دول عربية على خطى الإمارات في إعادة فتح سفاراتها في دمشق

الكويت تتوقع أن تشهد الأيام القادمة انفراجات في العلاقات العربية مع سوريا على طريق إعادة تفعيل العمل الدبلوماسي لمواجهة التمدد الإيراني التركي في الساحة السورية.

اجتماع مرتقب للمندوبين الدائمين بالجامعة العربية
غالبية الدول العربية تدعم قرار عودة العلاقات مع سوريا

الكويت - قالت الكويت اليوم الاثنين إنها تتوقع فتح المزيد من السفارات العربية في العاصمة السورية دمشق خلال "الأيام المقبلة"، مضيفة أن هذه الخطوة تحتاج إلى ضوء أخضر من جامعة الدول العربية التي علقت عضوية سوريا قبل سبع سنوات.

وتسعى دول عربية منها بعض الدول التي كانت في وقت ما تدعم المعارضة السورية، إلى التصالح مع الرئيس السوري بشار الأسد بعد المكاسب الحاسمة التي حققتها قواته في الحرب.

والهدف من تلك الجهود الدبلوماسية هو تعزيز نفوذ تلك الدول في سوريا لمواجهة التمدد التركي الإيراني في سوريا.

وأعادت الإمارات فتح سفارتها في دمشق يوم الخميس الماضي. كما أعلنت البحرين يوم الجمعة "استمرار العمل في سفارة مملكة البحرين لدى الجمهورية العربية السورية الشقيقة علما بأن سفارة الجمهورية العربية السورية لدى مملكة البحرين تقوم بعملها" بحسب بيان لوزارة الخارجية البحرينية.

الغياب العربي عن الساحة السورية أتاح فرصة لإيران لتعزيز نفوذها على غرار ما حدث سابقا في العراق

وقال نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجارالله إن الكويت لا تزال ملتزمة بقرار الجامعة العربية وإنها ستعيد فتح سفارتها في دمشق عندما تسمح الجامعة بذلك.

وقال "الكويت ملتزمة بقرار الجامعة العربية في هذا الشأن وسفارتها لن تعود لفتح أبوابها إلا بقرار من الجامعة العربية بعودة العلاقات مع سوريا".

وذكرت وكالة الأنباء الكويتية أن الجارالله "توقع حدوث انفراجات في العلاقات الخليجية والعربية مع الجمهورية السورية خلال الأيام القليلة المقبلة بما فيها إعادة فتح السفارات في دمشق".

ومن المقرر عقد اجتماع للمندوبين الدائمين بالجامعة العربية في القاهرة في السادس من يناير/كانون الثاني 2019. وكانت دول الخليج العربية قد دعمت المعارضة السورية المعتدلة.

وعلى خلاف ما قامت به الدول المجاورة لها، أبقت الكويت سفارة سوريا في العاصمة مفتوحة ورفضت تسليح المعارضة رغم أن مانحين من جهات خاصة في الكويت أرسلوا أموالا إلى جماعات المعارضة المسلحة في سوريا.

كما قادت الكويت حملة لجمع الأموال لصالح أغراض إنسانية في سوريا وذلك من خلال الأمم المتحدة.

وقال دبلوماسي عربي طلب عدم نشر اسمه الأسبوع الماضي، إنه يعتقد أن غالبية الدول الأعضاء في الجامعة العربية تدعم قرار عودة العلاقات مع سوريا.

وجرى تعليق عضوية سوريا في الجامعة عام 2011 ردا على حملة الحكومة على احتجاجات ما بات يعرف بالربيع العربي. ويتعين توافق الدول الأعضاء لإلغاء تعليق العضوية.

مقعد سوريا شاغرا منذ قرار الجامعة العربية تجميد عضوية دمشق في نوفمبر 2011
مقعد سوريا شاغرا منذ قرار الجامعة العربية تجميد عضوية دمشق في نوفمبر 2011

وقال الرئيس السوداني عمر البشير اليوم الاثنين، إن بلاده تبذل "جهدا كبيرا في رأب صدع الصف العربي، بعودة سوريا الشقيقة إلى الحضن العربي".

وفي 16 ديسمبر/كانون الأول الجاري، التقى الرئيس السوداني بنظيره السوري بشار الأسد، كأول رئيس عربي يزور دمشق منذ 2011.

وأضاف البشير في خطاب بمناسبة احتفالات بلاده بذكرى الاستقلال الـ63  أن "السودان ظل عبر علاقاته الخارجية، يرعى قيم التعاون والإخاء وحسن الجوار، وتعزيز دعائم السلم والأمن الدوليين".

وأشار إلى أن بلاده "تسهم بجهود مخلصة في تعزيز العمل العربي المشترك وآليات التضامن العربي والإسلامي وشكلت حضورا فاعلا في تحقيق الاستقرار ودعم الشرعية في اليمن".

وتابع "نبذل جهدا كبيرا في رأب صدع الصف العربي، بعودة سوريا الشقيقة إلى الحضن العربي".

وقال أيضا "تشهد منطقتنا استقطابا حادا وتدخلات غير مسبوقة، إلا أننا استطعنا أن نحافظ على علاقات خارجية متوازنة مع كل المحيط الإقليمي والدولي تقوم على مبادئ العدالة والتعاطي الإيجابي مع قضايا المنطقة تحفظ مصالح البلاد الوطنية والقومية".

وقررت الجامعة العربية في نوفمبر/تشرين الثاني 2011 تجميد مقعد سوريا على خلفية لجوء بشار الأسد إلى الخيار العسكري لإخماد الاحتجاجات الشعبية المناهضة لحكمه.