دول الخليج تعزز حوارها الاستراتيجي مع روسيا رغم المخاوف الأميركية

الجولة السادسة من الحوار في موسكو تتناول تعزيز التعاون المشترك في مختلف القطاعات لا سيما الاقتصادية والاستثمارية والتجارية والسياحية.
لافروف بتفق مع الوزراء الخليجيين على أهمية الالتزام بقواعد القانون الدولي في حل الصراعات
وزير الخارجية السعودي يشدد في لقاء مع لافروف على ضرورة توطيد العلاقات الثنائية
وزراء خارجية روسيا ومجلس التعاون الخليجي يتفقون على تطوير سلاسل توريد الطاقة

موسكو - بحثت الجولة السادسة من الحوار الاستراتيجي بين روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي الإثنين سبل دعم وتعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات بما في ذلك الطاقة حيث باتت روسيا تمتلك نفوذ هاما في المنطقة الخليجية ما يثير قلق الولايات المتحدة التي تعمل على عزل موسكو دولي بسبب الحرب في أوكرانيا.
وحققت روسيا كما هو الحال مع الصين اختراقا هاما في منطقة تعتبر حساسة واستراتيجية للقوى الغربية وخاصة الولايات المتحدة حيث طورت شراكاتها مع عواصم خليجية في ظل المخاوف والقلق الاميركي المتصاعد.
وشارك في الحوار إلى جانب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وزراء خارجية الدول الست الممثلة في مجلس التعاون الخليجي وهي: السعودية، وقطر، والإمارات، والبحرين، والكويت، وسلطنة عمان.
وذكرت الخارجية العمانية في بيان في ختام الجولة التي انطلقت في وقت سابق الإثنين على مستوى وزراء الخارجية في العاصمة الروسية موسكو أن "السلطنة ممثلة بوزارة الخارجية ترأست في الاجتماع الوزاري المشترك والحوار الاستراتيجي السادس بين وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية و لافروف وزير خارجية روسيا الاتحادية".
وأضافت "تناول الاجتماع استعراض العلاقات الثنائية بين دول المجلس وروسيا الاتحادية، وسبل دعم وتعزيز التعاون المشترك في مختلف القطاعات التي تهم الجانبين، لا سيما الاقتصادية والاستثمارية والتجارية والسياحية".

كما تم تبادل الرؤى، وفق البيان، حول عدد من القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك والتأكيد على أهمية الالتزام بقواعد القانون الدولي في حل الصراعات وانتهاج سبل الحوار والوسائل السلمية واحترام سيادة الدول واستقلالها صونا لسياسة حسن الجوار والتعايش السلمي ترسيخا للأمن والاستقرار والسلام على الصعيدين الاقليمي والدولي.
من جانبه أكد لافروف في مؤتمر صحفي في ختام الجولة على أهمية التعاون بين روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي، مشيرا إلى توفر الإمكانيات التي تساعد في عمليات تطوير هذا التعاون.
وفي السياق، أعرب لافروف عن ترحيب بلاده بـ"التقارب بين دول الخليج وإيران".
كما أشار إلى أن روسيا "تدعم الحل السياسي الشامل في سوريا والبدء في إعادة الإعمار".
كما بحث وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان، الإثنين، مع نظيره الروسي سبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين وتطوير العلاقات الثنائية وفق وكالة أنباء السعودية الرسمية (واس).
وقالت الوكالة إن "الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودية، التقى مع وزير خارجية روسيا لافروف، وذلك على هامش الاجتماع الوزاري المشترك بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وروسيا".
وأضافت أنه "جرى خلال اللقاء استعراض علاقات الصداقة التاريخية والتعاون الاستراتيجي بين البلدين والشعبين الصديقين، وسبل تعزيزها وتطويرها في المجالات كافة".
وتابعت "كما ناقش الوزيران توطيد العمل الثنائي متعدد الأطراف فيما يخص العديد من الملفات ذات الاهتمام المشترك".

ونقلت وكالة تاس للأنباء عن بيان مشترك صدر اليوم الاثنين أن وزراء خارجية روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي اتفقوا على العمل على تطوير سلاسل توريد موارد الطاقة في وقت تتعزز فيه الشراكة والتنسيق فيما يتعلق بانتاج النفط حفاظا على استقرار السوق.

وتنظر الولايات المتحدة بكثير من القلق التقارب الخليجي الروسي وتمارس ضغوطا على عواصم خليجية بما فيها الرياض لخفض انتاج النفط ضمن اوبك+ لكن السعودية تؤكد ان قرار تخفيض الانتاج هو قرار اقتصادي بحت.
ولكن رغم ذلك لا يخفى حجم التقارب بين البلدين والذي وصل الى مستوى تعزيز التعاون العسكري وهو ما ترفضه واشنطن التي تعتبر المنطقة حساسة وهامة جيوسياسيا بالنسبة لها.

وعقدت الجولة الأولى من الحوار الاستراتيجي بين روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي، في العاصمة السعودية الرياض عام 2017.