دمشق تصف تركيا بالدولة المارقة والخارجة عن القانون

المعلم يتهم أنقرة بأنها أحد الرعاة الرئيسيين للإرهاب في المنطقة وارتكابها جريمة ضد الإنسانية وجرائم حرب في سوريا.
المعلم يتهم أنقرة وواشنطن بعرقلة جهود حل الأزمة السورية

دمشق - وصف وزير الخارجية السوري وليد المعلم السبت في كلمة بلاده أمام الدورة الـ75 للجمعية العامة للأمم المتحدة تركيا، بـ"الدولة المارقة والخارجة عن القانون الدولي، مستحضرا انتهاكاتها في أكثر من بلد ومنطقة.

وقال المعلم في الكلمة التي بثت عبر تقنية الفيديو، إن تركيا نقلت "الإرهابيين والمرتزقة ممن يطلق عليهم البعض اسم (المعارضة المعتدلة) من سوريا إلى ليبيا"، واتهمها بـ"الاعتداء على سيادة العراق والمتاجرة بمعاناة اللاجئين لابتزاز الدول الأوروبية ومحاولة السطو على موارد الطاقة في البحر المتوسط. لقد بات النظام التركي الحالي نظاما مارقا وخارجا عن الشرعية الدولية".

اتهم تركيا بأنها "أحد الرعاة الرئيسيين للإرهاب" في بلاده والمنطقة، وقال إنها مذنبة بارتكاب "جريمة ضد الإنسانية وجريمة حرب" لقطع المياه عن عشرات المدن التي قاومت "الاحتلال التركي".

 وشدد على أن النظام التركي في مقدمة رعاة الإرهابيين الرئيسيين في سوريا والمنطقة، وأن الإرهاب ما زال يمثل خطرا مستمرا على الاستقرار والازدهار في العالم.

وذكر أن تركيا استخدمت "العقاب الجماعي بحق مليون مدني في مدينة الحسكة وعشرات القرى المجاورة لها بسبب رفضهم الاحتلال التركي وذلك عبر قطع المياه بشكل متعمد ومتكرر عنهم وهو ما يشكل في علم القانون جريمة ضد الإنسانية وجريمة حرب".

تركيا استخدمت العقاب الجماعي بحق مليون مدني في مدينة الحسكة وعشرات القرى المجاورة لها

ولفت إلى أن "استمرار وجود القوات الأميركية والتركية غير الشرعي على الأراضي السورية هو احتلال بكل ما يتضمنه ذلك من أبعاد قانونية وأن سوريا لن تدخر جهدا لإنهاء هذا الاحتلال بالوسائل التي يكفلها القانون الدولي".

وتابع إن "الحكومة السورية لم تتخلف يوما عن الانخراط في المسار السياسي، حيث شاركنا بكل انفتاح في محادثات جنيف ومشاورات موسكو واجتماعات أستانا، ما أفضى إلى تشكيل اللجنة الدستورية وبدء عملها في جنيف".

 وأعرب عن أمله في نجاح اللجنة في صياغة الدستور، مؤكدا أن هذا النجاح لا يمكن أن يتحقق إلا بضمان عدم التدخل الخارجي في شؤونها.

وتعيش سوريا منذ العام 2011 حربا دامية بين جيش المعارضة المدعوم من قبل أنقرة وواشنطن والجيش السوري الذي تدعمه كل من روسيا وإيران، وتحول الصراع في سوريا إلى حرب إقليمية بين أطراف خارجية، وتسببت الحرب السورية في مقتل مئات الآلاف ونزوح الملايين.

وتتدخل تركيا عسكريا في سوريا منذ العام 2016 بإعلان عملية "نبع الفرات' ومن ثم عملية "غصن الزيتون" سنة 2019 ووسعت نفوذها العسكري منذ ذلك الحين في شمال شرق سوريا وأقامت ما يسمى بالمنطقة الآمنة، معلنة سيطرتها بذلك على منطقة شرق الفرات.

وتتهم السلطات التركية بارتكاب جرائم في حق المدنيين في شمال شرق سوريا، ومثل تدخلها العسكري في البلد الغارق في الحرب منذ حوالي عقد، مخالفة للقوانين الدولية، وندد المجتمع الدولي مرارا بجرائم الجيش التركي في سوريا.

كما يتهم المجتمع الدولي الرئيس السوري بشار الأسد بارتكاب جرائم حرب في حق شعبه، وفرضت الولايات المتحدة عقوبات قاسية على نظامه بسبب انتهاكاته.