
دول المنطقة تتأهب للرد الإيراني في أي لحظة
القاهرة - تتأهب دول المنطقة لرد إيران ووكلائها في المنطقة على اغتيال اسماعيل هنية زعيم حركة حماس في طهران والقيادي في حزب الله فؤاد شكر في ضربة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وتخشى العديد من الدول من تأثير التصعيد المحتمل على المنطقة وتستعد لأي هجوم، إذ تشهد حركة الطيران انخفاضا ملحوظا، وأكدت وزارة الطيران المدني المصرية الأربعاء في بيان إرسالها مذكرة لجميع شركات الطيران المصرية بتفادي التحليق في المجال الجوي الإيراني يومي الخميس والجمعة 7:30 بتوقيت طهران بسبب تدريبات عسكرية.
وتجد إسرائيل نفسها الآن أمام خطر حرب متعددة الجبهات، حيث تواجه حماس وحزب الله والحوثيون في اليمن وجميعها مدعوم وممول من إيران عدوها اللدود.
واستعدادا لهجمات محتملة من قبل إيران وحزب الله، زار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي قاعدة سلاح الجو الإسرائيلي في تل نوف الأربعاء، برفقة قائد القاعدة العميد أرييل ديان وضباط كبار آخرين.
وخلال الزيارة، اطلع قادة السرب هاليفي على الأنشطة العملياتية والتقييمات وجاهزية الوحدة. كما التقى هاليفي بأفراد الخدمة الفعلية والاحتياط من السرب والوحدات الأساسية.
وقال هاليفي للجنود حسبما جاء في بيان صدر عن المتحدث باسمه "سنسعى جاهدين للعثور عليه ومهاجمته واستبدال رئيس المكتب السياسي (لحماس) مجددًا".
وأشار إلى تعيين يحيى السنوار خلفا لإسماعيل هنية، قائلا "المسمى الوظيفي الجديد للسنوار لن يثنينا عن البحث عنه وقتله".
وأفادت وكالة أنباء "إرنا" الإيرانية الأربعاء أنه تم تجهيز مواقع ومنصات الدفاع الجوي للمنطقة الشرقية للجيش الإيراني بأنظمة رادارية وصاروخية وطائرات مسيرة محلية بحضور قائد قوات الدفاع الجوي علي رضا صباحي فرد.
وخزنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية إمدادات من الدم في مركز محصن تحت الأرض وتخلصت المصانع من المواد الخطرة وتعكف سلطات المجالس البلدية على تفقد الملاجئ والتأكد من كفاية إمدادات المياه ترقبا لهجوم تهدد به إيران ووكلاؤها.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأربعاء أثناء مقابلة مع مجندين جدد في الجيش "أعلم أن مواطني إسرائيل في حالة تأهب، وأطلب منكم شيئا واحدا هو التحلي بالصبر ورباطة الجأش". وأضاف "مستعدون للدفاع والهجوم، نضرب أعداءنا وعازمون أيضا على الدفاع عن أنفسنا".
وأعلن الجيش حالة التأهب القصوى، وعزز في مطلع الأسبوع نظامه الوطني لصفارات الإنذار من الغارات الجوية وبث التنبيهات لتشمل رسائل نصية تصل إلى السكان في المناطق المستهدفة.
ونصحت مجالس محلية كثيرة السكان بالحد من الأنشطة غير الضرورية والبقاء بالقرب من المناطق المتمتعة بالحماية من الغارات وبتجنب التجمعات الكبيرة.
وقال يائير زيلبرمان، مدير إدارة الأمن وخدمات الطوارئ في حيفا إن الملاجئ العامة زُودت بأنظمة رقمية يمكن تشغيلها عن بعد أثناء هجوم كما يجري تجهيزها بمولدات كهربائية. وأضاف زيلبرمان أن السلطات وافقت على جعل عدد من مرائب السيارات تحت الأرض ملاجئ مؤقتة تسع آلاف السكان إذا لزم الأمر.

في مدينة الرملة وسط إسرائيل، تجمع خدمة الإسعاف الوطنية "جمة داوود الحمراء" تبرعات الدم في مركز خدمة تحت الأرض تحميه جدران خرسانية سميكة جدا وأبواب مقاومة للانفجارات وغرف معادلة الضغط.
وقال أرييه مايرز من نجمة داوود الحمراء "تلقينا تهديدات من إيران، وتهديدات من حزب الله… هجمات صاروخية ضخمة، وتهديدات هائلة لدولة إسرائيل، ونريد أن نتأكد من أننا مستعدون لأي شيء".
وأجرت وزارة حماية البيئة الخميس الماضي تقييما للوضع لتحديد أفضل السبل لحماية المصانع التي بها مواد قد تكون خطيرة في حال استهدافها بضربة صاروخية، أو كيفية التعامل مع هجوم على مبنى يحتوي على مادة الأسبستوس.
وصرحت القوات المسلحة إن قيادة الجبهة الداخلية على اتصال دائم مع المصانع والسلطات المحلية للحصول على "صورة كاملة لمستويات المخزون من المواد الخطرة".
وأفادت مجموعة بازان التي تدير في حيفا واحدة من أكبر مصافي النفط في شرق المتوسط إنها "تعمل على الحفاظ على أمن الطاقة واستمرار إمدادات الوقود للاقتصاد"، وتستعد السلطات أيضا لاحتمال حدوث عمليات سحب جماعية للنقد.
بدوره، أفاد بنك إسرائيل "مخزون الأوراق النقدية والعملات المعدنية في بنك إسرائيل والنظام المصرفي سيكون كافيا وفقا لكل التوقعات المنظورة".
ويُحمّل الجيش الإسرائيلي شكر مقتل 12 فتى وفتاة في مجدل شمس في هضبة الجولان المحتلة في ضربة صاروخية نفى حزب الله مسؤوليته عنها.
وقال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الثلاثاء إن حزبه وإيران "ملزمان بالردّ" على إسرائيل "أياً تكن العواقب".
وشدّدت طهران خلال الاجتماع الذي عقد بدعوة من إيران والفلسطينيين، على حقّها "الأصيل بالدفاع عن النفس" والردّ على اغتيال هنية على أرضها.
ويزداد التصعيد والخوف من اتساع رقعة الحرب الدائرة في قطاع غزة المحاصر والمدمر في حين تتعثر جهود الوسطاء في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بعد مقتل نحو أربعين ألف شخص وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.
وتعزّز الدول الوسيطة الولايات المتحدة وقطر ومصر المساعي الدبلوماسية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
وأعلن البيت الأبيض الأربعاء أن إسرائيل وحركة حماس ما زالتا قريبتين من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، على الرغم من تزايد المخاوف من نشوب حرب إقليمية في أعقاب اغتيال هنية.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي للصحافيين "نحن قريبون أكثر من أي وقت مضى حسبما نعتقد" من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس.
والثلاثاء، قال البيت الأبيض إن المفاوضات التي تتوسط فيها الولايات المتحدة وقطر ومصر "وصلت إلى مرحلتها النهائية"، لكنه لم يذكر تفاصيل.
واعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الثلاثاء أن "السنوار كان وما زال صانع القرار الرئيسي في ما يتعلق بإبرام وقف لإطلاق النار" في قطاع غزة.
وللمرة الأولى، حضّ بلينكن إيران وإسرائيل علنا على عدم التصعيد بقوله "لا يجب أن يصعّد أحد هذا النزاع. نحن منخرطون في (جهود) دبلوماسية مكثّفة مع حلفاء وشركاء، لنقل هذه الرسالة مباشرة إلى إيران. لقد نقلنا تلك الرسالة مباشرة إلى إسرائيل".
وحث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء نظيره الإيراني مسعود بزشكيان على "الخروج من منطق الانتقام" و"بذل كل ما في وسعه لتجنّب تصعيد عسكري جديد" في المنطقة، بعد اغتيال هنية.
ودعا الرئيس الإيراني من جهته خلال اتصاله مع ماكرون الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية للتوقف عن دعم إسرائيل.
وقال بزشكيان "إن كانت أميركا والدول الغربية تريد الحيلولة دون اندلاع الحرب وانتشار التدهور الأمني في المنطقة، ولاثبات مزاعمها، يتعيّن عليها على الفور أن توقف مبيعات السلاح والدعم للكيان الصهيوني".
في قطاع غزة، أعرب فلسطينيون أنهكتهم الحرب عن قلقهم وتشاؤمهم بعد تعيين السنوار الذي كان يعيش في قطاع غزة، خلفا لاسماعيل هنية الذي استقر في قطر.
وقال محمد الشريف النازح من مدينة غزة إلى دير البلح في الوسط "إنه مقاتل. كيف ستتم المفاوضات؟". أما هاني القانوع فقال إن السنوار "قد يؤثر إيجابا على المفاوضات… كون ان السنوار يعيش داخل قطاع غزة بين الشعب تحت الحصار".
وعلى مدى عشرة أشهر كاملة، لم يتوقف القصف والغارات والمعارك سوى لأقل من أسبوع، واصل بعدها الجيش الإسرائيلي هجماته البرية والجوية ضد المقاتلين الفلسطينيين ولا سيما من حركة حماس التي سيطرت على غزة في العام 2007. وكلما أنهى الجيش عمليته في منطقة ما وانسحب منها، عاد وأعلن دخولها ومواصلة المعارك مع المقاتلين. والأربعاء قال إنه ينشط في وسط القطاع حيث أعلن القضاء على العديد من المقاتلين.