رايكونن يؤجل تتويج هاميلتون في أوستن

سائق فيراري الفنلندي يحرم غريمه البريطاني من احراز لقبه العالمي الخامس بعد فوزه بسباق جائزة الولايات المتحدة.

أوستن - حقق سائق فيراري الفنلندي كيمي رايكونن الأحد فوزه الأول في بطولة العالم للفورمولا واحد منذ عام 2013، وذلك في سباق جائزة الولايات المتحدة الكبرى، ليؤجل تتويج سائق مرسيدس البريطاني لويس هاميلتون بلقبه الخامس.

وفي المرحلة الثامنة عشرة من البطولة، تمكن الفنلندي بطل العالم 2007، من انتزاع الصدارة من البريطاني بعد انطلاقه خلفه عند خط المقدمة، ليعبر خط النهاية في المركز الأول، متقدما على الهولندي ماكس فيرشتابن سائق ريد بول، ويكتفي هاميلتون بالمركز الثالث، بفارق مركز واحد عن منافسه في الترتيب العام سائق فيراري الألماني سيباستيان فيتل.

وسيكون البريطاني حامل اللقب أمام فرصة جديدة لإحراز لقبه الخامس ومعادلة رقم الأرجنتيني خوان مانويل فانجيو (بفارق لقبين عن حامل الرقم القياسي الألماني ميكايل شوماخر)، في المرحلة المقبلة، أي جائزة المكسيك الكبرى في 28 تشرين الأول/أكتوبر.

وسيدخل هاميلتون تلك المرحلة (التاسعة عشرة من أصل 21)، بفارق 70 نقطة عن فيتل، ما يعني أنه سيكون قادرا على إحراز اللقب الخامس في مسيرته (بعد 2008، 2014، 2015، و2017) بمجرد أن يبقي على فارق 50 نقطة على الأقل عن فيتل، قبل المرحلتين الأخيرتين.

وسيكفل هذا الفارق تتويج هاميلتون بالبطولة، لأنه حتى وإن فاز فيتل بالسباقين الأخيرين (ينال الفائز بكل سباق 25 نقطة) ولم يحصل هاميلتون على أي نقطة، سيتوج البريطاني باللقب العالمي نظرا لكونه فاز في تسع سباقات حتى الآن، في مقابل خمسة فقط لفيتل (في حال التعادل بالنقاط في الترتيب العام، يؤول اللقب للفائز بسباقات أكثر خلال الموسم).

ولن يكون ثمة بديل أمام فيتل في المرحلة المقبلة سوى الفوز لتأجيل حسم البطولة. وحتى في حال فاز الألماني، سيكون البريطاني قادرا على انتزاع اللقب في حال حلوله في المركز السابع على الأقل.

وسيكون فيتل أمام معادلة حسابية شبه مستحيلة في حال أراد إحراز لقبه الخامس، اذ عليه أن يفوز في السباقات الثلاثة المقبلة، وعدم نيل هاميلتون أي نقطة في أي منها.

 الحظ يعاند هاميلتون ويبتسم لرايكونن
الحظ يعاند هاميلتون ويبتسم لرايكونن

وكان فوز رايكونن الأحد، الأول له بعد 113 سباقا، وهي أطول فترة بين فوزين في تاريخ بطولة العالم. وأتى الفوز قبل أسابيع من انتهاء مسيرته مع فيراري والانتقال الى ساوبر بدءا من الموسم المقبل، ليحل بدلا منه في "السكوديريا" سائق ساوبر الحالي شارل لوكلير من موناكو.

وقال الفنلندي المعروف بهدوء أعصابه وإجاباته المقتضبة "بالطبع أنا أكثر سعادة مما لو كنت قد حللت في المركز الثاني".

وتلقى الفنلندي تهنئة هاميلتون الذي نوه أيضا بفيرشتابن بعد السباق اللافت الذي قدمه، بحلوله ثانيا بعدما كان قد انطلق من المركز 18.

وقال هاميلتون "تهاني لكيمي، وأداء كبير من ماكس أيضا. هذا أفضل ما كان في مقدورنا أن نقوم به اليوم".

أما فيتل فقال "شعوري؟ مختلط (...) سعيد، سعيد جدا لكيمي، لكن ليس كثيرا بالنسبة إلي. كان يجدر بهذا اليوم أن يكون أفضل من ذلك".

- منافسة محمومة -

وكان السباق الأميركي على حلبة أوستن في ولاية تكساس، والتي تتميز بمنعطفات سريعة وأجزاء مستقيمة تفسح في المجال أمام التجاوزات، من أكثر السباقات إثارة في هذا الموسم.

وبدأ الحماس منذ الانطلاق، عندما تمكن رايكونن من تجاوز هاميلتون والتقدم الى المركز الأول، بينما حاول فيتل تحسين مركزه الخامس عند الانطلاق (حل ثانيا في التجارب الرسمية لكنه تلقى عقوبة إرجاع ثلاثة مراكز بسبب مخالفته قوانين العلم الأحمر خلال التجارب الحرة الجمعة).

ولم تدم فرحة فريق فيراري بما حققه رايكونن، اذ تابع أفراده بذهول وقوع فيتل مجددا ضحية احتكاك مع سائق آخر، كان هذه المرة الأسترالي دانيال ريكياردو على متن سيارة ريد بول. وكان فيتل يحاول تخطي الأسترالي والتقدم الى المركز الرابع، الا أنه احتك به ما أدى الى التفاف سيارته على نفسها وتراجعه بشكل كبير.

وقال فيتل عن الحادث "ربما كنت في النقطة الميتة. لا أعتقد أنه رآني. كان المنعطف يضيق بشكل تدريجي وتصادمنا. خسارة كبيرة بالنسبة إلي".

ودخل هاميلتون مرة أولى الى حظيرة فريقه لتبديل الإطارات في اللفة 11، مستغلا فرض منظمي السباق "سيارة أمان افتراضية" لتأمين سحب سيارة ريكياردو الذي انسحب بسبب عطل تقني. وعاد البريطاني الى الحلبة في المركز الثالث خلف زميله الفنلندي فالتيري بوتاس الذي أفسح له في المجال مرتين لتجاوزه خلال السباق بطلب من الفريق.

ومع تقدم هاميلتون الى المركز الثاني، بدأ بزيادة الضغط على رايكونن وصولا الى محاولات جدية لتجاوزه بعد انقضاء نحو 20 لفة، لاسيما في ظل تآكل إطارات سيارة الفنلندي الذي دخل في نهاية المطاف الى الحظيرة في اللفة 22، تاركا الصدارة لهاميلتون.

ومع مرور الوقت، بدا واضحا بالنسبة الى مرسيدس أن البريطاني لن يكون قادرا على اعتماد استراتيجية توقف واحد نظرا لحال إطاراته، فعاد الى الحظيرة قبل 19 لفة من النهاية (مجموع لفات السباق 56)، وعاد الى الحلبة رابعا خلف زميله بوتاس الذي أفسح له في المجال مجددا.

وشهدت اللفات الأخيرة من السباق منافسة محمومة بين ثلاثي المقدمة، اذ كان فارق التوقيت بينهم أقل من ثلاث ثوان. وحاول هاميلتون قبل لفتين من النهاية، تجاوز فيرشتابن بمناورة جريئة امتدت على أكثر من منعطف، الا أن السائق الهولندي الشاب دافع عن مركزه بشراسة، قبل أن يخرج هاميلتون بشكل طفيف عن المسار لتفادي الاحتكاك وخسارة كل النقاط.

وكان هاميلتون ليحسم اللقب في حال انتزع المركز الثاني وبقي فيتل خامسا. الا أن الأخير تمكن في اللفة ما قبل الأخيرة من تجاوز بوتاس وإنهاء السباق في المركز الرابع بدلا منه.