دمشق تعيد السيطرة على درعا بوساطة روسية

هدوء حذر يخيم على أحياء درعا البلد بعد أن انتشر فيها الجيش السوري وفق اتفاق رعته موسكو كان قد أفضى بعد تصعيد عسكري خطير إلى إجلاء عشرات المسلحين من المدينة إلى مناطق سيطرة فصائل معارضة في شمال البلاد.
الجيش السوري يعيد فتح طرقات ورفع الأنقاض
مفاوضات لتسوية أوضاع من يرغب في تسليم سلاحه من مقاتلي المعارضة
الحياة تعود لدرعا برعاية روسية بعد موجة تصعيد

درعا (سوريا) - يخيم هدوء حذر على أحياء درعا البلد في جنوب سوريا التي انتشر فيها الجيش السوري قبل أيام، بموجب اتفاق رعته موسكو عقب تصعيد عسكري، وفق ما أظهرت جولة نظمتها وزارة الإعلام السورية.

وبدأ السكان يستعيدون الحياة بشكل طبيعي تدريجيا لكن المخاوف من تأزم الوضع تبقى قائمة بناء على تجارب سابقة.

وشهدت مدينة درعا منذ نهاية يوليو/تموز تصعيدا عسكريا بين القوات الحكومية ومجموعات مسلحة محلية، بعد ثلاث سنوات من هدوء أرسته تسوية استثنائية رعتها روسيا وأبقت بموجبها تواجد مقاتلين معارضين في مناطق عدة، بينها الأحياء الجنوبية لمدينة درعا والتي تعرف بدرعا البلد.

وتم إنشاء نقطتين عسكريتين سوريتين في منطقتي حي الأربعين ودوار المصري من أصل تسع نقاط في المناطق التي دخلها الجيش مؤخرا.

وقد شوهدت جرافات تزيل الأنقاض من بين المنازل المدمرة وتفتح الطرقات التي امتلأت بآثار المعارك والقذائف الفارغة وما خلفه القتال.

وقادت روسيا طوال الشهر الماضي مفاوضات للتوصل إلى اتفاق بين الطرفين، تم خلالها إجلاء عشرات من مقاتلي المعارضة من المدينة إلى مناطق سيطرة فصائل معارضة في شمال البلاد.

وقال مصدر عسكري رفض الكشف عن هويته في درعا للصحافيين "تموضعت تسع نقاط عسكرية في أطراف درعا البلد وبداخلها، ويجري العمل على تسوية أوضاع من يرغب من المسلحين بعد تسليم سلاحه"، مضيفا "هناك هدوء حذر وننتظر استكمال خطوات التسوية، والدولة لا تفضل الحل العسكري".

وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) الأربعاء بأن وحدات من الجيش دخلت إلى منطقة درعا البلد وأنه تم "رفع العلم الوطني والبدء بتثبيت بعض النقاط وتمشيط المنطقة إيذانا بإعلانها خالية من الإرهاب".

وجاء ذلك بعد بدء تطبيق بنود الاتفاق النهائي منذ بداية سبتمبر/أيلول وبينها دخول الشرطة العسكرية الروسية إلى درعا البلد وانتشار حواجز عسكرية للقوات الحكومية وبدء مئات من الراغبين بالبقاء في درعا من مقاتلين أو شبان متخلفين عن الخدمة العسكرية بتقديم طلبات لتسوية أوضاعهم.

ورغم غياب دوي القذائف والمدافع، إلا أن عددا قليلا من الأهالي عاد إلى منازلهم في حي المنشية "بانتظار استكمال فتح الطرقات وإعادة تأهيلها" وفق مصدر في محافظة درعا.

وعلى مدخل حي درعا البلد، توقفت سيارتان تحملان العلم الروسي وبجانبهما جنود من الشرطة العسكرية الروسية يراقبون حركة المدنيين الخفيفة.

وفي هذا الوقت كان مدنيون آخرون يجولون على دراجات نارية، بدون التحدث إلى الصحافيين.

وقال مصدر محلي في محافظة درعا للصحافيين، إن "فرني للخبز باشرا العمل خلال الساعات الماضية ويجري العمل على إنشاء نقاط صحية".

وأدى التصعيد العسكري الأخير، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى مقتل 23 مدنيا بينهم ستة أطفال و26 عنصرا من القوات الحكومية و20 مقاتلا معارضا.

ودفع التصعيد أكثر من 38 ألف شخص إلى النزوح من درعا البلد خلال نحو شهر، وفق الأمم المتحدة.