دمشق تستعجل تسوية مع الأكراد استباقا لهجوم تركي على منبج

الاتفاق المتوقع بين النظام السوري والأكراد من شأنه أن يوحد أكبر منطقتين في سوريا ولا يتبقى منها سوى الركن الشمالي الغربي الخاضع لسيطرة معارضين تدعمهم تركيا.

الجيش السوري ينشر قواته قرب منبج وسط توقعات باندلاع اشتباكات
الأكراد سعوا إلى وساطة روسية في المحادثات مع دمشق
أكراد سوريا قدموا خارطة طريق للوسيط الروسي تتعلق بالصفقة مع الأسد

دمشق - قال مسؤول سوري اليوم الأحد إن الحكومة تأمل في "تكثيف" الحوار مع الجماعات الكردية السورية، مشيرا إلى دعم المحادثات التي يأمل الأكراد أن تؤدي إلى اتفاق سياسي بين طرفين رئيسيين في الصراع.

وسعى الأكراد إلى وساطة روسية في المحادثات مع حكومة الرئيس بشار الأسد وذلك في إطار إستراتيجيتهم لملء الفراغ الذي سيخلفه انسحاب القوات الأميركية من البلاد تنفيذا لقرار الرئيس دونالد ترامب.

وهدف الأكراد هو الحيلولة دون وقوع غزو من قبل تركيا المجاورة التي تعتبر وحدات حماية الشعب، وهي الجماعة الكردية السورية الرئيسية، تهديدا لأمنها القومي، فضلا عن الحفاظ على الحكم الذاتي في شمال سوريا.

وقال أيمن سوسان معاون وزير الخارجية السوري لمجموعة صغيرة من الصحفيين في دمشق "نتمنى تكثيف هذا الحوار. الكثير من تصريحات الأكراد كانت إيجابية فيما يتعلق بالحرص على وحدة سوريا".

وأضاف "نحن واثقون أنه بالحوار نستطيع معالجة بعض المطالب أو المطالب وهذا الحوار يضمن ذلك مادام أنه يستند إلى الالتزام بوحدة سوريا أرضا وشعبا".

ويمكن لمثل هذا الاتفاق أن يوحد مجددا أكبر منطقتين في البلاد التي تمزقها الحرب منذ ثماني سنوات ولا يتبقى منها سوى الركن الشمالي الغربي الخاضع لسيطرة معارضين للأسد تدعمهم تركيا وهم خصم لكل من وحدات حماية الشعب وحكومة دمشق.

وسبق أن أعلنت دمشق معارضتها لنمط الدولة الاتحادية التي تسعى إليها الجماعات الكردية الرئيسية.

وقال سياسي كردي في وقت سابق، إن الإدارة التي يقودها الأكراد وتسيطر على معظم شمال سوريا عرضت على روسيا خارطة طريق للتوصل إلى اتفاق مع الأسد وستسعى لهذا الاتفاق بغض النظر عن الخطط الأميركية.

وقال سوسان "هناك تواصل مع الأكراد وهذا الحوار لم ينقطع. ربما هناك حاجة اليوم من أجل تكثيف هذا الحوار بالنظر للتحديات الماثلة وبشكل خاص إزاء نزعة العدوان والأطماع التوسعية التي تقود سياسات النظام التركي".

وتأتي هذه التطورات بعد يوم من نشر الجيش السوري جنودا ومدافع ودبابات في الضواحي الشمالية الغربية لمدينة منبج في الوقت الذي تستعد فيه دمشق لاشتباكات مع القوات المدعومة من تركيا والمرابطة في مكان قريب.

وبينما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قرارا بسحب القوات الأميركية من سوريا انتشرت القوات السورية بالقرب من منبج التي ترابط فيها القوات الأميركية كما هددت تركيا بشن هجوم على المدينة.

وضمنت القوات الأميركية الاستقرار في منبج بعد طرد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية من المدينة في عام 2016.

وتبعد منبج نحو 30 كيلومترا عن الحدود التركية وتخضع قطاعات من الأراضي القريبة منها لسيطرة كل من تركيا وروسيا والولايات المتحدة التي قررت الانسحاب من القطاع الخاضع لها.

ودخلت القوات السورية المدعومة من روسيا ضواحي منبج يوم 26 ديسمبر/كانون الأول لأول مرة منذ سنوات بدعوة من وحدات حماية الشعب الكردية التي تخشى هجوما تركيا على المدينة بعد الانسحاب الأميركي.

وكانت منبج قد سقطت في أيدي المعارضة السورية المسلحة في أوائل الحرب الأهلية السورية ثم سقطت في أيدي تنظيم الدولة الإسلامية التي طردتها قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أميركيا من المدينة. وتقود وحدات حماية الشعب الكردية قوات سوريا الديمقراطية.