
رئيس البرلمان الإيراني يبحث في بيروت التصعيد الإسرائيلي
بيروت - بحث رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف في لبنان التي وصلها اليوم السبت الهجمات الاسرائيلية في زيارة ليوم واحد يتوجه بعدها إلى جنيف فيما تأتي الزيارة وسط تصاعد الضربات الجوية للجيش الإسرائيلي والتي أدت لمقتل عدد من القادة البارزين لحزب الله على رأسهم الأمين حسن نصرالله إضافة لمحاولات للتوغل في جنوب البلاد.
وقالت وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء إن قاليباف "وصل قبل قليل إلى مطار بيروت للحوار مع السلطات اللبنانية وإعلان دعمه للمقاومة الإسلامية "ضد الجرائم" الإسرائيلية. وقال رئيس البرلمان الايراني لدى وصوله لبيروت "جئت بدعوة من السيد نبيه بري (نظيره اللبناني) لأنقل رسالة من إيران إلى الشعب اللبناني والمقاومة الإسلامية".
كما تفقد رفقة اثنين من نواب حزب الله موقع الغارة الإسرائيلية الأعنف التي استهدفت قلب بيروت الخميس وأسفرت عن مقتل 22 شخصا على الأقل.
وفي مؤتمر صحفي في عين التينة مع بري قال رئيس البرلمان الايراني إن بلاده "تدعم كل القرارات الصادرة عن الحكومة والمقاومة في لبنان" بشأن العدوان الإسرائيلي المستمرة على البلاد.
واضاف "أحمل معي رسالة من القيادة الايرانية مفادها بأنها ستبقى واقفة إلى جانب لبنان في ظل الظروف الصعبة".
وتابع "سندعم كل القرارات الصادرة عن الحكومة والمقاومة في لبنان" مؤكدا أن إيران "على أتم الاستعداد لتقديم المساعدات للنازحين والمتضررين من الحرب في لبنان".
من جانبه أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي خلال لقائه بقاليباف أن أولويات الحكومة العمل على وقف إطلاق النار ووقف العدوان الإسرائيلي.
وأضاف وفق ما نقلته الوكالة الوطنية للإعلام أن "أولويات الحكومة في هذه المرحلة هي العمل على وقف إطلاق النار ووقف العدوان الإسرائيلي والحفاظ على أمن لبنان وسلامة ابنائه" مؤكدا "التزام لبنان بتطبيق القرار الدولي الرقم 1701 وتعزيز وجود الجيش في الجنوب، وإجراء الاتصالات اللازمة مع دول القرار والأمم المتحدة للضغط على اسرائيل لتنفيذ القرار كاملا" موضحا أن أولويات الحكومة العمل على وقف إطلاق النار ووقف العدوان الإسرائيلي.
وسيتوجه رئيس البرلمان الإيراني من بيروت إلى مدينة جنيف السويسرية للمشاركة في قمة الاتحاد البرلماني الدولي مساء اليوم"، وفق ذات المصدر.
وكان عدد من المسؤولين الإيرانيين على رأسهم وزير الخارجية عباس عراقجي أدوا زيارة الى لبنان للتعبير عن تضامنهم مع حليفهم الذي تلقى ضربات موجعة في الأسابيع الأخيرة تمثلت في تنفيذ اغتيالات لعدد من القادة من الصف الأول إضافة لهجوم واسع بتفجير أجهزة البيجر في اختراقات امنية غير مسبوقة.
وتكشف هذه الزيارات هيمنة الايرانيين على القرار اللبناني مع استمرار الحرب التي أدت لتدمير جزء كبير من البنية التحتية وتسببت في قتل وجرح الآلاف وتهجير مئات الآلاف داخل وحارج لبنان.
وقد قتل عدد من قادة الحرس الثوري في القصف الإسرائيلي على الصاحية الجنوبية وفي سوريا أبرزهم عباس نيلفوروشان، نائب قائد الحرس الثوري الإيراني ما دفع طهران لشن هجوم صاروخي واسع على إسرائيل بداية الشهر الجاري وسط تهديدات إيرانية وأميركية بالرد.
ومن المنتظر أن يشرح رئيس البرلمان الايراني خلال اللقاءات والخطابات التي سيلقيها في قمة الاتحاد البرلماني الدولي والتي ستبدأ الأحد بجنيف، "جرائم إسرائيل ويعلن دعم إيران لفصائل المقاومة ضد هذه الجرائم"، وفق نفس المصدر.
وتنطلق أشغال الدورة 149 للاتحاد البرلماني الدولي والاجتماعات المصاحبة لها في مدينة جنيف خلال الفترة الممتدة من 13 إلى 17 أكتوبر/تشرين الأول 2024.
وميدانيا تتصاعد الهجمات الإسرائيلية في لبنان حيث حذّر الجيش الإسرائيلي السبت سكان جنوب لبنان من العودة إلى منازلهم "حتى إشعار آخر"، مشيرا إلى أن القتال متواصل في المنطقة.

وكتب المتحدث باسم الجيش للإعلام العربي أفيخاي أدرعي على منصة إكس أن الجيش "يواصل استهداف مواقع حزب الله في قراكم أو بالقرب منها" موضحا "من أجل سلامتكم، يُمنع العودة إلى منازلكم حتى إشعار آخر". كما دعا سكان 23 بلدة وقرية في جنوب لبنان إلى إخلائها فورا.
وفي منشور منفصل، كرر أدرعي دعوة سابقة إلى العاملين الصحيين والفرق الطبية في جنوب لبنان لتجنب استخدام سيارات الإسعاف، قائلا إنها تستخدم من جانب مقاتلي حزب الله.
وقال "ندعو الفرق الطبية إلى تجنب التعامل مع عناصر حزب الله وعدم التعاون معهم" محذرا من "سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد أي مركبة تنقل مسلحين، بغض النظر عن نوعها".
من جانبه أعلن حزب الله السبت أنه استهدف "بصلية من الصواريخ" قاعدة عسكرية إسرائيلية في جنوب مدينة حيفا الواقعة شمال إسرائيل.
وقال في بيان إن مقاتليه قاموا صباح السبت بقصف قاعدة عسكرية إسرائيلية "بصلية من الصواريخ النوعية".
وفتح الحزب جبهة "إسناد" لغزة غداة اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023. وبعد عام من تبادل القصف عبر الحدود، تحولت هذه المواجهة الى حرب مفتوحة اعتبارا من 23 أيلول/سبتمبر، مع تكثيف الدولة العبرية غاراتها الجوية، وبدء عمليات برية بعد أسبوع من هذا التاريخ.
وردا على استمرار الهجمات الاسرائيلية أكد وزير الدفاع الوطني اللبناني موريس سليم أن العدو يضرب عرض الحائط بالقرارات الدولية وعلى المجتمع الدولي الضغط بقوة على إسرائيل.
وشدد على أن "مطالبة لبنان بوقف النار والتزامه تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته يؤكد مرة جديدة أن لبنان لا يسعى إلى الحرب ، لكنه في المقابل لا يقبل باستمرار الاعتداءات الإجرامية الإسرائيلية التي تستهدف الابرياء في مناطق عدة" مؤكدا أنه على "المجتمع الدولي أن يضغط بقوة على إسرائيل لإرغامها على تطبيق القرار 1701 ووقف العدوان على لبنان"، لافتا إلى أن "العدو الإسرائيلي لم يلتزم يوما بهذا القرار الدولي منذ صدوره في عام 2006 ، وتجاوزت الخروقات الإسرائيلية الـ 35 ألف خرق في البر والبحر والجو".
وأضاف "وبالتالي اذا شاء المجتمع الدولي فعلا وقف العدوان على لبنان فان عليه أن يلزم إسرائيل التقيد بالقرار 1701 لأنها هي من تنتهك الارادة الدولية المتجسدة بهذا القرار"