رئيسي يسعى لتخفيف التوتر مع الخليج عبر مؤتمر الغاز في قطر

الرئيس الإيراني يأمل أن تعزز زيارته لقطر للمشاركة في المؤتمر العلاقات السياسية والتجارية مع دول الخليج فيما وقع مع اميرها 14 اتفاقا يشمل عدة مجالات منها الملاحة الجوية والطاقة والتعليم.
أمير قطر يؤكد ان الحوار هو السبيل الأمثل لإنهاء أزمات المنطقة
أمير قطر يقول إنه ناقش محادثات فيينا النووية مع رئيس إيران
ايران تتطلع الى عقد مزيد من الاتفاقيات مع قطر

الدوحة - وصل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الإثنين، إلى العاصمة القطرية، للمشاركة بقمة الدول المصدرة للغاز التي تنعقد بالدوحة في الفترة بين 20 - 22 فبراير/شباط الجاري في وقت يتطلع فيه الايرانيون لتحسين علاقاتهم مع عدد من دول الخليج.

وقال الديوان الاميري القطري في بيان ان الجانبان وقعا 14 اتفاقية تعاون في عدة مجالات، منها الملاحة الجوية والطاقة والتعليم، وغيرها.

وذكر البيان القطري، أن رئيسي وامير قطر عقدا لقاء ثنائيا ناقشا خلاله أبرز المستجدات ذات الاهتمام المشترك على المستويين الإقليمي والدولي، إضافة إلى التطورات الراهنة في المنطقة.
فيما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، بتوقيع حكومتي البلدين 14 اتفاقية تعاون في الدوحة، بحضور رئيسي وآل ثاني.
وتتعلق الاتفاقيات الموقعة بمجالات "الملاحة الجوية والتجارة والملاحة البحرية والإعلام المرئي والمسموع وإلغاء تأشيرات الدخول والطاقة والمعايير القياسية والثقافة والتعليم". بحسب المصدر ذاته.

وكانت وكالة "إرنا" افادت أن رئيسي سيبحث مع أمير قطر العلاقات بين البلدين وآفاق تطويرها، واستعراض قضايا محل اهتمام مشترك وسط جهود لتحسين علاقات طهران مع دول الخليج.

وقال أمير قطر في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيسي إن بلاده مستعدة لتقديم أي مساعدة تضمن إنهاء الخلافات وتعزز أمن واستقرار المنطقة، مؤكدا أن الحوار هو السبيل الأمثل لإنهاء الأزمات.

وأفاد أمير قطر، بأنه بحث مع رئيسي عددا من الملفات ذات الاهتمام المشترك، في مقدمتها أمن المنطقة واستقرارها مضيفا  "أكدنا خلال نقاشاتنا أن الحوار هو السبيل الوحيد لحل كل الخلافات والتحديات التي تواجه المنطقة".

وحول الملف النووي قال امير قطر إنه ناقش محادثات فيينا النووية مع الرئيس الإيراني مضيفا ان بلاده مستعدة لتقديم أي مساعدة ممكنة للتوصل إلى حل مقبول لجميع الأطراف في فيينا.
بدوره قال الرئيس الإيراني إنه يتعين على الولايات المتحدة أن تثبت أنها سترفع العقوبات
ويرافق الرئيس الإيراني وفد رفيع المستوى يضم وزراء الخارجية حسين أمير عبداللهيان، والنفط جواد أوجي، والطرق وبناء المدن رستم قاسمي.
ومن المقرر ان يلتقي رئيسي، أبناء الجالية الإيرانية المقيمين في قطر وكذلك التجار ورجال الأعمال الإيرانيين والقطريين.
وفي اليوم الثاني من زيارته إلى الدوحة، سيشارك الرئيس الإيراني الثلاثاء، في اجتماع القمة السادس لمنتدى الدول المصدرة للغاز.
وحسب التلفزيون الإيراني، فإن رئيسي سيبرم اتفاقيات اقتصادية مع قطر خلال الزيارة.
وقبيل توجهه إلى الدوحة، أكد رئيسي في تصريحات لوسائل الإعلام المحلية في مطار "مهر أباد" بالعاصمة طهران، أن زيارته لقطر تأتي "لتفعيل دبلوماسية الجوار"، خصوصاً مع الدول الجارة في الخليج، وتوظيف الفرص لـ"تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية".
وأضاف أن زيارته تأتي تلبية لدعوة أمير قطر و"لها هدفان، الأول هو توسيع العلاقات الثنائية مع قطر، والثاني هو المشاركة في مجمع الدول المنتجة والمصدرة للغاز في العالم".
واعتبر الرئيس الإيراني أن "الزيارة تشكل خطوة باتجاه تفعيل العلاقات بين هذه الدول (المنتجة والمصدرة للغاز)، والاستفادة من قدراتها لأجل تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية وخاصة مع قطر التي نتشارك معها حقلا مشتركا للغاز".
وأكد رئيسي للتلفزيون الرسمي انه يأمل في أن تعزز زيارته لقطر للمشاركة في المؤتمر العلاقات السياسية والتجارية مع دول الخليج.
وتدهورت العلاقات بين إيران ودول الخليج وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية بسبب دور السلطات الإيرانية في تمويل وتسليح الميليشيات والمتمردين خاصة في اليمن الذين تورطوا في شن هجمات طالت المملكة والإمارات العربية المتحدة.

وفي الاشهر الاخيرة سعت السعودية الى اجراء حوارات مع ايران من اجل تخفيف التوتر واعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وتأسس "منتدى الدول المصدرة للغاز" في ديسمبر/كانون أول 2008، كمنظمة حكومية دولية مقرها الدوحة، تُعنى بوضع إطار لتبادل الخبرات والمعلومات بين الدول الأعضاء ورفع مستوى التعاون والتنسيق بينها.
ويضع المنتدى ضمن أهدافه، آلية لخلق حوار بناء بين منتجي الغاز ومستهلكيه بغرض تحقيق الاستقرار والأمن بالنسبة للعرض والطلب في أسواق الغاز الطبيعي على مستوى العالم.
ويضم المنتدى في عضويته 11 دولة هي، الجزائر وبوليفيا ومصر وغينيا الاستوائية وإيران وليبيا ونيجيريا وقطر وروسيا، وترنيداد وتوباغو، وفنزويلا، بينما تحمل دول أنجولا وأذربيجان والعراق وماليزيا والنرويج وبيرو والإمارات صفة عضو مراقب.
وهذه هي أول زيارة يقوم بها رئيس إيراني لقطر منذ 11 عاما، وهي ثالث زيارة خارجية لرئيسي منذ توليه المنصب.
وتواجه إيران عجزا في الغاز بالداخل بسبب بلوغ الاستهلاك مستويات مرتفعة غير مسبوقة، وهو ما يرجع بشكل خاصة إلى الطلب على تدفئة المنازل في فصل الشتاء، واضطرت إلى قطع الإمدادات عن مصانع الأسمنت وغيرها من القطاعات.
وتخوض واشنطن وطهران محادثات غير مباشرة لإنقاذ اتفاق إيران المبرم في 2015 مع قوى عالمية وسط تنامي مخاوف غربية حيال تسارع تقدم طهران النووي، وهو ما تراه القوى الغربية أمرا لا رجوع فيه ما لم يتم التوصل إلى اتفاق قريبا.