رباب الشعيبي تسافر بسحر أفريقيا إلى عوالم الفن

الفنانة التشكيلية تقدم في لوحاتها وجوها لنساء أفريقيات بملامح ونظرات مختلفة خارجة عن المألوف.

بعد سلسلة معارضها الفردية والجماعية بتونس العاصمة تواصل الفنانة التشكيلية  رباب الشعيبي تجربتها الفنية التشكيلية، وذلك منذ فترة.. عدد من الأعمال الفنية اشتغلت عليها رباب وفق نظرة فنية جمالية تبرز وتشير إلى حيز من شؤون وشجون المرأة الأفريقية، وذلك بعد مشاركات متعددة للفنانة رباب الشعيبي في فعاليات ومعارض فنية ومنها معرضها الفني التشكيلي الخاص برواق المعارض بدار الثقافة المغاربية ابن خلدون...

المتجول في معارضها يلمس تعدد الوجوه في تلوينات دالة بشأن المرأة الأفريقية وفق نظرة واشتغال للفنانة في سياق رؤية فنية وجمالية.. عناوين مختلفة للوحات فنية في هذا المعرض برواق القرماسي منها نجد "أمارا" و"أفيا" و"أيميني" و"ايزارا" و"نايلا" و"شاتي" و"تامالا" و"زورا"... وكلها بالأكريليك على القماش..

ووفق تجربة الفنانة رباب الشعيبي يمكننا السفر إلى عوالمها لنقول.. التلوين بما هو فسحة الدواخل ولعبة النظر تجاه العالم بما يحيل إليه من جمال مبثوث في الأمكنة.. كل الأمكنة بما هي عليه من أسرار وبهاء وزخرف حيث الذات في بعدها الجمالي تقول بالفن مجالا للتذوق وخطابا نحو السمو ولغة أخرى طافحة بالشعرية والسحر...

هكذا هو الفن في تجلياته ذلك الضرب من التوغل في الأشياء والتفاصيل لقراءتها بعناوين من الإبداع والابتكار. الفن سفر بالنهاية للكشف والتجدد وذهاب إلى الجوهر والكنه والعميق الذي يطلب تأملا وتأويلا بما ينطوي عليه من دهشة.. إنه الشغف تجاه الجميل الكامن في الذات وما حولها.. هي فتنة التلوين ينحت هيئات الحال والأحوال نشدانا للحالة بعيدا عن الآلة..

من هنا نمضي مع عوالم فنانة تعاطت مع لعبة الرسم والتلوين بحيز كبير من النظر مثل أطفال جدد وبلا ذاكرة سوى ذاكرة النظر العميقة.. نظر إلى حالات متعددة لجمال مبثوث في أرجاء القارة السمراء.. أفريقيا الساحرة بهذا البهاء والزخرف والألوان وغيرها من تفاصيل المشهدية الاجتماعية والثقافية خصوصا..

وهنا نعني الفنانة التشكيلية رباب الشعيبي التي دعتنا إلى وجوه نساء أفريقيات  حيث معرضها المذكور... وجوه بتلوينات فيها الكثير من الدقة التي تشي بالحلم والشجن والبهجة والسرور وغير ذلك.. تلوينات في غاية الجو الأفريقي بما فيه من جمال وعنق وثقافة قديمة وعميقة..

هي الرسامة التي دعت جمهورها إلى هذه المفردات التشكيلية المحتفية بجميلات من القارة السمراء في تخير جمالي سعت ضمنه للحلول في هذا العالم الأفريقي الساحر...

تقول "ارسم بشغف وحب كبيرين وقد يظهر هذا الحب من خلال حرارة الألوان وكثافتها والبعد عن الشفافية.. أمزج الألوان بالحب والألوان الفاقعة التي تذكرني بألوان القماش الأفريقي الذي يلبسه معظم نساء وبنات جنوب أفريقيا.. من هنا تطرقت لإنشاء معرض تحت عنوان 'جميلات القارة السمراء' والمقصود هنا جميلات أفريقيا...".

معرض رباب الشعيبي برواق الفنون علي القرماسي تضمن وجوها مختلفة لنساء مختلفات ميزاتهن أنهن يحملن ألوان ملابسهم على وجوههم فكانت النتيجة لوحات لوجوه نساء مختلفات بثوب ألوان أفريقية خارجة عن المألوف متوهجة وبملامح ونظرات مختلفة بين فرحة وابتسامة.. بين الحياء والجرأة.. بين القَوة والانكسار.. اختلاف يجعل المشاهد يسأل باحثا عن ما وراء هذه النظرات المختلفة..

رباب الشعيبي فنانة غاصت في أدغال الألوان.. في سحر أفريقيا الجمال والدهشة.. تحاور الوجوه وتحاولها قولا بما فيها من عوالم الفن والرسم من سحر وإبداع.