رائحة صفقة تفوح من اتفاق الدوحة لإعادة طالبان للحكم

تصريحات ترامب تزامنت مع هجوم استهدف تجمعا سياسيا في كابول ما أدى إلى مقتل ما لايقل عن 27 شخصا في أول عملية إرهابية منذ توقيع واشنطن اتفاقا مع طالبان حول انسحاب القوات الأميركية من الأراضي الأفغانية.
الهجوم الإرهابي يههد بفشل الاتفاق بين طالبان وواشنطن فيما تنفي الحركة مسؤوليتها عن الحادثة

واشنطن - طرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة احتمال أن يستعيد متمردو حركة طالبان الحكم بعد انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، قائلا إنه "لا يُفترض أن يحصل ذلك، لكن هذا احتمال".

وأكد ترامب من البيت الأبيض أنه يتعين على الدول أن "تتولي مسؤولية نفسها"، معتبراً أنه في نهاية المطاف على الحكومة الأفغانية ضمان أمنها بنفسها.

وأضاف "لا يمكننا أن نبقى هناك خلال الأعوام العشرين القادمة ولا يمكن أن نمسك بيد أحدهم إلى الأبد".

وتزامنت تصريحات ترامب مع هجوم استهدف تجمعا سياسيا في كابول، ما أدى إلى مقتل 27 شخصا على الأقل، وفق ما أعلن مسؤول، في أول هجوم في العاصمة منذ توقيع واشنطن اتفاقا مع طالبان حول الانسحاب من أفغانستان.

ويبرز الهجوم ضعف الأمن في العاصمة التي تشهد حضورا امنيا كثيفا قبل 14 شهرا فقط من الانسحاب المتوقع للقوات الأميركية وفق الاتفاق الذي وقعته واشنطن مع طالبان في 29 فبراير/شباط.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية نصرت رحيمي أن هناك نساء وأطفالاً بين الضحايا الذين يشملون 29 جريحا، مضيفا أن "وحدات من القوات الخاصة تجري عمليات ضد المعتدين"، مرجحا ارتفاع حصيلة الهجوم.

وقدم المسؤول في وزارة الصحة نظام الدين جليل حصيلة أعلى بقليل، إذ تحدث عن مقتل 29 شخصاً وجرح 30 آخرين.

ودان الرئيس أشرف غني الهجوم الذي اعتبره "جريمة ضد الإنسانية".

ونفت حركة طالبان على الفور مسؤوليتها عن الحادثة التي وقعت خلال مراسم في الذكرى الـ25 لوفاة عبدالعلي مزاري، القيادي من اتنية الهزارة المكونة في غالبيتها من الشيعة.

واستهدف العام الماضي هجوم تبناه تنظيم الدولة الإسلامية المراسم نفسها بقذائف هاون، ما أوقع 11 قتيلا على الأقل.

وفي تصريح سابق قال إن "إطلاق النار جاء من ورشة بناء على مقربة من مكان إقامة المراسم في غرب المدينة ذي الغالبية الشيعية".كذلك في كابول.

وأظهرت صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي جثتين على الأقل، لكن لم ترد معلومات رسمية حول الإصابات.

وقال زعيم الهزارة محمد محقق لشبكة تولو الإخبارية "غادرنا المراسم عقب إطلاق النار وأصيب عدد من الأشخاص، لكن ليس لدي أي معلومات حول استشهاد أي شخص حتى الآن".

وكان العديد من الشخصيات السياسية الأفغانية يحضرون المراسم، ومن بينهم رئيس السلطة التنفيذية في أفغانستان عبدالله عبدالله.

وأكدت وزارة الداخلية للصحافيين في وقت سابق أنه "تم إجلاء جميع المسؤولين البارزين بسلام من المكان".

ويأتي الهجوم بعد أقل من أسبوع على توقيع الولايات المتحدة وحركة طالبان اتفاقا يمهد الطريق أمام انسحاب كامل للقوات الأجنبية من أفغانستان خلال 14 شهرا.

ويرتبط الانسحاب الأميركي بدرجة كبيرة بقدرة طالبان على السيطرة على القوات الجهادية على غرار تنظيم الدولة الإسلامية.

وفي حال استمرت أنشطة هذه الجماعات سيستمر الحضور العسكري الأميركي في البلاد.

وبعد أسبوع من "خفض العنف" الذي تم الالتزام به بوجه عام وفرضته واشنطن كشرط مسبق لتوقيع الاتفاق، استأنفت طالبان هجماتها ضد القوات الأفغانية.

واعتبر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الخميس أن "تجدد" العنف هذا "غير مقبول".

ويثير تدهور الوضع المخاوف حيال مفاوضات السلام المباشرة وغير المسبوقة بين المتمردين والحكومة الأفغانية المقرر أن تبدأ في 10 مارس/آذار.

وقال بومبيو "يجب أن يتم خفض العنف فوراً حتى تمضي عملية السلام قدماً".

ومنذ التوقيع على الاتفاق استمر العنف في أنحاء أفغانستان، ما يطرح شكوكا حول إمكانية أن يؤدي الاتفاق إلى خفض العنف وإجراء مفاوضات مباشرة بين طالبان والحكومة الأفغانية.

بدأ تنظيم الدولة الإسلامية ينشط في أفغانستان عام 2015 وسيطر لسنوات على مساحات في ولاية ننغرهار الواقعة شرقا.

وأعلن التنظيم المسؤولية عن عدد من الهجمات المروعة، ومن بينها العديد من الهجمات في كابول استهدفت الشيعة.

في الأشهر القليلة الماضية مني التنظيم بانتكاسات متزايدة وسط استهداف الولايات المتحدة والقوات الأفغانية له، إضافة إلى العديد من الهجمات التي شنتها طالبان ضد مقاتليه.

ومع ذلك لا يزال تنظيم الدولة الإسلامية متواجدا في أفغانستان وخصوصا في ولاية كونار الواقعة شرقا قرب الحدود مع باكستان والمحاذية لننغرهار أيضا وكذلك في كابول.