رئاسة تتعرّض للقصف من كل جانب

مايكل وولف يسرد في كتابه قصة البيت الأبيض الصادمة، وما دار فيه من جدل وفوضى ومنافسات شديدة. 
نار وغضب في البيض الأبيض الأميركي
الديمقراطيون يرون نصراً قريباً في صناديق الاقتراع، وعزلاً محتملاً أيضاً

واشنطن ـ "لقد قتله بالطبع، لا بد أن لديه سببًا وجيهًا. ومن يأبه؟" - ترامب في إحدى مكالماته الهاتفية.
"الطائرة التي أقلت على متنها كتيبة الإعدام انطلقت من الرياض، ولكنها حطت في دبي قبل أن تتابع طريقها إلى اسطنبول".
بعد مرور عام واحد فقط على رئاسة دونالد ترامب، أخبر مايكل وولف قصة البيت الأبيض الصادمة، وما دار فيه من جدل وفوضى ومنافسات شديدة. حدّد "نار وغضب"، كردّ فعل مباشر، المرحلة الأولى من إدارة ترامب. وجاء "الحصار"، ليكون كتاباً أساسياً وصادماً بالقدر نفسه عن رئاسة تتعرّض للقصف من كل جانب.
في بداية السنة الثانية لترامب، بات وضعه مختلفاً تماماً. وما عاد المستشارون ذوو الخبرة يعمدون إلى تهدئته؛ فغدا أكثر اندفاعاً وتقلّباً من أي وقت مضى. لكن عجلات العدالة راحت تتحرَّك نحوه بلا هوادة: فلم ينفكّ روبرت مولر يطارده كل يوم. ولم يتوانَ كثير من المدّعين العامّين الفيدراليين من الغوص في شؤونه. ناهيك بأن العديد من السياسيين، ومنهم بعض أعضاء إدارته، قد انقلبوا عليه، وراحوا يكرّسون كل ما لديهم لإسقاطه. 
الديمقراطيون يرون نصراً قريباً في صناديق الاقتراع، وعزلاً محتملاً أيضاً. أما ترامب، فمتأكد أنه لا يقهر؛ الأمر الذي جعله أكثر انكشافاً وضعفاً. أسبوع بعد أسبوع، ومع ازديـاد الفـوضى التي باتت تتآكــل ترامــب باضطراد، يصبح السؤال الأكثر إلحـاحــاً هــو: هل سيصل هذا  الرئيس غير الطبيعي في النهاية إلى حافة الهاوية، ويقع؟
سردٌ رائع وتقاريرٌ لا تقلّ روعةً عما يحدث في الخطوط الأمامية، حيث يقدِّم "الحصار" صورةً مقلقة لا تمّحى عن رئيسٍ لا مثيل له. يُعدّ ترامب جحيماً محموماً يلتهم نفسه بنفسه، وهو الرئيس الأكثر إثارةً للانقسام في التاريخ الأميركي، يحيط به أعداء كثيرون، لكنه غافل عن الخطر الذي يحدق به. جاء الكتاب في 428 صفحة.
أما مايكل وولف، مؤلف كتاب "نار وغضب" االذي روى لأول مرة ما يدور داخل البيت الأبيض في عهد ترامب. فقد حاز العديد من الجوائز على عمله، بما فيهــا جائزتـان من مجلتين محلّيتين. وهو مؤلف لسبعة كتب. عمل من قبل على كتابة عمود منتظم في فانيتي فير، ونيويورك، وهوليوود ريبورتر، وسواها من المجلات والصحف. يعيش الآن في مانهاتن ولديه أربعة أطفال.