دهاء القيصر يهين اردوغان

وكالة روسية تكشف تسجيلا يظهر انتظار اردوغان والوفد المرافق له دقائق قبل السماح لهم بلقاء بوتين.

موسكو - لا يزال الحديث عن الاهانات التي وجهها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للرئيس التركي رجب طيب اردوغان اثر لقائهما في موسكو قبل توقيع اتفاق ادلب محط حديث وسائل الإعلام الروسية.
ونشرت وكالة انباء "روسيا 1" الحكومية فيديو مهين للرئيس التركي وهو ينتظر ضمن اعضاء وفده لدقائق في غرفة الانتظار قبل السماح له بدخول قاعة الاجتماع للقاء بوتين.
وظهر التجهم على وجه اردوغان وأعضاء فريقه وهم ينتظرون لقاء بوتين ليقوم بعد ذلك الرئيس التركي بالجلوس لنيل قسط من الراحة قبل ان يسمح لهم احد المسؤولين الروس بالدخول للاجتماع.
لكن الأكثر اهانة قبل الاجتماع ببوتين هو تعليق من الوكالة الحكومية الروسية على المشهد بالقول "أردوغان ينتظر بوتن تحت صورة سوفوروف" في إشارة الى القائد العسكري الشهير الكسندر سوفوروف زمن الامبراطورية الروسية والذي تمكن من هزيمة العثمانيين بين سنوات 1774 و1786.

وكانت وسئل الإعلام العالمية تحدثت عن الاهانة التي تعرض لها الوفد التركي الذي ظل واقفا لساعات اثناء اللقاء بين الرئيسين التركي والروسي قبل ان يقوم بوتين بمصافحتهم وكانهم طلاب مدارس.
لكن الاكثر اذلالا واهانة حسب عديد المتابعين هو وضع تمثال "كاترين الثانية" التي حكمت روسيا وقيل انها ألحقت بالعثمانيين هزائم كبيرة خلف الوفد التركي لتظهر وكانها فوق رؤوسهم.
كما تم وضع تمثال "ساعة حرب" بين بوتين واردوغان اثناء الحوار قبل انها تجسد معارك الروس ضد العثمانيين. 
واشار مراقبون ان الصور والتسجيلات التي تم تداولها اكثر اهانة وسلبية من صور جثامين الجنود الاتراك الذين قتلوا في ادلب الفترة الماضية على يد القوات السورية وانها رسالة قوية ومفعمة بالتحدي والاذلال من قبل بوتين تجاه اردوغان ووفده.

وحاولت وكالة الاناضول التركية الرسمية التقليل من اهمية الرسائل التي وجهها بوتين وسلبية الاهانة التي تعرض لها اردوغان بالقول ان صورة التمثال قديمة وان الرئيس بوتين استقبل قيادات وزعامات عالمية بوجود نفس التمثال.
وكان الاتفاق الذي توصل اليه الطرفان التركي والروسي قد بدا تنفيذه ليلة الخميس الجمعة لاحتواء صراع أدى إلى نزوح نحو مليون شخص في غضون ثلاثة أشهر في شمال غرب سوريا ومقتل نحو 60 جنديا تركيا في شهر فبراير/شباط لوحده، وفق حصيلة معلنة.
وانهارت عدة اتفاقات سابقة لإنهاء القتال في إدلب. وعبر محللون وسكان عن مخاوفهم من أن يلقى الاتفاق الأخير نفس المصير لأنه لم يتناول الأزمة الإنسانية أو الحماية الجوية بأي تفصيل.
ولكن رغم ذلك شهدت ادلب هدوء حذرا لم يخلو من اشتباكات متقطعة في بعض الاحيان.