دمشق تسيطر على كفرنبودة بعد معارك دامية مع الجهاديين

أجواء من الغموض والتوتر الشديد تسود ريف حماة الشمالي الغربي وريف حلب الشمالي وسط تصعيد عسكري غير مسبوق ينذر بانهيار اتفاق تركي روسي لوقف إطلاق النار.

مقتل 12 مدنيا في غارات جوية على شمال غرب سوريا
دمشق تدفع بالمزيد من التعزيزات العسكرية تمهيدا لهجوم على ادلب
الجيش السوري يؤكد طرد مسلحي جبهة النصرة من بلدة كفرنبودة

معرة النعمان (سوريا) - أعلن الجيش السوري اليوم الأحد السيطرة على بلدة كفرنبودة بريف حماة الشمالي بعد معارك عنيفة مع تحالف لجماعات إسلامية متطرفة تقودها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا).

ونقلت وكالة الأنباء السورية عن مصدر عسكري تأكيده أن قوات الجيش أحكمت سيطرتها على البلدة وطهرتها من المسلحين المتطرفين، متحدثا عن تكبد فصائل أخرى تدعمها تركيا خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.

وأرسل الجيش السوري خلال الساعات الماضية المزيد من التعزيزات العسكرية ضمن تحرك يستهدف فتح جبهة أخرى بالتزامن مع سيطرته على بلدة كفرنبودة.

وذكرت مصادر محلية أن أجواء من الغموض والتوتر الشديد تسود حاليا معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا في ريف حلب الشمالي بعد خلافات بين فصيل لواء الفتح من جهة، ومجموعة تابعة للجبهة الشامية من جهة أخرى.

وذكرت الوكالة السورية أن "وحدات من الجيش نفذت عمليات دقيقة تخللها اشتباكات وتكتيكات حربية تتناسب والطبيعة العمرانية للبلدة ضد مجموعات إرهابية من تنظيم جبهة النصرة والتنظيمات المنضوية تحت زعامته عند آخر نقاط تحصنهم على أطراف بلدة كفرنبودة بريف حماة الشمالي الغربي".

وقالت أيضا أنه تم سحق "أعداد كبيرة للإرهابيين واستخدام سيارات مفخخة يقودها انتحاريون وترسانة من الآليات والأسلحة"، مشيرة إلى أن تركيا كانت قد زودت بها متطرفين، فيما تصاعد القتال جنوب إدلب في الأيام الأخيرة.

وقُتل 12 مدنيا في غارات جوية شنتها قوات النظام السوري بينهم أربعة كانوا في سوق في محافظة إدلب التي يسيطر عليها الجهاديون شمال غرب سوريا، بحسب ما أكد اليوم الأحد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد إن هناك طفلة بين الذين قتلوا في سوق في معرة النعمان في إدلب. كما قتل ثمانية مدنيين آخرين بنيران النظام في مناطق أخرى من إدلب التي تعتبر معقلا لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) التي كانت ترتبط بتنظيم القاعدة.

وفي معرة النعمان شوهد شاب وهو يحمل جثة تبدو لطفلة صغيرة فوق كومة من الأنقاض بعد الضربة الجوية. كما انتشل رجل آخر فتاة غطاها الغبار وحملها على كتفه.

وقال شاهد يدعى حمدو مصطفى إنه كان يتسوق وقت وقوع الغارة الجوية، مضيفا "كنا في الشارع نبيع ونشتري واستهدف الطيران المدنيين الذين كانوا يشترون الطعام لأولادهم".

وفي مكان قريب وقف عناصر من "الخوذ البيضاء" وهي هيئة للدفاع المدني، وهم يوجهون جرافة لرفع الأنقاض.

وتسيطر هيئة تحرير الشام على الجزء الأكبر من محافظة إدلب وتتواجد مع فصائل إسلامية في أجزاء من محافظات مجاورة. وتخضع المنطقة لاتفاق روسي-تركي ينص على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين قوات النظام والفصائل، لم يتم استكمال تنفيذه.

وشهدت المنطقة هدوءا نسبيا بعد توقيع الاتفاق في سبتمبر/ايلول. ونشرت تركيا العديد من نقاط المراقبة لرصد تطبيق الاتفاق، إلا أن تمسك فصائل جهادية بعدم الانسحاب وتسليم أسلحتها الثقيلة وضع الاتفاق على حافة الانهيار تقريبا حيث تشهد المنطقة في الايام الأخيرة تصعيدا خطيرا من قبل قوات النظام السوري والفصائل المعارضة.

وكثفت قوات النظام منذ فبراير/شباط وتيرة قصفها قبل أن تنضم الطائرات الروسية إليها لاحقا.

وتتهم دمشق أنقرة الداعمة للفصائل بالتلكؤ في تنفيذ الاتفاق، إلا أن وزير الدفاع التركي خلوصي آكار اتهم ليل الثلاثاء النظام السوري بتهديد اتفاق وقف إطلاق النار.

ودفع القصف والمعارك منذ نهاية أبريل/نيسان نحو 200 ألف شخص إلى النزوح، بينما طالت الغارات 20 مرفقا طبيا، لا يزال 19 منها خارج الخدمة، بحسب الأمم المتحدة.

دمشق أرسلت المزيد من التعزيزات العسكرية لريف حماة لفتح جبهة جديدة
دمشق أرسلت المزيد من التعزيزات العسكرية لريف حماة لفتح جبهة جديدة