دمشق تنتهك اتفاق سوتشي وتعقد الوضع في إدلب

النظام يخرق وقف إطلاق النار عبر استهدافه المتواصل بالأسلحة الثقيلة للمناطق السكنية بالريف الجنوبي لمدينة إدلب والريف الشمالي لمحافظة حماة.
قوات النظام والمجموعات الإرهابية التابعة لإيران تستهداف بلدة جرجناز وقرى التح وسكيك والتمانعة

إدلب ـ يواصل النظام السوري استهدافه محافظة إدلب السورية منتهكا اتفاق "سوتشي" الموقع بين تركيا وروسيا بهدف وقف إطلاق النار بالمنطقة.

وفي 17 سبتمبر/ أيلول الماضي، أعلن الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، في مؤتمر صحفي بمنتجع سوتشي عقب مباحثات ثنائية، اتفاقا لإقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مناطق النظام ومناطق المعارضة في إدلب.

ويخرق النظام وقف إطلاق النار عبر استهدافه المتواصل، بالأسلحة الثقيلة، للمناطق السكنية بالريف الجنوبي لمدينة إدلب والريف الشمالي لمحافظة لحماة.

وقامت قوات النظام والمجموعات الإرهابية التابعة لإيران، الليلة الماضية وفجر الاثنين، باستهداف بلدة جرجناز وقرى التح وسكيك والتمانعة، في ريف إدلب الجنوبي، وبلدتي اللطامنة ومورك في ريف حماه الشمالي، باستخدام المدفعية الثقيلة.

وحتى الساعة (9.25 تغ)، لم ترد معلومات عن وقوع قتلى وجرحى في المناطق المستهدفة.

وفي 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، انسحبت قوات المعارضة السورية من المناطق المنزوعة السلاح، بموجب مذكرة التفاهم المبرمة بين تركيا وروسيا.

ويعد اتفاق سوتشي ثمرة لجهود تركية دؤوبة ومخلصة للحيلولة دون تنفيذ النظام السوري وداعميه هجوما عسكريا على إدلب، آخر معاقل المعارضة، حيث يقيم نحو 4 ملايين مدني، بينهم مئات الآلاف من النازحين.

وقتل 22 عنصراً في فصيل معارض الجمعة إثر هجوم شنته قوات النظام في المنطقة المنزوعة السلاح المرتقبة في ريف حماة الشمالي المحاذي لمحافظة إدلب، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن "هذه الحصيلة هي الأكبر في المنطقة المنزوعة السلاح منذ الاعلان عن الاتفاق لإقامتها" في أيلول/سبتمبر. وأشار إلى اندلاع اشتباكات عنيفة طوال الليل اثر الهجوم الذي شنته قوات النظام على موقع تابع لفصيل جيش العزة في منطقة اللطامنة.

وأسفرت الاشتباكات عن إصابة عشرات الجرحى في صفوف الفصيل، ولا تزال عملية البحث عن مفقودين مستمرة، وفق المرصد.

وتوصلت روسيا وتركيا في 17 أيلول/سبتمبر الى اتفاق على إقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب ومحيطها بعمق 15 و20 كيلومتراً، بعدما لوحت دمشق على مدى أسابيع بشن عملية عسكرية واسعة ضد آخر معاقل الفصائل المعارضة والجهادية.

وتمّ بموجب الاتفاق سحب غالبية الأسلحة الثقيلة من المنطقة المعنية، بينما لا يزال يُنتظر انسحاب الفصائل الجهادية منها وعلى رأسها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) التي لم تصدر موقفاً واضحاً من الاتفاق الروسي التركي، برغم إشادتها بمساعي أنقرة.