دمشق تصعد في معركة الجنوب بالبراميل المتفجرة

الجيش السوري يلقي أكثر من 12 برميلا متفجرا على أراض تسيطر عليها المعارضة في شمال درعا.
مئات المدنيين يفرون من مدينة بصر الحرير ومناطق مجاورة في درعا
مقتل أحد أفراد الجيش السوري في ضربة أميركية والبنتاغون ينفي

دمشق – قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا الجمعة إن الجيش السوري ألقى أكثر من 12 برميلا متفجرا على أراض تسيطر عليها المعارضة في جنوب غرب البلاد في أول استخدام لهذا النوع من الذخيرة هناك منذ نحو عام.

ويمثل ذلك تصعيدا في هجوم بدأه الجيش قبل أيام في المنطقة التي تقع شمال شرقي درعا وشمل حتى الآن قصفا مدفعيا واستخداما محدودا للقوة الجوية.

وقصف الجيش السوري بالمدفعية مناطق تسيطر عليها المعارضة في جنوب غرب البلاد الخميس في تصعيد مطرد من جانب الرئيس بشار الأسد الذي تعهد باستعادة المنطقة المتاخمة للأردن ومرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 12500 مدني فروا من مدينة بصر الحرير ومناطق مجاورة في محافظة درعا على مدى اليومين الماضيين. وتضاربت تقديرات مسؤولي المعارضة المسلحة عن عدد النازحين.

ومن شأن هجوم كبير للحكومة في جنوب غرب البلاد تصعيد الحرب المستمرة منذ سبع سنوات. كانت واشنطن حذرت من أنها ستتخذ "إجراءات حازمة ومناسبة" ردا على انتهاكات الحكومة لاتفاق "خفض التصعيد" الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا العام الماضي بهدف احتواء الصراع في جنوب غرب البلاد.

واتجهت دفة الحرب إلى الجنوب الغربي منذ أن سحقت قوات الجيش السوري، بدعم حاسم من حلفائه روسيا وفصائل مدعومة من إيران، ما تبقى من جيوب المعارضة قرب دمشق وحمص.

ورغم تعهد الأسد باستعادة المنطقة فإن الحملة العسكرية ستواجه تعقيدات بسبب مصالح الأردن وإسرائيل المتحالفتين مع الولايات المتحدة. وتشعر إسرائيل ببالغ القلق من دور إيران في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إنها "منزعجة بشدة من تقارير عن زيادة عمليات النظام السوري" في المنطقة.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هيذر ناورت في بيان "انتهك جيش النظام السوري ووحدات الميليشيات، وفقا لتقاريرنا، منطقة خفض التصعيد في الجنوب الغربي وبادروا بالضربات الجوية والمدفعية والهجمات الصاروخية"، وحذرت الحكومة الروسية والحكومة السورية من "تداعيات خطيرة" للانتهاكات.

ولم ينشر الجيش السوري حتى الآن سوى المدفعية التي استخدمها في الهجمات إلى جانب شن عدد قليل من الضربات الجوية. وشكل سلاح الجو عاملا حاسما في إلحاق الهزيمة بالمعارضة في مناطق مثل حلب والغوطة الشرقية.

وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء أن سلاح المدفعية في الجيش نفذ "رمايات مركزة" على مواقع لمتشددين في مدينة الحراك ومدينة بصر الحرير. وقالت وسائل إعلام رسمية إن قذائف صاروخية أطلقها مسلحو المعارضة من محافظة درعا أسفرت عن مقتل مواطنين اثنين في مدينة السويداء التي تسيطر عليها الحكومة شرقا.

وقال نسيم أبو عرة قائد قوات شباب السنة، إحدى جماعات المعارضة، "بعد الانتشار تبين نية النظام السيطرة على منطقة بصر الحرير واللجان شرق درعا" مضيفا أنه جرى تصعيد القصف "نوعا ما".

وفي سياق اخر قال قائد في التحالف الإقليمي الداعم للرئيس السوري بشار الأسد إن أحد أفراد الجيش السوري قتل في ضربة أميركية على موقع للجيش السوري قرب قاعدة أميركية تقع بالقرب من الحدود العراقية السورية.

لكن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ذكرت أن فصيلا لمقاتلي المعارضة السورية تدعمه الولايات المتحدة ويتمركز في قاعدة التنف اشتبك مساء الخميس مع "قوة معادية غير محددة" خارج "منطقة لخفض الصراع" في محيط القاعدة وأجبرها على التراجع. وأضافت أنه لا يوجد ضحايا من الجانبين.

واستعادت فصائل شيعية مسلحة تدعمها إيران السيطرة على منطقة الحدود الصحراوية منذ العام الماضي وتعرضت في أكثر من مناسبة لإطلاق نار من طيران التحالف بقيادة الولايات المتحدة لمنع تقدمها صوب القاعدة.

والتنف جزء من منطقة تعرف باسم البادية وهي عبارة عن أراض صحراوية شاسعة ذات كثافة سكانية منخفضة وتمتد حتى الحدود الأردنية والعراقية.

من ناحية أخرى، ألقت وسائل الإعلام الرسمية السورية باللوم على طيران التحالف بقيادة الولايات المتحدة في قصف لبلدة الشعفة الواقعة إلى الشمال من مدينة البوكمال قائلة إن الضربات أسفرت عن سقوط ثمانية قتلى على الأقل من المدنيين.

وقالت السلطات السورية هذا الأسبوع إن التحالف قصف موقعا للجيش السوري قرب الحدود العراقية بين البوكمال والتنف مما أودى بحياة عشرات المقاتلين الشيعة. ونفى الجيش الأميركي مسؤوليته.