رئة العالم تتهاوى بأسرع وتيرة منذ 12 عاما

الأحراج المزالة في غابات الأمازون تفوق مساحة جمايكا، والعام 2020 يشهد القضاء على 11 ألفا و88 كيلومترا مربعا من الغابات.

ساو باولو - بلغت وتيرة قطع الأشجار في غابات الأمازون البرازيلية أعلى مستوى لها منذ اثني عشر عاما، وفق بيانات رسمية نشرت الاثنين ودفعت جهات عدة إلى التنديد بالسياسة البيئية لحكومة الرئيس جايير بولسونارو.

وفي المحصلة، جرى القضاء على 11 ألفا و88 كيلومترا مربعا من الغابات خلال اثني عشر شهرا حتى آب/أغسطس الفائت، وفق المعهد الوطني للبحوث الفضائية في البرازيل بالاستناد إلى تحليل صور ملتقطة بواسطة الأقمار الاصطناعية.

وتفوق رقعة الأحراج التي أزيلت مساحة جامايكا، وهي زادت بنسبة 9.5 % مقارنة مع العام الماضي الذي سجل مستوى قياسيا منذ عشر سنوات.

هذه الأرقام الجديدة هي الأعلى منذ 2008 حين أزيل 12 ألفا و911 كيلومترا مربعا من المساحات الحرجية في غابات الأمازون البرازيلية.

وبفعل هذه المستويات من إزالة الغابات، باتت البرازيل على الأرجح البلد الوحيد من بين البلدان الأكثر إصدارا لانبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة الذي سجل زيادة في انبعاثاته خلال سنة كان الاقتصاد العالمي فيها يعاني حالا من الشلل، وفق مرصد المناخ، وهو ائتلاف منظمات غير حكومية في البرازيل.

وتؤدي الغابات مثل الأمازون دورا أساسيا في ضبط التغير المناخي بسبب قدرتها على امتصاص الكربون. لكن موت الأشجار أو حرقها يؤدي إلى إعادة بعث الكربون في البيئة.

الرئيس البرازيلي اليميني المتطرف جايير بولسونارو
رئيس حكومة يميني ينادي بتشريع الزراعة أو الأنشطة المنجمية في مناطق محمية

البرازيل "لن ترضخ للضغوط"

وتعرّض الرئيس البرازيلي اليميني المتطرف جايير بولسونارو المعروف بمواقفه المشككة بالتغير المناخي، لانتقادات دولية حادة على خلفية إدارته للملفات البيئية، خصوصا في 2019، بسبب الازدياد الكبير في الحرائق في غابات الأمازون خلال السنة الأولى من ولايته.

وتنادي حكومته بتشريع الزراعة أو الأنشطة المنجمية في مناطق محمية، كما أنها قلصت الأموال المرصودة لبرامج حماية البيئة.

ويؤكد الخبراء البيئيون أن هذه السياسات تفاقم الأضرار اللاحقة بالأمازون، وهي أكبر غابة مدارية في العالم تنتشر في بلدان أميركية لاتينية عدة خصوصا في البرازيل التي تستحوذ على 60 % من مساحتها.

وأكدت المتحدثة باسم منظمة "غرينبيس" البيئية كريستياني مازيتي في بيان أن "رؤية حكومة بولسونارو لتنمية الأمازون تمثل عودة إلى الوضع السائد في الماضي وهو عبارة عن إزالة أحراج زاحفة. إنها رؤية رجعية بعيدة كل البعد عن الجهود المطلوبة لمعالجة أزمة المناخ".

غير أن نائب الرئيس هاميلتون موراو الذي قدّم الأرقام خلال مؤتمر صحافي، دافع عن الالتزام الحكومي البرازيلي في مكافحة إزالة الأحراج.

وقال هذا الجنرال المتقاعد الذي يدير مجموعة عمل خاصة أنشأها الرئيس البرازيلي بشأن غابات الأمازون "الرسالة التي أنقلها باسم الرئيس بولسونارو هي أننا سنواصل العمل مع العلم والتكنولوجيا لدعم عمل وكالات حماية البيئة".

وكان الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن توعّد البرازيل في تشرين الأول/أكتوبر بـ"تبعات اقتصادية كبيرة" إذا ما استمرت إزالة الأحراج على وتيرتها الحالية، غير أن الرئيس بولسونارو حذر من أن بلاده لن ترضخ لأي ضغوط في هذا الشأن.