رؤساء دول الساحل يبحثون في قمة طارئة سبل مكافحة الإرهاب

دول مجموعة الساحل الإفريقي الخمس يعقدون قمة أمنية بعد مقتل 71 جنديا في النيجر في واحدة من أكثر الهجمات دموية في الآونة الأخيرة.
بوكو حرام تقتل 19 من الرعاة في هجوم إرهابي شمال شرق نيجيريا
باريس تحذر من تشكل "قوس" إرهابي يمتد من الساحل الإفريقي إلى الشرق الأوسط

نيامى - يعقد الأحد رؤساء دول مجموعة الساحل الخمس في نيامي، قمة طارئة لبحث سبل مكافحة الإرهاب في المنطقة بعد مقتل 71 جنديا في النيجر الثلاثاء في واحدة من أكثر الهجمات دموية في الآونة الأخيرة.

وانحنى رؤساء دول مجموعة الساحل الخمس (مالي وبوركينا فاسو والنيجر وموريتانيا وتشاد)، أمام أضرحة الجنود الذين قتلوا في هجوم إرهابي الثلاثاء في النيجر، قبل عقد قمتهم الاستثنائية في هذا البلد.

وأعلن رؤساء مجموعة الساحل السبت أن قمة استثنائية ستعقد من أجل "التشاور"، بعد الهجوم الأكثر دموية في هذا البلد الفقير.

وعلى خلفية هذه الهجمات الإرهابية، حذر وزير الخارجية الفرنسي الأحد، من أن المجموعات الإرهابية في منطقة الساحل المرتبطة خصوصا بتنظيم الدولة الإسلامية، بصدد تشكيل "قوس" نحو تشاد ونيجيريا قد "يمتد" حتى الشرق الأوسط.

وقال جان ايف لودريان لإذاعة فرنسا الدولية "هذا التهديد الإرهابي هو هنا دائم، وهناك قوس من المجموعات الإرهابية في طور التشكل".

وأضاف لودريان "هناك خطر لتمدد هذه المجموعات الإرهابية نحو تشاد ونيجيريا".

وتابع "هناك أيضا المجموعات الإرهابية الناشطة في ليبيا، فكل ذلك يشكل قوسا من المجموعات الإرهابية، يمكن أن تصل حتى الشرق الأوسط".

إلى ذلك دافع وزير الخارجية عن ضرورة عقد قمة مع قادة دول الساحل الخمس في يناير/كانون الثاني في فرنسا، بحيث "يوضحون" مواقفهم من قوة برخان الفرنسية للتصدي للجهاديين.

ونفى الشائعات التي تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي في منطقة الساحل في شأن قوة برخان وسبب تشكيلها، على وقع اتهامات بأنها تدافع أولا عن المصالح الفرنسية في المنطقة.

وقال "ليس هناك مصالح اقتصادية تستدعي تدخلا عسكريا وهذا ليس أسلوبنا. نحن هناك فقط لمحاربة الارهاب".

ونفّذ مئات الجهاديين الثلاثاء هجوماً استمرّ لساعات عدة على معسكر إيناتس في غرب النيجر، قرب الحدود مع مالي ما أسفر عن 71 قتيلاً من الجنود وعدد من المفقودين وتسبب بنكسة غير مسبوقة للجيش النيجري.

وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية الهجوم بحسب مرصد سايت الأميركي، معلنا أن "جنود الخلافة هاجموا قاعدة ايناتيس العسكرية، وسيطر الإرهابيون عليها لساعات عدة"، لافتا إلى سقوط "مئة قتيل" في صفوف الجيش النيجري.

وتتكرر هجمات الجهاديين في منطقة الساحل وخصوصا في مالي والنيجر وبوركينا فاسو، رغم تشكيل قوة عسكرية إقليمية وانتشار آلاف الجنود الفرنسيين من قوة برخان إضافة إلى عسكريين أميركيين.

وأعلنت النيجر الحداد الوطني ثلاثة أيام من الجمعة إلى الأحد.

وفي نيجيريا وامتدادا لهجمات التنظيمات الإرهابية المتواترة في منطقة الساحل الإفريقي، أعلنت مصادر إعلامية أن عناصر جماعة بوكو حرام الإسلامية المتطرفة قتلت السبت 19 من رعاة الماشية في شمال شرق نيجيريا.

وطارد رعاة من الفولاني، الذين تعرضوا لعدة هجمات مسلحة استهدفت ماشيتهم، عناصر بوكو حرام وتبادلوا إطلاق النار معهم خارج قرية فوهي قرب منطقة نغالا عند الحدود مع الكاميرون.

وقال زعيم ميليشيا مناهضة للجهاديين يدعى عمر كاشالا "قتل المتمردون 19 من رعاة الماشية خلال المعارك".

وأضاف أن أعضاء ميليشياته أحضروا جثث الرعاة المقتولين إلى الشرطة.

وأكد أحد سكان المنطقة أبو بكر يوسف، أن عناصر بوكو حرام أحرقوا منازل ومواد غذائية في فوهي، مشيرا إلى أنه رأى جثث الرعاة في مركز الشرطة.

واستهدفت عناصر بوكو حرام بشكل متزايد المزارعين والرعاة، متهمين إياهم بالتجسس وتزويد الجيش والميليشيات المحلية التي تقاتلهم بالمعلومات.

واستحوذوا كذلك على الماشية التي تحمل قيمة كبيرة في المنطقة، لتمويل عملياتهم.

وتنشط بوكو حرام وتنظيم الدولة الإسلامية في المناطق المحيطة بنغالا وبلدة غامبرو القريبة.

وركّز تنظيم الدولة الإسلامية في غرب إفريقيا، على استهداف المنشآت العسكرية والجنود منذ 2018، بينما يعرف عن عناصر بوكو حرام تنفيذهم هجمات ضد المدنيين.

لكن تم تحميل تنظيم الدولة الإسلامية في غرب إفريقيا مسؤولية تزايد الهجمات على المدنيين مؤخراً.

وفي غسطس/آب 2014 سيطر عناصر بوكو حرام على منطقتي نغالا وغامبرو، لكن القوات النيجيرية استعادتهما في سبتمبر/أيلول 2015 بمساعدة الجيش التشادي.

ورغم استعادة المنطقة، إلا أن المقاتلين المتطرفين لا يزالون يشنون هجمات متفرقة في المنطقة عبر نصب كمائن للجنود والمركبات، إضافة إلى مهاجمة المزارعين.

وأسفر النزاع الذي استمر لعشر سنوات عن مقتل 35 ألف شخص ونزوح مليونين.

وامتد العنف إلى النيجر وتشاد والكاميرون، ما استدعى تشكيل تحالف عسكري إقليمي لمواجهة الجهاديين.