا اليوم. كنا هناك أنا وأسرتي ولم نغادر إلا قبل ثورانه بعشرين دقيقة.. كنا ننتظر في قاربنا على وشك المغادرة عندما شاهدناه".
وفي أحد مقاطع الفيديو التي نشرها شايد على تويتر وهو يغادر سريعا في قارب للابتعاد عن الجزيرة، يظهر عمود ضخم من الرماد الأبيض وهو يتصاعد في السماء فيما احتشدت مجموعة من السائحين المذعورين عند الشاطئ في انتظار المغادرة.
وقال شايد في تغريدة "يصعب تصديق هذا الأمر كانت مجموعتنا السياحية تقف على حافة الفوهة الرئيسية قبل (الثوران) بما يقل عن 30 دقيقة".
وقتل خمسة أشخاص على الأقل في ثوران مفاجئ لبركان جزيرة "وايت آيلاند فيما لا يزال 20 آخرين على الأقل عالقين، وفق حصيلة مؤقتة للشرطة التي رجحت ارتفاع عدد الضحايا وسط صعوبة في عمليات الإغاثة.
ويعتقد أن نحو 50 شخصا، من بينهم ركاب رحلة بحرية وأجانب، كانوا في الجزيرة أو حولها وقت ثوران البركان. وقالت الشرطة إنّ 23 منهم عادوا من المكان المنكوب.
وقال نائب مفوض الشرطة جون تيمز للصحافيين "استطيع أن اؤكد وفاة شخص"، قبل أن يوضح لاحقا أن العدد ارتفع إلى خمسة.
وأوضح إن الضحايا "كانوا خمسة من الذين تم إنقاذهم من الجزيرة في وقت سابق اليوم" مضيفا أن 18 شخصا آخرين يعالجون من إصابات ومنهم من تعرض لحروق بالغة.
وأضاف "لا يزال عدد من الأشخاص موجودين في الجزيرة ولا توجد حاليا معلومات عنهم"، وتابع "في هذه المرحلة من الخطير جدا للشرطة وأجهزة الإنقاذ التوجه إلى الجزيرة".

بركان
البركان يتسبب في وفيات وإصابات

وثار البركان مطلقا سحبا كثيفة من الرماد الأبيض بارتفاع يصل إلى 3,6 كلم.
وأكدت رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن إن عددا من الأشخاص العالقين في الكارثة أجانب. " وأضافت "نعلم أن عددا من السياح كانوا في الجزيرة أو قربها في ذلك الوقت، نيوزيلنديين وزوارا من خارج البلاد".
وأشارت الشرطة إلى انقطاع الاتصالات مع الناجين فيما لا يزال جرحى عالقين على الجزيرة، موضحة أنّه مع حلول الليل باتوا ينتظرون ليلة طويلة وصعبة قبل إجلائهم.
وتنصب المخاوف على مجموعة زائرين شوهدوا يمشون على أرض فوهة البركان قبل دقائق من ثورانه.
وقالت شركة "فولكانيك اير" للسياحة إنها أرسلت مروحية للجزيرة قبل وقت قصير من ثوران البركان حاملة أربعة سياح وطيار.
وقالت شركة "رويال كاريبيان" للرحلات البحرية إنّ "عددا من الزبائن كانوا في جولة على الجزيرة اليوم" على متن السفينة "اوفيشن اوف ذا سي" القادرة على نقل 4 آلاف شخص.
لكنّ مدير رابطة النقل البحري كيفن اوساليفان قال إنّ الجولة كانت تضم 30 شخصا فقط من السفينة العملاقة.
ولم تؤكد الشركة الناقلة هذه الارقام.
ويعد بركان جزيرة وايت آيلاند (الجزيرة البيضاء) أكثر البراكين نشاطا في نيوزيلندا وحوالي 70 بالمئة منه مغمور بالمياه، وفقًا لوكالة جيونت المدعومة من الحكومة. ويزور نحو 10 آلاف شخص البركان سنويا.
وثار البركان باستمرار على مدار الخمسين عاما الماضية وآخرها في العام 2016.