ذكاء اصطناعي على دراية بالآثار الجانبية للأدوية

فيما تعد عملية اختبار الآثار الجانبية لكل دواء إذا تم تناوله مع أدوية أخرى مستحيلة عمليًا، فإن نظاما على الكمبيوتر يجعل الأمر ممكنا.
اختبار الآثار الجانبية لكل عقار يتطلب ما يزيد عن 5 آلاف تجربة
نوع من الذكاء الاصطناعي يعمل على غرار الدماغ للتنبؤ بالعواقب

واشنطن - استعان باحثون أميركيون بالذكاء الاصطناعي لرصد الآثار الجانبية لتناول دواءين معًا على الجسم، للحد من تفاعلات الأدوية وآثارها الجانبية الضارة.
الدراسة أجراها باحثون بجامعة ستانفورد الأميركية، وعرضوا نتائجها أمام مؤتمر الجمعية الدولية لعلم الأحياء، الذي اختتم أعماله الثلاثاء، بمدينة شيكاغو الأميركية.
وأوضح الباحثون أن الأطباء على دراية بالآثار الجانبية التي قد تنشأ عن دواء بعينه، لكنهم قد لا يدركون الآثار المترتبة عن هذا العقار إذا تناوله المريض مع عقار آخر.

 يساعد الأطباء على اتخاذ قرارات أفضل بشأن الأدوية التي يمكن وصفها، ويقوم بدراسة تأثير العقاقير المختلفة على الأجهزة الخلوية الأساسية في أجسادنا

وأشار الباحثون أن عملية اختبار الآثار الجانبية لكل دواء إذا تم تناوله مع أدوية أخرى مستحيلة عمليًا، لأن كل عقار واحد يتطلب ما يزيد عن 5 آلاف تجربة.
لكن هذه العملية قد تكون ممكنة، حسب فريق البحث، عبر الاستعانة بعلوم الكمبيوتر، ونظام الذكاء الصناعي للتنبؤ وليس مجرد تتبع الآثار الجانبية المحتملة.
ويمكن لهذا النظام، الذي يدعى "ديكاتون"، أن يساعد الأطباء على اتخاذ قرارات أفضل بشأن الأدوية التي يمكن وصفها، ومساعدة الباحثين على إيجاد مزيج أفضل من الأدوية.
ويقوم النظام الجديد بدراسة تأثير العقاقير المختلفة على الأجهزة الخلوية الأساسية في أجسادنا، استنادًا إلي شبكة ضخمة تضم كيفية تفاعل أكثر من 19 ألف بروتين في أجسامنا مع بعضها البعض، وكيف تؤثر العقاقير المختلفة على هذه البروتينات.
وباستخدام أكثر من 4 ملايين ارتباط معروف بين الأدوية والآثار الجانبية، قام الفريق بعد ذلك بتصميم طريقة لتحديد كيفية ظهور الآثار الجانبية بناءً على كيفية استهداف الأدوية لبروتينات مختلفة.

ذكاء اصطناعي على دراية بالآثار الجانبية للأدوية
الكثير من المرضى يتناولون أكثر من دواء

وللقيام بذلك، تحول الفريق إلى ما يسمى بـ"التعلم العميق"، وهو نوع من الذكاء الاصطناعي الذي يعمل على غرار الدماغ لاستنتاج الآثار الجانبية للأدوية والتنبؤ بالعواقب.
وعلى سبيل المثال، لم يكن هناك أي إشارة في بيانات الفريق إلى أنه إذا تناول المريض عقار "أتورفاستاتين" لعلاج ارتفاع مستويات الكوليسترول، وعقار "أميلوديبين"، وهو دواء لضغط الدم، يمكن أن يؤدي إلى التهاب في العضلات، حيث نجح النظام الجديد في التنبؤ بهذا الأثر الجانبي الذي ثبت صحته.
وفي الوقت الحالي، لا ترصد النظام سوى الآثار الجانبية المرتبطة بتناول عقارين معا، لكن فريق البحث يأمل في المستقبل، أن يتمكن النظام من التنبؤ بالآثار الجانبية لأكثر من عقار.
وحسب تقديرات بحثية، فإن 23% من الأميركيين تناولوا أكثر من دواء خلال الشهر الماضي وحده، وأن 39% من المرضى فوق سن 65 يتناولون 5 عقاقير أو أكثر في آن واحد.