رئيس هيئة الأركان السعودي في زيارة غير معلنة للعراق

زيارة فياض الرويلي لبغداد تأتي بعد نحو أسبوع من تقرير نشرته وكالة أميركية تحدث عن تعرض الرياض لهجمات بثلاث طائرات مسيرة انطلقت من العراق وتبنتها ميليشيا غير معروفة مقربة من إيران.
رئيس الأركان السعودي يبحث في العراق التنسيق الأمني بين البلدين
رئيس الأركان السعودي في بغداد.. عين على داعش وأخرى على ميليشيات إيران
السعودية تعمل منذ سنوات على تحسين العلاقات مع العراق

بغداد - بدأ رئيس الأركان السعودي فياض الرويلي الثلاثاء، زيارة رسمية إلى العراق يبحث خلالها ملفات التنسيق الأمني والعسكري بين البلدين، فيما يرتبط البلدان بحدود ممتدة ويسعيان منذ فترة لتعزيز العلاقات على أكثر من مستوى بما في ذلك المستوى الأمني في مواجهة إرهاب عابر للحدود.

وقالت وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع) إن "الرويلي وصل إلى بغداد اليوم (الثلاثاء)، في زيارة رسمية"، لكنها لم تقدم المزيد من التفاصيل بشأن الزيارة التي لم يعلن عنها مسبقا.

وذكر مصدر من وزارة الدفاع العراقية أن "رئيس أركان الجيش العراقي الفريق عبدالأمير يار الله، استقبل الرويلي لدى وصوله إلى مقر الوزارة"، موضحا أنه "من المقرر مناقشة ملفات التنسيق الأمني والعسكري بين البلدين".

وتأتي هذه الزيارة على إثر تقرير نشرته وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية الأسبوع الماضي أفاد بأن هجوم تعرضت له العاصمة الرياض بطائرات مسيرة في يناير/كانون الثاني انطلق من داخل الأراضي العراقية.

ونقلت الوكالة الأميركية حينها عن مسؤول كبير في مليشيا مدعومة من إيران في بغداد (لم تسمّه) قوله إن "3 طائرات مسيرة انطلقت من مناطق حدودية عراقية - سعودية من قبل فصيل غير معروف نسبيا تدعمه إيران في العراق وانفجرت في المجمع الملكي بالرياض في 23 يناير الماضي".

وكانت الرياض وواشنطن قد اتهمتا إيران بالوقوف وراء أكبر هجوم على منشأتي بقيق وهجرة خُرَيص بطائرات مُسيّرة إيرانية وصواريخ كروز استهدفت معملين تابعين لشركة أرامكو السعودية، أحدهما يُعدُّ أكبر معمل لتكرير النفط في العالم.

وكانت الطائرات المجنحة الإيرانية والصواريخ الجوالة قد انطلقت باتجاه المعملين الواقعين في بقيق وهجرة خريص في المنطقة الشرقية بالمملكة وقد أثارت الهجمات التي وُصِفت بالإرهابية إدانات محلية وعربية ودولية عديدة.

وتبنى الحوثيون في اليمن الهجمات، لكن تقديرات استخباراتية رجحت أن يكون الهجوم انطلق من الأراضي العراقية.

وتحتفظ إيران بوجود قوي في العراق من خلال العديد من الميليشيات المسلحة ومعظمها منضو في الحشد الشعبي الذي تم إدماجه في القوات النظامية العراقية.

وحركت طهران تلك الميليشيات التي يشرف عليها فيلق القدس التابع للحرس الثوري، مرارا في إطار الضغوط على الولايات المتحدة التي لها قواعد عسكرية وقوات في الأراضي العراقية.

وهناك ملفات أمنية تشغل اهتمام البلدين وخاصة التعاون في مكافحة تنظيم الدولة الغسلامية (داعش)، كما تسعى المملكة إلى منع استخدام الأراضي العراقية في أي هجوم عليها من قبل جماعات مسلّحة مرتبطة بإيران.

وفي 21 فبراير/شباط، أجرى وزير الداخلية العراقي عثمان الغانمي زيارة رسمية إلى السعودية أعقبها بيوم، زيارة لوزير الخارجية العراقي فؤاد حسين تناولت التنسيق الأمني والسياسي بين البلدين.

واستأنفت السعودية العلاقات الدبلوماسية مع العراق في ديسمبر/كانون الأول 2015، بعد 25 عاما من انقطاعها جراء الغزو العراقي للكويت عام 1990.

وبعد عقود من التوتر بدأت العلاقات تتحسن على اثر زيارة قام بها في 25 فبراير/شباط 2017، وزير الخارجية السعودي آنذاك عادل الجبير لبغداد.

وأتاح الغياب العربي عن الساحة العراقية منذ الغزو الأميركي لبغداد في 2003، الفرصة للتغلغل الإيراني وتنامي نفوذ ميليشياتها التي تلقت تدريبات في السابق في معسكرات الحرس الثوري الإيراني.

وشكلت الساحة العراقية في العقدين الأخيرين ساحة تنافس شديد بين قوى إقليمية خاصة مع التغلغل الإيراني الذي وضع الدولة العراقية في مأزق التجاذبات الإقليمية والدولية.