رائحة الانقلاب تفوح من الإطاحة برئيس تحالف رينو نيسان

بعض المحللين في قطاع السيارات يرون ان إيقاف كارلوس غصن قد يكون من تدبير نسيان ضد منقذها من الافلاس لتفادي المضي أبعد في تحالف مع شركة السيارات الفرنسية.
غصن تمكن من النهوض بنيسان من خلال عملية 'إعادة هيكلة'صارمة
شائعات في الربيع عن انصهار مجموعة رينو نيسان قوبلت بشعور بالنقمة
رينو تملك 43% من رأسمال نيسان، والاخيرة تملك في المقابل 15% من الشركة الفرنسية
استياء لدى الموظفين اليابانيين لا سيما لدى رؤيتهم رينو تستفيد من التقنيات وقسم من الأرباح
نيسان لا تريد تغييرا لا يعكس موقعها المحوري في المجموعة
'ميتسوبيشي موتورز' تعقد اجتماعا لإقالة غصن ايضا فيما تحافظ رينو على حذرها

طوكيو - قد يكون سقوط كارلوس غصن رئيس مجلس إدارة مجموعة رينو-نيسان المذهل يخفي "انقلابا" دبرته الشركة اليابانية ضد منقذها لتفادي المضي أبعد في تحالف مع شركة السيارات الفرنسية، برأي بعض المحللين في القطاع.

وعكست الصحافة اليابانية في الأشهر الأخيرة شعورا من النقمة ولا سيما بعد ورود شائعات في الربيع عن انصهار المجموعة التي تشكلت عام 1999، وهو احتمال لا يلقى التأييد في اليابان.

وخرجت الخلافات إلى العلن الاثنين حين قام رئيس مجلس إدارة نيسان هيروتو سايكاوا بتفكيك إرث غصن، رغم أنه كان من أنقذ شركة السيارات اليابانية من الإفلاس.

ولفت كريستوفر ريشتر محلل قطاع صناعة السيارات في شركة "سي إل إس إيه" أنه بعدما حصد غصن الكثير من الإشادات على مدى سنوات على عمله، قام سايكاوا بتغيير الرواية كليا "واصفا النهوض بالشركة على أنه ثمرة عمل مجموعة كبيرة من الاشخاص".

وأشار الخبير كذلك إلى أن سايكاوا نعت غصن بأنه "رأس التركيبة" مضيفا "وجدت هذا الكلام في غير محله طالما لم يتم التثبت تماما من الوقائع".

"إحباط" 

غير أن هذه النبرة تكشف أن التوتر يعود إلى أبعد من تلك السنة وكتب ديفيد فيكلينغ في وكالة "بلومبرغ نيوز" أن الخلافات "كانت تعتمل خفية خلال السنوات الأخيرة وخرجت أخيرا على الملأ بصورة مباغتة".

وهذه الشكوك جعلت هيروتو سايكاوا يواجه أسئلة عن "انقلاب"، وهو رأي عبر عنه ايضا الاستاذ في جامعة "مايجي" في طوكيو نوبوتاكا كازاما بالقول "قد يكون تم التخطيط له على أمل التصدي لعملية اندماج تبادر إليها رينو".

وأوضح ريشتر "يبدو أن هناك إحساسا بالإحباط ومخاوف لدى الإدارة" معتبرا أن "نيسان تتوق إلى الاستقلالية".

رينو-نيسان
تحالف مهدد

وبدأ تعاون غصن مع نيسان في وقت كانت الشركة الحلقة الاضعف في المجموعة وتعاني من ديون باهظة، غير أن غصن تمكن من النهوض بها من خلال عملية "إعادة هيكلة" صارمة.

وإن كانت الشركة أضعفتها مؤخرا فضائح على ارتباط بعمليات الكشف على السيارات في اليابان، إلا أن حساباتها المالية تبقى متينة.

استياء متصاعد

وتكون مساهمة نيسان كل سنة في نتائج شريكها الفرنسي كبيرة، ما يثير استياء لدى الموظفين اليابانيين ولا سيما لدى رؤيتهم شركة رينو تستفيد من التقنيات وقسم من الأرباح ومن إنتاج بعض نماذج السيارات مثل سيارة ميكرا الصغيرة المصنوعة في فرنسا، على ما أوردت الصحافة الصينية على مر السنين.

وهي مآخذ رددتها صحيفة "نيكاي" الثلاثاء موضحة أنه بعد سنوات من الصمت والتقبل "تصاعدت الانتقادات داخل نيسان لدخل غصن الباهظ".

وازداد الاستياء عام 2015 حين دخلت الدولة الفرنسية بصورة مؤقتة إلى رأسمال رينو، في عملية أثارت القلق لدى نيسان، وحدد غصن مهمة لنفسه توطيد التحالف.

وتملك رينو 43% من رأسمال نيسان التي تملك في المقابل 15% من الشركة الفرنسية.

وتساءل فيكلينغ حول ما اذا كانت هذه التغييرات ستكون كافية لكبح التوتر قائلا "من الواضح منذ وقت طويل أن نيسان لا تريد تغييرا لا يعكس موقعها المحوري في المجموعة".

وفي هذه الأوضاع المضطربة، يدو أن رئيس مجلس إدارة نيسان الجديد اغتنم الفرصة للتخلص من نموذج شراكة بات مربكا.

ولخص هانس غرايمل الخبير في صحيفة "أوتوموتيف نيوز" العامل في اليابان أن "سايكاوا يستخدم بشكل واضح الاتهامات ضد غصن لزيادة وزنه داخل نيسان وترك بصماته على الشركة".

كذلك انقلبت شركة "ميتسوبيشي موتورز"على الرجل الذي أنقذها من السقوط عام 2016 ومن المقرر أن تعقد اجتماعا لمجلس الإدارة على وجه السرعة لإقالة غصن من رئاسته.

وحدها شركة رينو، وهي الأكثر تضررا من القضية التي تطاول رئيس مجلس إدارتها، بقيت على حذرها في الوقت الحاضر. لكن حتى لو أنها لم تدفع في اتجاه رحيل غصن، إلا أنه قد يجد صعوبة في البقاء على رأسها.