دول أوروبية تخطط لافتتاح قنصليات في الصحراء المغربية

زخم دبلوماسي مغربي يمهد للمزيد من الاعترافات الدولية بسيادة المغرب كاملة على صحرائه مع اتجاه دول أوروبية لافتتاح قنصليات وبعثات دبلوماسية في مدينتي العيون والداخلة.
واشنطن تفتح بعثة دبلوماسية افتراضية في الصحراء المغربية
البرتغال وايطاليا وألمانيا دول مرشحة لافتتاح قنصليات في الصحراء المغربية
اعتراف واشنطن بسيادة المغرب على صحرائه يحفز دولا أوروبية على خطوات مماثلة
اتصالات بين الرباط ودول آسيوية لافتتاح ممثليات دبلوماسية في الأقاليم الجنوبية للمغرب

الرباط/واشنطن - تدرس عدة دول أوروبية افتتاح قنصليات لها في الصحراء المغربية في خطوة تشكل نجاحا آخر لدبلوماسية 'القنصليات' التي دشنها المغرب منذ فترة على طريق تعزيز سيادته على صحرائه.

وتأتي هذه التطورات بينما أعلنت الولايات المتحدة الخميس فتح بعثة دبلوماسية "افتراضية" في الصحراء المغربية عقب اعترافها بسيادة المغرب على الإقليم المتنازع عليه، في انتظار فتح قنصلية "قريبا".

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن بداية ديسمبر/كانون الأول الاعتراف بسيادة المغرب على المنطقة الصحراوية التي يطالب بها انفصاليو جبهة البوليساريو المدعومون من الجزائر.

وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الخميس على تويتر "يسعدني أن أعلن انطلاق مسار فتح قنصلية للولايات المتحدة في الصحراء المغربية".

وأضاف في بيان أنه سيتم "افتتاح مركز حضور افتراضي فورا" على أن "تتلوه قريبا قنصلية"، من دون أن يحدد جدولا زمنيا لفتحها.

وتابع أن "الحضور الافتراضي سيعتمد على سفارة الولايات المتحدة في الرباط" وسيولي "اهتماما خاصا بتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية".

وأعاد الوزير الأميركي تأكيد أن واشنطن "تواصل دعم المفاوضات السياسية لحل الخلافات بين المغرب والبوليساريو، في إطار خطة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب".

وبعد زخم دبلوماسي تُوج بافتتاح دول افريقية وعربية قنصليات في مدينتي الداخلة والعيون بالأقاليم الجنوبية للمملكة، وبعد الاعتراف الأميركي بمغربية الصحراء، بدأت حكومات غربية تفكر في تدشين ممثليات دبلوماسية لها في المنطقة الإستراتيجية التي باتت تمثل بعد جهود مغربية لتحويلها لقطب عالمي للاستثمار، بوابة رئيسية للعمق الافريقي.

وبحسب تقرير نشره موقع 'هسبريس' الإخباري المغربي نقلا عن تقارير إعلامية اسبانية، فإن هناك اتصالات سياسية بين المغرب وعدة دول أوروبية تتركز على فتح قنصليات في الصحراء المغربية وأن هناك أيضا اتصالات بين الرباط ودول الآسيوية في الأسابيع الأخيرة حول الموضوع ذاته.

وأشارت التقارير الإعلامية الاسبانية إلى أن عدد من البلدان الأوروبية المرشحة لفتح قنصليات في الصحراء المغربية.

وفي الوقت الراهن فإن إيطاليا والبرتغال هما البلدان الأكثر ترشيحا لافتتاح هيئات قنصلية عامة بالأقاليم الجنوبية للمملكة.

وحفز الاعتراف الأميركي بمغربية الصحراء وأيضا دبلوماسية الهدوء والواقعية والعقلانية التي تعاملت في إطارها المملكة المغربية في مواجهة استفزازات جبهة البوليساريو الانفصالية في معبر الكركرات وتتويج تلك الاستفزازات والانتهاكات بخروقات أكبر عبر التحلل من اتفاق وقف إطلاق النار، دولا من الاتحاد الأوروبية لايجاد موطئ قدم دبلوماسي لها في الصحراء.

الممثليات الدبلوماسية في الأقاليم الجنوبية للمغرب
الممثليات الدبلوماسية في الأقاليم الجنوبية للمغرب

وبناء على الاتفاق الثلاثي المغربي الإسرائيلي الأميركي، من المنتظر أن تفتتح الولايات المتحدة قنصلية عامة لها في مدينة الداخلة بعد اعترافها بسيادة المغرب على صحرائه.

وافتتاح قنصليات وممثلات في الأقاليم الجنوبية مدفوع أيضا بمصالح اقتصادية وباستطلاع فرص الاستثمار الواعد في تلك المنطقة الإستراتيجية.

وكان المغرب والاتحاد الأوروبي قد وقعا في فبراير/شباط 2019 اتفاقية جديدة للصيد البحري تشمل الصحراء المغربية وهو الاتفاق الذي رفضته البوليساريو كونه يعزز مغربية الصحراء وسيادة المملكة على بحارها في المنطقة المتنازع عليها.

وتسمح تلك الاتفاقية لنحو 128 باخرة صيد أوروبية بممارسة نشاطها في المياه الإقليمية المغربية، فيما تغطي تلك الاتفاقية طول الساحل الأطلسي للمغرب الممتد من كاب سبارطيل قرب طنجة في شمال المملكة حتى الرأس الأبيض بجنوب البلاد على الحدود الموريتانية.

وبحسب المصدر ذاته تطرق اللقاء الذي تمّ بين وزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة ونظيره الإيطالي لويجي دي مايو إلى افتتاح ممثليات دبلوماسية في الصحراء المغربية.

وفي استكمال لاجتماع سابق في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أجرى ناصر بوريطة مباحثات مع نظيره الايطالي لتعزيز الشراكة الثنائية.  

ومن المتوقع أيضا أن تنضم البرتغال إلى لائحة البلدان التي تعتزم تدشين قنصليات عامة في الأقاليم الجنوبية للمملكة بناء على اتصال هاتفي أجراه المشرف على الجهاز الدبلوماسي البرتغالي أوغوستو سانتوس سيلفا مع وزير الخارجية المغربي جرى خلاله بحث ما استجد من تطورات في العملية الأمنية المغربية التي أعادت فتح معبر الكركرات دون أن ينجر المغرب لمواجهات مسلحة مع البوليساريو بالرغم من أنه كان قادرا على توجيه ضربة موجعة للانفصاليين.

ومن المتوقع أيضا أن تنضم ألمانيا إلى قائمة دول افتتحت قنصليات في العيون أو تعتزم في القريب افتتاح بعثات دبلوماسية، حيث أن لبرلين استثمارات سابقة في مدينة العيون وتسعى للبحث عن تأمين مصالحها الاقتصادية في المنطقة.